مبنى تشيرنوبيل الجديد للاحتواء الآمن
اكتشف الأعجوبة الهندسية التي ستحمي العالم من أكبر حادث نووي في التاريخ
إن الصور المروعة لبقايا الوحدة 4 من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، التي انفجرت في أوكرانيا حين كانت تحت السيطرة السوفييتية خلال اختبار للنظم، لا تزال تقشعر لها الأبدان الآن كما كانت عليه في عام 1986. كشف التاريخ مدى بشاعة الإشعاع الذي تسرب قبل تغطية الموقع على عجل بتابوت من الخرسانة. تشير أقل التقديرات إلى أن عدد القتلى سيبلغ 16 ألف في أوروبا بحلول عام 2065 بسبب ارتفاع جرعات الإشعاع التي يتعرض لها السكان.
وعلى الرغم من أن المأوى الأصلي قد قلّل من تأثير الغبار الذري المتساقط، فلم يكن ذلك حلا طويل الأجل – فلن يعود موقع تشيرنوبيل آمنا تماما لآلاف السنين. وإقرارا بذلك، اتفقت حكومات من جميع أنحاء العالم في عام 1997 على تصميم ملجأ جديد للحفاظ على كوكبنا آمنا من تشيرنوبيل لقرن آخر على الأقل. والنتيجة هي المبنى الجديد للاحتواء الآمن (NSC)، وهو مبنى على شكل قوس ضخم صمم لتغطية المفاعل والتابوت معا.
بني المبنى على موقع يبعد نحو 250م من الوحدة 4، ويبلغ ارتفاعه 108م وعرضه 257م وطوله 162م. يتكون القوس من 16 دعامة فولاذية تزن معا نحو 30 ألف طن؛ وتتصل بها عوارض طولها 100م، تدعم رافعتين يتم التحكم فيهما من بعد، وهما مخصصتان لتفكيك أجزاء التابوت المتداعية حاليا.
لاحتواء هذا الحساء المميت، غُلِّف المبنى الجديد للاحتواء الآمن بطبقات من الطوب، يمكنها تحمّل درجات حرارة تتراوح من -43 إلى +45 °C، وحتى إعصار من الفئة الثالثة. تُفصل الطبقات بمسافات مفرّغة الضغط للاحتفاظ بالجسيمات المشعة في الداخل وتثبيت المناخ الداخلي.
عند الانتهاء من المبنى الجديد للاحتواء الآمن في أواخر عام 2017، لن تقل تكلفته عن 1.3 بليوم جنيه إسترليني (1.6 بليون دولار أمريكي)، وهو ثمن يستحق الدفع لوقاية كل منا وحماية كوكبنا.