موجة صدمة مما بين المجرات أكبر من حجم درب التبانة
يقع العنقود أبيل 3667 (Abell 3667) على بعد نحو 730 مليون سنة ضوئية من الأرض، وهو عنقود مجري في حالة من الفوضى. يتألف من عنقودين من المجرات المتصادمة. فقد أحدث ذلك اضطراباً هائلاً في المنطقة: موجة صادمة Shock wave هائلة تنطلق من جانب العنقود المندمجة ولا تُرى إلا في الأطوال الموجية الراديوية. تزودنا دراسة حديثة بالصورة الأكثر تفصيلاً على الإطلاق لهذه الموجة الهائلة. وباستخدام مصفوفة التلسكوب الراديوي ”ميركات“ MeerKAT في جنوب إفريقيا، صوَّر الباحثون نصفي المكون الراديوي لموجة الصدمة Shock wave المعروف أيضا بـ”الآثار الراديوية“.
تفجرت الموجة الصادمة لأول مرة منذ نحو بليون سنة، عندما اصطدم عنقودا المجرات اللذين يشكلان أبيل 3667 لأول مرة. فعناقيد المجرات هي أضخم البني المرتبطة بالجاذبية في الكون. عندما يندمج اثنان منها، فهي تطلق أكبر كمية من الطاقة لحدث منفرد منذ الانفجار الكبير Big bang. وعندما أطلقت الموجة الإلكترونات في الفضاء بسرعة تقترب من سرعة الضوء، اخترقت الجسيمات الحقول المغناطيسية في المنطقة، وانبعثت منها الأقواس المزدوجة للموجات الراديوية. ويتحرك كل من الأقواس الراديوية بسرعة تزيد على 3.3 مليون ميل/ساعة وتفصل بينها مسافة 13 مليون سنة ضوئية، وتشير القياسات إلى أن كل منها أكبر بنحو 60 ضعفاً من مجرة درب التبانة بكاملها.
بقلم: براندون سبيكتور