أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تــاريـخعين على العالم

العثور على تابوت من القرن الرابع عشر في نوتردام

اكتشف‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬في‭ ‬كاتدرائية‭ ‬نوتردام‭ ‬Notre-Dame Cathedral‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬التي‭ ‬اشتعلت‭ ‬فيها‭ ‬النيران‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬تابوتاً‭ ‬رصاصياً‭ ‬غير‭ ‬معروف‭ ‬سابقاً‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مدافن‭ ‬أخرى. ‬ولم‭ ‬تُعرف‭ ‬هوية‭ ‬المدفون‭ ‬في‭ ‬التابوت‭ ‬الحجري،‭ ‬لكن‭ ‬يرجّح‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬شخصاً‭ ‬مهماً. ‬وتشير‭ ‬خصائص‭ ‬التابوت‭ ‬وموقعه‭ ‬إلى‭ ‬احتوائه‭ ‬على‭ ‬رفات‭ ‬شخصية‭ ‬مرموقة. ‬وقد‭ ‬اشتعلت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬الكاتدرائية‭ ‬الشهيرة‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬لترميمها‭ ‬وتجديدها‭ ‬في‭ ‬أبريل‭.2019‭ ‬

منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬مضت‭ ‬الحكومة‭ ‬الفرنسية‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬ترميم‭ ‬لاستعادة‭ ‬العمارة‭ ‬القوطية‭ ‬التاريخية‭ ‬للكاتدرائية،‭ ‬وهو‭ ‬إنجاز‭ ‬يأمل‭ ‬مسؤولو‭ ‬الكنيسة‭ ‬بأن‭ ‬يكتمل‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬،2024‭ ‬عندما‭ ‬تستضيف‭ ‬باريس‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬الصيفية. ‬في‭ ‬الخطوة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الترميم،‭ ‬كان‭ ‬العمال‭ ‬يخططون‭ ‬لوضع‭ ‬سقالات‭ ‬قبل‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬البرج‭ ‬المحترق‭ ‬في‭ ‬الكاتدرائية‭. ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬ينصُب‭ ‬العمال‭ ‬السقالات،‭ ‬مسح‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬الموقع‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬قطع‭ ‬أثرية‭ ‬متضررة. ‬وأثناء‭ ‬التنقيب،‭ ‬ركز‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ ‬جناح‭ ‬الكاتدرائية ‬Transept، وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الكاتدرائية‭ ‬تتعامد‭ ‬فيه‭ ‬الأرضية‭ ‬على‭ ‬المبنى‭ ‬الرئيسي،‭ ‬مشكلة‭ ‬صليباً‭.‬

كان‭ ‬الجناح‭ ‬مغطى‭ ‬بطبقة‭ ‬حجرية‭ ‬ليست‭ ‬أقدم‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭. ‬وجد‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬تحتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدافن‭ ‬في‭ ‬طبقات‭ ‬مختلفة،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬استخدمت‭ ‬كمقبرة‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭. ‬يعود‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬المدافن‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬وتقع‭ ‬على‭ ‬تربة‭ ‬قد‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الثالث‭ ‬عشر. ‬من‭ ‬بين‭ ‬المدافن‭ ‬العديدة،‭ ‬وجد‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬أيضاً‭ ‬تابوتاً‭ ‬من‭ ‬الرصاص‭ -‬محفوظا‭ ‬جيدا- ‬على‭ ‬شكل‭ ‬إنسان‭. ‬ويشير‭ ‬موضعه‭ ‬في‭ ‬جناح‭ ‬الكاتدرائية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬المدفون‭ ‬فيه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬النخبة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تشير‭ ‬الطبقة‭ ‬الموجودة‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬على‭ ‬أبعد‭ ‬تقدير. ‬وكشفت‭ ‬الحفريات‭ ‬عن‭ ‬اكتشاف‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬عادي‭: ‬حفرة‭ ‬مليئة‭ ‬بالمنحوتات‭ ‬المرسومة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬فيما‭ ‬مضى‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬مذبح‭ ‬جوقة‭ ‬Rood screen‭ ‬نوتردام،‭ ‬أو‭ ‬القسم‭ ‬المزخرف‭ ‬الذي‭ ‬يفصل‭ ‬بين‭ ‬المذبح‭ ‬وصحن‭ ‬الكنيسة،‭ ‬أو‭ ‬النهايات‭ ‬المختلفة‭ ‬للكاتدرائية‭. ‬صنع‭ ‬مذبح‭ ‬الجوقة‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬عام‭ ‬1230‭ ‬م‭ ‬ودمر‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر. ‬واكتشف‭ ‬المهندس‭ ‬المعماري‭ ‬الفرنسي‭ ‬يوجين‭ ‬فيوليه‭ ‬لودوك‭ ‬Eugene Viollet-le-Duc‭ ‬ في‭ ‬السابق‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬مذبح‭ ‬الجوقة‭ ‬هذا،‭ ‬وهي‭ ‬معروضة‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر،‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬أيضاً. ‬ويرجح‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬الاكتشاف‭ ‬الجديد‭ ‬بيانات‭ ‬جديدة‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬المذبح‭ ‬الرائع‭ ‬وجودة‭ ‬زخرفته المرسومة‭ ‬بالطلاء‭.‬

بقلم:‬‭ ‬لورا‭ ‬غيغل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى