أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
هل كنت تعلم؟

ديان فوسي

عاشت عالمة الرئيسيات هذه وماتت لحماية الغوريلات الجبلية

اكتسبت ديان فوسي Dian Fossey حب الحيوانات في سن مبكرة، من تعلم ركوب الخيل في سن السادسة إلى العمل في مزرعة في مونتانا في سن التاسعة عشرة. ومع ذلك عندما قررت الالتحاق بجامعة كاليفورنيا كطالبة في مرحلة ما قبل الطب البيطري، وجدت أجزاء من المقرر صعبة جداً فغيرت مسارها، وحصلت على درجة علمية في العلاج المهني. في البداية كانت مقتنعة بعملها في مستشفى في كنتاكي، ولكن عندما أطلعتها إحدى صديقاتها على بعض الصور التي التقطتها في أثناء إجازتها في إفريقيا، أدركت فوسي أنها تريد أيضاً السفر ورؤية العالم.

في العام 1963 حصلت على قرض مصرفي وانطلقت في مغامرة العمر، حيث سافرت عبر كينيا وزيمبابوي وتنزانيا- ثم التقت بمعلمها المستقبلي الدكتور لويس ليكي Louis Leakey- وأخيراً الكونغو. عندما انضمت فوسي إلى مصورَي الحياة البرية جوان Joan وآلان روت Alan Root في رحلة استكشافية إلى جبال فيرونغا Virunga Mountains، شاهدت الغوريلات الجبلية Mountain gorillas الرائعة أول مرة.

عند عودتها إلى الولايات المتحدة، نشرت فوسي عدداً من المقالات حول أول لقاء لها مع الغوريلا، وبدعم من ليكي، حصلت على تمويل لرحلة العودة إلى إفريقيا. بعد أن شيّدت معسكراً في كابارا، الكونغو، بدأت في مراقبة الغوريلات، وتعلمت محاكاة سلوكها حتى تقبلتها في النهاية. تمكنت بعد ذلك من اتباع المجموعات الموجودة حولها، وتدوين بملاحظات تفصيلية عن حياتها اليومية.

بسبب تمرد عنيف في زائير (الكونغو حاليّاً)، أُجبرت فوسي على الفرار من معسكرها، لكنها رفضت التخلي عن عملها. سافرت إلى رواندا، حيث واصلت العمل مع الغوريلات، وأنشأت مركز كاريسوكي للأبحاث Karisoke Research Center. حيث التقط مصور من جمعية ناشيونال جيوغرافيك صور لها وهي تعمل جنباً إلى جنب مع الغوريلات، صارت فوسي نجمة كبيرة بين عشية وضحاها. وسرعان ما استخدمت شهرتها الجديدة لتسليط الضوء على محنة هذه المخلوقات الجميلة بسبب الصيادين.

بدأت في مطاردة الصيادين عبر الأشجار وهي ترتدي أقنعة مرعبة وتشعل النار في فخاخهم. عينت فوسي مجموعة من حراس الغابات لردع الصيادين غير القانونيين، ولكن عندما ذبحت الغوريلا المفضلة لديها– “ديجيت” Digit- بوحشية، أصبحت فوسي صدامية أكثر. وصفت أساليبها باسم “المحافظة النشطة” Active conservation، وتمكنت من لفت الانتباه إلى الوضع المقلق للغوريلات الجبلية، لكنها أثارت غضب الصيادين بسبب تدخلها. قبل عيد ميلادها الرابع والخمسين بقليل، قُتلت فوسي بساطور في كوخها. لا يزال قاتُلها غير معروف، لكن يعتقد البعض أنها قُتلت على أيدي صيادين. تركت فوسي وراءها ثروة من البيانات الرائعة عن الغوريلات الجبلية، مما مهد الطريق لطلبة علم الرئيسيات لمتابعة أحلامهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى