آلات الحرب
لطالما برع النوع البشري في صناعة أسلحة الموت، بداية من الآلات القديمة وحتى أشد أدوات الحرب تطوراً في الوقت الحاضر
على مر التاريخ، تحارَب البشر باسم العرق والدين واللون ومن أجل تحقيق أقدم طموحاتهم: السلطة. فقد تحول الإبداع المستخدم في تأليف الكتب الرائعة، ورسم الروائع، وتلحين السيمفونيات، وإنتاج الاختراعات التي غيرت العالم إلى الأبد، إلى مجال الحرب. استُخدم التمكن من علوم الفيزياء والرياضيات والهندسة لبناء آلات حرب متزايدة التطور.
استغرق سقوط الأندلس
781 سنة وهي اطول
حرب في التاريخ
بأنها أقوى سلاح في العصور الوسطى.
العرّادة 500 قبل الميلاد
على الرغم من أن البشر ظلوا يقتلون بعضهم البعض لآلاف السنين قبل اختراع العرّادة، يمكن القول إنهم لم يبدؤوا بإدخال هندسة فعلية في المعادلة سوى في الألفية الأولى قبل الميلاد. نشأت أولى عرّادات الجرّ Traction trebuchets في الصين، حيث تطورت من المقلاع القديم. على عكس العرَّادة ذات الثقل الموازن، والتي ظهرت لاحقاً وحققت شهرة أكبر، كانت تلك صغيرة الحجم وصُنعت بحيث لا يحتاج تشغيلها سوى إلى عدد قليل من الأشخاص.
يعمل هذا النوع البدائي من العرّادات عن طريق ربط معلاق كبير بذراع رمي خشبي طويل، والذي يسحبه رجال يشدون حبالاً طويلة، ثم يُطلق بواسطة آلية رافعة Lever mechanism. يمكّن فعل المحذفة Sling action الناتج من قذف أوزان تزيد على 100 كغم لمسافة 60 مترا، لذا كانت مفيدة كآلات مضادة للمشاة، لسحق البشر والحيوانات على حد سواء.
على الرغم من انتشار عرّادات الجرّ في جميع أنحاء الشرق ثم إلى الغرب في القرون الأخيرة قبل الميلاد، لم تُخترع العرَّادة ذات الثقل الموازن الأكثر تقدماً حتى القرن الحادي عشر. على عكس أسلافها، كانت هذه العرّادات أضخم بكثير، واحتاجت إلى فرق ضخمة من الجنود لتشغيلها وكان بوسعها قذف أوزان ضخمة لمسافات هائلة. ونتج هذا من آلية الدفع الجديدة بالثقل الموازن، والتي استخدمت الجاذبية لتدوير ذراع الرمي.
تمثلت نتيجة النطاق الأكبر وآلية الرمي الأدق في إمكانية دفع قذائف تزن أكثر من 300 كغم لمسافة حتى 300 متر. عندئذ، لم يكن البشر والحيوانات وحدهم من صاروا يخشون الدمار الذي تسببه العرّادة، بل سكان القلاع والحصون أيضاً، فجدرانهم التي يفترض أنها منيعة لم تكن توفر سوى القليل من الحماية من السيول المنهمرة من الصخور، والركام المشتعل وجثث الحيوانات المعتلة التي تُلقى عليهم.
المقذاف 400 قبل الميلاد
الجانبية عامل الصدمة الإبداع الهندسييُعتقد أن الشكل الأقدم من المقذاف قد صُنع للطاغية الإغريقي ديونيسيوس من سيراكيوز Dionysius of Syracuse في نحو عام 400 قبل الميلاد. كان المقذاف سلاحاً صمّم لإلقاء رماح ذات رؤوس معدنية يبلغ وزنها 26 كغم بسرعة عالية تجاه البشر واختراق أجسادهم. لكن لم تكن الآلية الوحشية للمقذاف هي السبب الوحيد لكونه سلاحاً مُرعباً في ساحة المعركة – بل وكذلك نطاقه ودقته العالية. كان المقذاف أول سلاح قنص حقيقي، حيث كانت أكبر نماذجه قادرة على إصابة أهداف فردية من مسافة تزيد على 450 متراً. تشير السجلات التاريخية من العصر الروماني إلى أن مشغلي المقذاف المهرة كانوا يستهدفون رماة السهام الأعداء حتى ولو وجدوا في موقع متميز، مثل الأبراج المحصنة Battlements. كان المقذاف فعالاً جداً بفضل استخدامه لنابض التوائي Torsion spring، الذي اختُرع في العقود الأخيرة من عهد اليونان القديمة. تلف النوابض الالتوائية حول ذراعي قوس المقذاف، مع ربط الذراعين بدورهما بالوتر Bowstring الرامي للحراب. نظراً لأنه يلزم لف النوابض الالتوائية من قبل مشغلي السلاح بواسطة ذراع تدوير، يمكن تخزين كميات هائلة من الطاقة ومن ثم تسخيرها.
القوس والنشاب
200 قبل الميلاد
باتباع مبادئ وهندسة المقذاف ثم تقليل حجمه، وضعت هذه الآلة المطوّرة قوة مميتة في أيدي عدد أكبر من المستخدمين من أي وقت مضى. وقد غيّر القوس والنشاب، وهو رخيص التكلفة وسهل الاستخدام، ثقافة وكامل تكتيكات القتال القريب المدى. قبل اختراعه، كان القوس والسهام هي الشكل الوحيد للأسلحة البعيدة المدى المحمولة باليد، وكان استخدامهما يتطلب مهارة كبيرة وقوة بدنية وتدريباً عالياً. لكنه صار بوسع أي شخص أن يُمسك بالقوس والنشاب وإطلاقه بجهد ضئيل، مما حوّل حتى أضعف الأفراد إلى رماة مهرة.
انتشر القوس والنشاب من شرق آسيا إلى الغرب في القرون الأولى بعد الميلاد، وصار الشكل الأساسي للأسلحة البعيدة المدى في العديد من الجيوش الأوروبية بحلول القرن الثاني عشر. ونتيجة لذلك، صار تقادم العديد من المهام العسكرية الراسخة وعفا عليها الزمن، مثل فئة الفرسان المدججين بالدروع الذين صاروا عرضة للسهام العالية السرعة التي يطلقها القوس والنشاب ومن ثم لم تعد مفيدة.
سفن القادس الحربية 100 قبل الميلاد
بعد اختراعها، صارت سفن القادس Galley الحربية العمود الفقري لغالبية القوات البحرية في معظم أنحاء العالم، وبلغت ذروة استخدامها في القرن الخامس عشر. نبع رواج هذه السفن من ملاءمتها الممتازة للحرب البحرية قبل اختراع المدافع، ببدنها الطويل والضيق الذي يسهل المناورة بها في البحر، فضلاً عن الانطلاق بسرعة عالية في خط مستقيم باستخدام المجاذيف، مما مكّن طاقمها من عبور المسطحات المائية بسرعات أكبر من ذي قبل.
اعتباراً منذ زمن الإغريق والآشوريين القدماء، نادراً ما كانت القوادس تزود بأي نوع من الأسلحة، وكان الشكل الوحيد للهجوم المباشر هو الارتطام بالأعداء. كان التكتيك الشائع الآخر هو التضحية بإحدى السفن وتحويلها إلى كتلة نارية. على الرغم من خلوه من الأسلحة، كان القادس سلاحاً مرعباً، فبوسعه إنزال 50 جندياً مدججين بالسلاح أو أكثر في أراضي العدو أو مطاردة المنافسين على الماء بشكل لا مثيل له.
في العقود الأخيرة من استخدامها الواسع النطاق، أدخلت المدافع إلى القوادس بنجاح محدود. بالنظر إلى تصميم السفينة – في وجود بدن ضيق ومجاذيف على كلا الجانبين – توجّب وضع المدافع في مقدمة القوس مواجهة إلى الأمام، مما قلّص مواضع قوس إطلاق النار وتوزيع المدافع.
المدفع 1100ميلادي
اختُرع المدفع لأول مرة من قبل الصينيين القدماء، كشكل مطوّر من الرماح النارية Fire lance، وهي أنابيب مملوءة بالبارود يمكن إلقاؤها على العدو. مع انتشار المدفع إلى الغرب، تطور إلى السلاح ذي الماسورة المعدنية الكبيرة الذي نعرفه حالياً. كانت هذه المدافع تُطلق قذائف المدفعية Cannonballs، وكذلك قطعاً من الشظايا. وأحد الأمثلة المبكرة على المدفع الغربي هو وعاء الحديد Pot-de-fer، وهو مدفع بدائي مصنوع من برميل حديدي. استخدم الفرنسيون والإنجليز هذا المدفع خلال حرب المئة عام، قبل أن يُستبدل بنسخ متطورة ذات أحجام مختلفة. وسرعان ما استُخدمت المدافع ذات الأحجام المختلفة، بداية من وحدات المدفعية المتنقلة الصغيرة التي تُحمل على عربات وصولاً إلى المدافع الجبارة التي تتطلب فريقاً من 200 رجل لكي تعمل بفعالية وأكثر من 70 ثوراً لنقلها.
آلات القتل الأخرى عبر التاريخ
30,000 سنة قبل الميلاد
القوس القصير SHORTBOW
كان القوس والسهم أقدم سلاح صنعته البشرية بعد الرمح والسهام المريشة Dart.
2000 قبل الميلاد
العجلة الحربية ذات العجلات البرمقية SPOKE-WHEELED CHARIOT
يمكن لهذه العربات القتالية أن تصرع الرجال والحيوانات، إضافة إلى توفير منصات متنقلة.
1000 قبل الميلاد
رأس الكبش (المدق) BATTERING RAM
اختُرع رأس الكبش في الإمبراطورية الآشورية القديمة، وصار آلة حربية رئيسية لأي جيش.
900 قبل الميلاد
الضبر SIEGE TOWER
برج كبير مدرع متنقل يمكن للجنود المحتمين فيه الصعود إلى مستوى أسوار المدينة ومن ثم اجتيازها.
673م
النار الإغريقية GREEK FIRE
استُخدم مزيج من المكونات الكيميائية بما في ذلك راتنج الصنوبر والنفط والكبريت والنطرون لصنع سلاح حارق.
1000 ميلادي
الأسلحة النارية GUN
نشأ أول سلاح ناري معروف في الصين، وتألف من أنبوب من الخيزران مملوء بالبارود ورمح. عند إشعاله، يُطلق الرمح.
1277
الألغام الأرضية LAND MINE
ظهرت أول ألغام أرضية في عهد أسرة سونغ الصينية Song dynasty في القرن الثالث عشر. زوّدت الأجهزة بأسلاك تعثر Tripwiresلاصطياد الأعداء الغافلين على حين غرة.
1450
القربينة ARQUEBUS
مهدت القربينة Arquebusالطريق لظهور المسكيت Musketوالبندقية، وكانت سلاحاً نارياً مبكراً أملس الجوف ،Smooth-bore والذي يُحمّل من المقدمة. كانت القربينة أخف وزنا وأقل دقة بكثير من المسكيت.
1453
مدفع الهاون MORTAR
كتطور للمدفع المستقيم، أدخلت مدافع الهاون الذخائر المتفجرة إلى ساحة المعركة، حيث ألقت قنابل مليئة بالبارود على العدو.
البندقية 1800
أخذت البندقية Rifle المسكيت الملساء الجوف وجعلتها أكثر فتكاً. أضيفت هذه اللمسة القاتلة بفضل تعديل بارع في ماسورة السلاح. عن طريق حفر أخدود حلزوني في جدران الماسورة، في عملية تُعرف بالتخديد Rifling، عندما يمر مقذوف – رصاصة، مثلاً – عبرها، تسبب الماسورة دوران المقذوف، مما يزيد بشكل كبير من نطاق السلاح ودقته.
أدخلت البنادق الأولى في الحروب النابليونية، حيث تسلّح الجنود البريطانيون بالسلاح الجديد. بعد مشكلات أولية في استخدام البندقية، مثل صعوبة التحميل، تطورت لتشمل التحميل الخلفي Breech-loading، الذي يسمح بتعبئة الطلقات وإطلاقها بسرعة. بحلول نهاية القرن التاسع عشر، اختُرعت البنادق الدوارة وبنادق الخرطوش المتعاقبة والعديد من البنادق القاتلة الأخرى.
المدفع الرشاش 1860
من بين هذه الآلات الأوتوماتيكية الأولى، كان مدفع غاتلينغ Gatling gun أكثرها دموية، حيث كانت مواسيره الستة قادرة على إطلاق مئات الرصاص في الدقيقة. في غضون سنوات من اختراعها، دخلت مدافع غاتلينغ خطوط الإنتاج حيث بلغت المعدلات النظرية لإطلاقها أكثر من 1,200 طلقة في الدقيقة.
سرعان ما تلى مدفع غاتلينغ الرشاش طيف من البنادق الآلية الأعلى دقة والأشد فتكاً. صنع المدفع الرشاش المحمول باليد، إضافة إلى نسخ يسهل حملها بشكل متزايد للسلاح الذي يمكن نشره في ساحة المعركة بسرعة غير مسبوقة أو تركيبه على السفن والدبابات والمركبات العسكرية الأخرى بسهولة تامة.
غواصة اليو بوت 1903
تمثّل السلاح الشبحي الذي استخدمته ألمانيا خلال الحربين العالميتين في غواصة مسلحة يمكنها تنفيذ مهام مختلفة – فهي صياد وقاتل مخيف، تطارد سفن الحلفاء وتغرقها بطوربيداتها، وكسفينة هجومية، تعطل خطوط الإمداد والقوافل المعادية. وبالنظر إلى قدرتها على التخفي، إضافة إلى حقيقة أنها كانت تعمل في مجموعات يشار إليها بـ”الزمر الذئبية“، اشتهرت غواصة اليو بوت بقدرتها على إغراق أضخم السفن الحربية العسكرية دون أن تُكتشف ومن دون أن تُصاب بأذى. لكن عندما طوّرت مجموعة متنوعة من الإجراءات المضادة لاحقاً، مثل قنابل الأعماق والسونار النشط، بدأ المد يتحول ضد هذه الغواصات، حيث تضافرت جهود قوات الحلفاء للقضاء عليها.
الدبابة 1916
تزن هذه الآلات العملاقة عدة أطنان، وهي مسلحة بمدافع قاذفة للطلقات وتحميها دروع معدنية سميكة. لم تغير الدبابات الحرب إلى الأبد فحسب، بل زرعت الرعب في قلوب البشر، بغض النظر عن ولائهم أو جنسياتهم. ولدت الدبابة من رحم مأزق انتحاري في الحرب العالمية الأولى، حيث يئس الحلفاء من صنع آلة حربية يمكنها كسر حالة الجمود الناتجة من حرب الخنادق. وكان البريطانيون أول من استخدم دبابة في عام ،1916 وهي الدبابة مارك وان Mark I، لكن هذه الآلة وخلفاءها المباشرين اشتهرا بعدم موثوقيتهما من الناحية الميكانيكية، مما منحهما القليل من التفوق الحقيقي في ساحة القتال، بغض النظر عن عامل الخوف الذي زرعته عند استخدامهما.
بحلول الحرب العالمية الثانية، تطورت الدبابة إلى وحدة رئيسية في أي جيش، والتي يمكنها دحر جنود العدو تحت جنازيرها الثقيلة. يمكن للدبابة أن تسحق الرجال وتطلق النار عليهم، ويمكنها هدم المباني والمركبات وتدميرها، وكذلك اقتحام خطوط العدو بسهولة. وشهد الاستخدام الشائع للدبابات تنفيذ تكتيكات عسكرية جديدة، مثل الحرب الخاطفة Blitzkrieg في ألمانيا التي طالت معظم أرجاء أوروبا ضمن سلسلة من الحملات القصيرة والوحشية التي نفذتها الدبابات.
1550
المسكيت MUSKET
سمحت المسكيت، وهي نسخة مطورة أثقل وأدق من القربينة، لمستخدمها بإطلاق الرصاص بسرعة عالية على العدو.
1866
الطوربيد TORPEDO
كان أول طوربيد حديث هو طوربيد وايتهيد Whitehead torpedo الذي صُنع في عام ،1866 وهو سلاح ذاتي الدفع تحت الماء وزوّد برأس حربي يحتوي على 53.5 كغم من النيتروسليلوز.
1901
قاذف اللهب FLAMETHROWER
اخترع الألماني ريتشارد فيدلر Richard Fiedler قاذف اللهب الحديثة في عام 1901. كانت الآلة، التي احتوت على طلقة واحدة، تُطلق نفثة من النيران لمسافة 18 متراً.
1915
القنبلة اليدوية المتشظية FRAGMENTATION GRENADE
كانت أول قنبلة يدوية متشظية حديثة هي قنبلة ميلز Mills bomb، وهي علبة فولاذية مملوءة بالمتفجرات زودت بمسمار زنادي Triggering pin.
1942
قنبلة النابالم NAPALM BOMB
مزيج مدمر من البترول ومادة ماسكة للقوام Gelling agent، والذي يلتصق بجلد الإنسان ويسبب حروقاً شديدة عند اشتعاله.
1944
المروحية HELICOPTER
كانت أول مروحية عسكرية تُنتج بأعداد كبيرة هي سيكورسكي آر-4 (Sikorsky R-4) كان بوسع آلة الحرب المبتكرة هذه أن تحلق بسرعة 75 ميلاً/ساعة.
1945
القنبلة الذرية ATOMIC BOMB
أنتج مشروع مانهاتن Manhattan Project أول قنبلة ذرية في العالم. وبعد ذلك، أُلقيت قنبلتان على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان.
1965
الهيكل الخارجي المزود بمحرك POWERED EXOSKELETON
تسمح هذه الآلات للجنود برفع وحمل أوزان أكبر بكثير في ميادين القتال.
1974
الصعّاقة TASER
سلاح غير مميت يستخدم لتحييد الأعداء بسبب العجز العصبي العضلي الناجم عن التيار الكهربائي، وكثيراً ما تستخدم الصعّاقة من قبل قوات الشرطة.
2014
المركبات الجوية غير المأهولة UAV
على الرغم من أن المركبات الجوية غير المأهولة ظلت قيد الإنتاج لعدة عقود، فهي تُستخدم حالياً أكثر من أي وقت مضى.
الطائرة المقاتلة 1914
قبل القرن العشرين، كان البشر قد أتقنوا طرق القتل في البحر والبر، لكن السماء لم تُقهر. تغير كل هذا مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، عندما اختُرعت الطائرة المقاتلة. في غضون سنوات من تحليق الأخوين رايت Wright brothers في السماء لأول مرة، تحولت الطائرة إلى آلة حربية مخيفة.
زوّدت هذه الآلات المقاتلة الجديدة بأقواس من البنادق الآلية من العيار الثقيل وقادها رجال ذوي أعصاب فولاذية، والمتخصصون بدحر الأعداء في المعارك الجوية الطاحنة. واستخدم أشهر هؤلاء الرجال، مثل البارون الأحمر Red Baron، آلات القتل الجديدة المذهلة هذه للفتك بأعداد كبيرة من الأعداء، بسبب تفوقهم على المنافسين بالمناورة بسرعات عالية ثم تفجيرهم بوابل من الطلقات العالية العيار.
استمر تطوير المقاتلات خلال فترة الحرب، مما أدى إلى ظهور طائرات مشهورة عالمياً مثل سوبرمارين سبيتفاير Supermarine Spitfire وميسرشميت بي إف 109 (Messerschmitt Bf 109)، والتي رفعت القتال الجوي بين البشر إلى مستوى أعلى. أدت أنتجت الحاجة الجديدة للبشر إلى القتال الجوي أكثر من 20,000 طائرة سبيتفاير خلال فترة خدمتها، حيث اشتهرت هذه الطائرة لبراعتها وقدرتها على المناورة، مدعومة بتسليح قوي بمدفع هيسبانو مارك تو Hispano Mark II المزدوج عيار 20 مم و4 مدافع رشاشة عيار .303من طراز براوننغ مارك تو .Browning Mark II
الصاروخ 1933
على الرغم من أن الحرب قد صارت تخصصية بشكل متزايد بفضل اختراع الدبابة والطائرة، فعند اختراع الصواريخ دخلت عصراً حديثاً حقاً. شرع الألمان في تطوير تكنولوجيا الصواريخ في ثلاثينات القرن العشرين، واستُخدمت أولى صواريخهم المعروفة باسم الطراز “A” في عام.1933 تطورت هذه الصواريخ إلى السلسلة “V” وشهدت نجاحاً حقيقياً مع الصاروخ V-2 (سلاح الانتقام رقم 2)، وهو أول صاروخ باليستي بعيد المدى في العالم. يمكن للصاروخ V-2 إطلاق رأس حربي متفجر يمكنه تسوية مبان بكاملها بالأرض، وقتل حشود من الناس وتعطيل منشآت العدو. في السنة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، قُتل أكثر من 9,000جندي ومدني بسبب الغارات القاتلة بصواريخ .V-2
حقائق سريعة عن الصواريخ الموجهة
النفاثة المقاتلة 1942
أكثر آلات الحرب تطوراً في العالم حالياً هي الطائرة إف- 35 لايتننغ تو F-35 Lightning II، وهي مقاتلة نفاثة متعددة المهام يزيد سعر شرائها وتشغيلها عن 185مليون جنيه إسترليني ( 230مليون دولار). تلك الطائرة هي المحصلة الإجمالية لأكثر من 70 سنة من التقدم في مجال الطائرات النفاثة. منذ اليوم الذي حلقت فيه الطائرة ميسرشميت Me 262A في السماء في عام 1942، صارت فئة المقاتلات النفاثة من أكثر آلات القتل العالية التقنية في العالم، والتي تمكّن طيارها من الفتك بالأعداء بمجموعة من الذخائر الذكية المتقدمة.
الطائرة F-35، المزودة بصفيف من 6 أذرع خارجية حاملة للأسلحة على جناحيها، و4 أذرع داخلية، مما يمنح الطائرة حمولة تسليح إجمالية تبلغ 8,100 كغم. يمكنها هذا من حمل مجموعة من صواريخ جو- جو، مثل AIM-120 AMRAAMوسايدويندر AIM-9X Sidewinder ، وصواريخ جو-أرض مثل AGM-158 JASSM وكذلك الصواريخ المضادة للسفن. يمكن للطائرة حمل وإطلاق مجموعة متنوعة من القنابل التقليدية، مثل سلسلة بيفواي Paveway للقنابل الموجهة بالليزر والقنابل العنقودية .Mk-20 Rockeye II كما لو لم تكن هذه الترسانة تكفي، يمكن أيضاً للطائرة F-35 أن تحمل القنبلة النووية B61-12 المدمرة للعالم، والتي تنبعث عنها قوة تدميرية متغيرة تصل حتى 340 كيلوطن. وتُعد هذه الطائرة حالياً أشد آلات الحرب تعقيداً على سطح الأرض، لكن من المؤكد أنه لن يمضي وقت طويل قبل أن تحل محلها اختراعات جديدة مثل الدرونات، والتي لا تحتاج حتى إلى قيادتها، بل يُتحكم فيها من على بعد آلاف الأميال.
ريتشارد جوردان غاتلينغ
1818 – 1903
بندقية غاتلينغ
اشتهر المخترع الأمريكي ريتشارد جوردان غاتلينغ Richard Jordan Gatling خلال حياته باختراعه بندقية غاتلينغ، وهي آلة حربية قال إنها ”ستمكن رجلاً واحداً من تنفيذ المهام القتالية لمئة رجل [و] تلغي الحاجة إلى الجيوش الكبيرة“. فمن المؤكد أن بندقية غاتلينغ لم تقلل من حجم الجيوش، أو توقف الحروب، لكنها قادت العالم إلى عصر المدافع الرشاشة، مع ظهور سلسلة من البنادق الأتوماتيكية المنافسة.
ميخائيل كلاشينكوف
1919 – 2013
البندقية الهجومية AK-47
كان كلاشينكوف، مصمم البندقية الهجومية الأكثر استخداماً على الإطلاق، واحداً من أكثر الرجال فوزاً بالجوائز في روسيا، حيث حصل ميخائيل كلاشينكوف Mikhail Kalashnikov على جائزة ستالين وجائزة لينين وجائزة الدولة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية وجائزة بطل العمل الاشتراكي لاختراعه البندقية AK-47. على الرغم من اعتقاد كلاشينكوف بأن بندقيته صممت ”كسلاح دفاعي وليس كسلاح هجومي“، فقد استُخدمت البندقية AK-47 في معظم الحروب على مدار الستين عاماً الماضية، حيث صُنع منها أكثر من 70 مليون بندقية.
ريغنالد ميتشل
1895 – 1937
الطائرة سوبر مارين سبيتفاير
كان ريغنالد ميتشل Reginald Mitchell، مهندس الطيران الشهير، مسؤولاً عن تصميم الطائرة تايب ،300 Type300وهي طائرة أحادية السطح مصنوعة بالكامل من المعدن، والتي عدّلت إلى الطائرة الأيقونية سبيتفاير. أثبتت آلة ميتشل الحربية براعتها المذهلة في القتل، فصُنع أكثر من 22,000 طائرة سبيتفاير. وبحسب ما ورد، ذكر ميتشل، متحدثاً عن الاسم الذي اختاره سلاح الجو الملكي لمقاتلته: ”كانت سبيتفاير مجرد اسم سخيف اختاروه“.
بقلم: روب جونز