رحلة استكشافية جديدة تبحث عن حطام سفينة شاكلتون في القطب الجنوبي
سيحاول فريق من العلماء العثور على بقايا سفينة إرنست شاكلتون Ernest Shackleton المفقودة منذ زمن، إنديورانس (الصامدة) Endurance، تحت المياه المعتمة والجليدية للمحيط المتجمد الجنوبي. غادر شاكلتون وطاقمه السفينة في العام 1915 بعد أن سحقها الجليد. تقبع إنديورانس حاليًا في مكان ما في قاع بحر ويديل Weddell Sea، وهو خليج كبير في غرب القارة القطبية الجنوبية. لا يزال موقعها الدقيق غير معروف، لكن هذه الحملة الجديدة تخطط للعثور عليه.
حملة إنديورانس 22، المقرَّر أن تبدأ في فبراير 2022، ستُبحر في المياه الجنوبية المتلاطمة، وتشق طريقها عبر أميال من الكتل الجليدية بحثًا عن مواقع لاستخدام أح دث الغواصات لمسح قاع المحيط . إذا عثر العلماء على السفينة المفقودة، فهم يخططون لمسح الحطام وتصويره. لكنهم لن يأخذوا أي قطع أثرية منها، لأن السفينة محمية بموجب معاهدة القارة القطبية الجنوبية الدولية.
قال مينسون باوند Mensun Bound، مدير الاستكشاف في حملة إنديورانس 22: ” إن محاولة تحديد موقع حطام إنديورانس لهي أمر ظُنَّ منذ فترة طويلة أنه مستحيل لا يمكن تحقيقه، لذا فهو احتمال مثير جدًا. بالنظر إلى قسوة بيئة القطب الجنوبي، لا توجد ضمانات للنجاح، لكننا نستلهم أعمال مستكشفي القطب الجنوبي العظماء، وسنشرع في حملة إنديورانس 22 محمَّلين بآمال كبيرة. في وجود أفضل التقنيات المتاحة وفريق استكشاف رائد عالميًا، نأمل أن نتمكن من تحقيق لحظة تاريخية فارقة في التاريخ القطبي”.
ربما كانت محاولة شاكلتون الخارقة لعبور القطب الجنوبي قصة أسطورية من ”العصر البطولي“ للاستكشاف القطبي. عند الانطلاق من جزيرة جورجيا الجنوبية، شقت إنديورانس طريقها جنوبًا عبر كتل الجليد على مدى أسابيع قبل أن تحُاصرها الثلوج قبالة ساحل كيرد Caird Coast. وجنحت السفينة بالطاقم أكثر من سنة، ثم نزلوا على قمة الصفيحة الجليدية نفسها بعد تحطم إنديورانس وغرقها.
تقبع إنديورانس حاليّاً تحت ما يقرب من 3,000م من المياه المعتمة، ويرجح أن تكون أخشابها محفوظة جيدًا بسبب انعدام الضوء وانخفاض الأكسجين في بيئتها. على الرغم من أن المكان الذي غرقت فيه، والذي سجله في ذلك الوقت قبطان السفينة فرانك ورسلي Frank Worsley، معروف جيدًا، تكمن الصعوبة الحقيقية لفريق حملة إنديورانس 22 في التجريف عبر أميال من الجليد السميك في بحر ويدل .
على الرغم من أن التغير المناخي سيجعل اختراق الجليد أسهل مما كان عليه في أيام شاكلتون، فإن الوصول إلى الموقع الذي غرقت فيه سفينته لا يزال يمثل تحديًا. يعتزم العلماء الوصول إلى هناك بشقِّ طريقهم عبر الجليد بكاسحات الجليد المجهزة على سفينتهم التي ترفع علم جنوب إفريقيا، إس إيه أغولهاس تو SA Agulhas II. بمجرد أن يقترب الباحثون بدرجة كافية من الموقع الموثق للحطام، سيُنزلون غواصة ساب سابرتوث Saab Sabertooth ذاتية القيادة في المياه المتجمدة وسيحركونها باستخدام صور رادار القمر الاصطناعي وصولًا إلى الحطام.
لا تزال مستويات الأكسجين في موقع الحطام مرتفعة بما يكفي لدعم الحياة، لذلك يَشتبه الفريق في أن نظامًا إيكولوجيًا ثريًا وغريبًا قد ازدهر حول إنديورانس التي غيرها البحر. قال الباحثون إن هناك احتمالًا حتى لاكتشاف أنواع جديدة.
“إذا عثر العلماء على السفينة المفقودة فهم يخططون لمسح الحطام وتصويره”