أغرب اختراعات الحرب العالمية الثانية
تعرف عن كثب على بعض من أغرب الأسلحة التي اخترعتها قوى الحلفاء والمحور لمواجهة خصومها
في 1 سبتمبر 1939، واستمرت حتى 2 سبتمبر 1945.
طوال تاريخ البشرية، عملت الحروب كمرجل للاختراع. في الواقع، قد تؤدي المصاعب من أي نوع إلى ظهور مفاهيم وطرق جديدة للتفكير. وكان للحرب العالمية الثانية حظها من الصعوبات والاختراعات، التي كان بعضها مدمراً وشيطانياً بطريقة لم يشهدها الكوكب من قبل. في هذا الملف، على أية حال، سنركز على بعض المفاهيم الغريبة. سواء حققت النجاح أم لا، تُظهر المعدات والأسلحة التي اخترناها نوعاً من التفكير خارج الصندوق أو تجاهلاً للأعراف، مما قد يؤدي إلى أفكار عظيمة في كثير من الأحيان.
في كثير من الأحيان، تمثلت العوائق التي منعت هذه الاختراعات من إحداث تأثير حقيقي بالافتقار إلى الموارد، أو كونها بعيدة جداً عن نطاق إمكانيات التكنولوجيا المتاحة وقتئذ. من أسلحة عملاقة تجعل ساحة المعركة تبدو قزمة إلى الطرق المضحكة لإعادة التفكير في الدبابة، حتى الأفكار الفاشلة قد عدّلت أو ولدت من جديد كأجهزة وابتكارات جديدة تماماً لا تزال تؤثر في حياتنا ولها تأثير هائل في ساعات المعارك الحديثة. دعونا نلقِ نظرة على بعض المساهمات الغريبة للحرب العالمية الثانية في التكتيكات العسكرية.
مدفع غوستاف للسكك الحديدية
أكبر مدفع صُنع على الإطلاق
الدولة الصانعة: ألمانيا
التاريخ: يوليو 1942
لا يبدو أن الفكرة وراء مدفع غوستاف أخذت حقها من التفكير. كان المدفع ضخماً… ضخماً جداً. بلغ طول الماسورة وحدها أكثر من 47 م، كما ناهز وزن الماكينة بكاملها نحو 1,350 طناً. كان السبب في مثل هذه الضخامة هو ضرورته لاختراق دفاعات خط ماجينو Maginot Line الشديد التحصين، مما يعني استخدام ذخائر ذات حجم ووزن غير مسبوقين.
في الأصل، طلب الجيش الألماني صنع المدفع في عام 1934 من شركة كروب Krupp AG، وهي شركة رائدة في تصنيع الأسلحة. طُلب إلى الشركة إكماله بحلول ربيع عام 1940 لشن هجوم على خط ماجينو وبدء غزو فرنسا. لكن نظراً للتعقيدات التي اعترضت صنعه لم يكن جاهزاً للاختبار حتى عام1941 ، واستُخدم لأول مرة في سيفاستوبول Sevastopol في أوائل عام1942 .
على الرغم من أن الهجوم الألماني دمر سيفاستوبول، فلم يطلق مدفع غوستاف سوى 48 قذيفة قبل أن تتلف ماسورته – على الرغم من أنه أطلق 250 قذيفة أثناء الاختبار بالفعل. كذلك احتاج المدفع إلى 4,000 رجل لنقله إلى مواقعه و500 رجل لإطلاقه. بعد ظهور قصير في وارسو في عام 1944 لقمع انتفاضة، في نهاية الأمر يبدو أن المدفع قد حوّل إلى خردة حتى لا يستولي عليه أحد.
شيرمان كراب
ظهور كاسحات الألغام
الدولة الصانعة: بريطانيا
التاريخ: 1944
تداولت الدوائر البريطانية لفترة فكرة تثبيت أسطوانة دوارة متصلة بسلاسل على دبابة، والتي يمكنها تفجير الألغام أمامها لتمهيد الطريق أمام المعدات الأخرى، قبل أن تدخل الفكرة حيز التنفيذ الكامل مع الكاسحة شيرمان كراب Sherman Crab. ينسب الفضل إلى الكابتن الجنوب إفريقي أبراهام دو تويت Abraham du Toit في وضع المفهوم الأصلي لتركيب مثل هذا الجهاز على مقدمة دبابة، حيث عرض الفكرة على مهندسين ميكانيكيين آخرين قبل التوجه إلى بريطانيا لبلورتها أكثر.
كان هناك العديد من المخططات الموازية لهذا المفهوم قيد التطوير منذ عام ،1942 لكن الجنرال بيرسي هوبارت Percy Hobart اعتمد تصميم شيرمان كراب في النهاية وطلب إنتاجها. على الرغم من أن فكرة دو تويت الأصلية دعت إلى استخدام كاسحة ألغام Flail تعمل بمحركها الخاص، ربطت كاسحة شيرمان كراب بمحركها الرئيسي، كما زودت بقواطع على الجنزير حتى تتمكن من اختراق الأسلاك الشائكة.
لم يكن الأمر خالياً من المشكلات، إذ كانت الكاسحات من التشابك – وهو ما حُسّن في ترقيات التصميم اللاحقة - كما إن سرعتها لم تزد على 1.2 ميل/ساعة أثناء إزالة الألغام. وكذلك فلم يكن بمقدورها سوى إزالة عدد محدود من الألغام، كما يمكن أن تنفجر السلاسل خلال هذه العملية، مما يستلزم الإصلاح. في عام 1948، حصل دو تويت على مكافأة من الهيئة الملكية لجوائز المخترعين لمساهمته في المجهود الحربي على وضع المفهوم الأولي وتطويره.
الرغم من إنتاج واستخدام عدد كبير منها،
فقد اعتراها الكثير من أوجه القصور
اسم جبار وإمكانيات محدودة
الدولة الصانعة: ألمانيا التاريخ: أوائل عام 1942
على العكس من اسمها، دبابات جالوت Goliath tanks، التي أطلقت عليها القوات الأمريكية اسم دودل باغ Doodlebug، كانت مركبات صغيرة تستخدم لمرة واحدة ويُتحكم فيها عن بعد ويمكن قيادتها بالقرب من دبابات أو معسكرات الحلفاء ومن ثم تفجيرها. تعمل الدبابة جالوت بمحرك كهربائي أو بالبنزين، وتوجّه ضد هدف معين عبر صندوق تحكم متصل بسلك، والذي يسمح بتوجيهها. وقد استُخدمت في الغالب لتفجير دفاعات العدو أو كسح الألغام، على الرغم من أنه يمكن استخدامها أيضاً ضد الدبابات ويبلغ مداها 650 مترا. أنتج أكثر من 7,500 دبابة جالوت، واستُلهمت في صنع الأجهزة التي يُتحكم فيها عن بُعد خلال سنوات ما بعد الحرب. لكنها كانت باهظة الثمن، مما يجعلها غير فعالة جداً نظراً لأنها لا تُستخدم إلا لمرة واحدة. كانت أيضاً بطيئة جداً، حيث كانت سرعتها تقل عن 6 أميال/ساعة، مما يعني أنه ما لم تكن الدبابة المعادية ثابتة، فمن غير المرجح أن تلحق بها.
الدبابة نيللي
واحدة من حيل تشرشل
الدولة الصانعة: بريطانيا التاريخ: 1939
عندما بدأت الحرب في أوروبا مرة أخرى، كان من الطبيعي أن تستذكر الأذهان سنوات الصراع الدائر قبل عقدين فقط، والعناء الذي انطوت عليه الحرب العظمى. لكن خلال تلك السنوات الفاصلة، تطورت التكنولوجيا كثيراً، وصار ممكناً إيجاد حلول جديدة لتحديات تلك الحرب. بصفته القائد الأعلى للبحرية البريطانية First Lord of the Admiralty، كان ونستون تشرشل Winston Churchill مسؤولاً عن بعض هذه الأفكار، وكان أحدها ”الأرنب الأبيض“ White Rabbit، وهي آلة لحفر الخنادق يمكنها الحفر أمام رتل من المشاة وتحريك خطوط الخنادق دون تعريض القوات للخطر. أطلق على المشروع الاسم الرمزي ”الحراث رقم 6 ،“Cultivator No.6ونقلت تبعيته لاحقاً إلى قسم الإمداد بمعدات
الأراضي البحرية Naval Land Equipment (اختصاراً: المعداتNLE )، وأطلق عليها اسم نيللي Nellie. باستخدام محركي ديزل عاليي السرعة سعة 12 أسطوانة، صارت نيللي أشبه بالوحش، فلا يمكن نقلها إلى الميدان عبر سبل النقل التقليدية. لكن بحلول عام ،1940 صار واضحاً أن الدبابات الأصغر والأسرع ستنفي الحاجة إلى حرب الخنادق. ربما كانت الدبابة نيللي ذكية، لكن لم يكن لها مكان في هذا الصراع.
لكن المشروع ألغي في عام 1943، على الرغم من الاحتفاظ بعدد قليل منها
مشروع حبقوق
حاملة الطائرات الشبيهة بجبل الجليد
الدولة الصانعة: بريطانيا التاريخ: 1943
في محاولة لحل مشكلة إمدادات الصلب والألمنيوم المحدودة لبناء سفن جديدة، طرح جيفري بايك Geoffrey Pyke فكرة مبتكرة إلى حد ما: حاملات طائرات مصنوعة من الجليد. تمثل اقتراحه في استخدام جبل جليدي- سواء كان طبيعياً أم مصنّعاً- ومن ثم تسويته وتفريغه لاستخدامه كوسيلة لنقل الطائرات ونشرها في المحيط. بدأ بايك العمل مع عالم البيولوجيا النمساوي ماكس بيروتز Max Perutz لابتكار طريقة لاستخدام نهر جليدي Glacier لبناء سفينة، لكنهما وجدا أن الجليد سيتشقق تحت ثقله بسبب الأحجام التي يحتاجان إليها. وأدى اكتشاف البيكريت Pykrete، وهو مزيج من لب الخشب والجليد، إلى تحويل فكرة خيالية إلى شيء معقول، حيث صُنع نموذج أولي في بحيرة باتريشيا في مقاطعة ألبرتا، كندا. تمتع البيكريت بقدرته على الطفو وبقوته الشديدة، لكنه يظل بحاجة إلى العزل والتبريد. وكي لا يذوب الجليد، دعت الحاجة إلى نظام تبريد للحفاظ على استمرار تشغيله، على الرغم من أن النموذج الأولي استغرق ثلاثة فصول لكي يذوب في بحيرة باتريشيا.
لكن صنع سفينة مصنوعة من الجليد كان غير عملي تماماً
يوكوسوكا إم إكس واي -7 أوكا
أزهار الكرز المدفوعة بالصواريخ
الدولة الصانعة: اليابان التاريخ: 1945
مع زحف القوات الأمريكية على المواقع اليابانية في المحيط الهادي ومحاولات الحكومة اليابانية لصدها، ازداد شيوع هجمات الكاميكازي Kamikaze attacks الانتحارية اعتباراً من عام .1944 بحلول عام ،1945 ابتكر الملازم ميتسو أوهتا Mitsuo Ohta شكلاً جديداً وأكثر تدميراً من الطائرات المقاتلة الانتحارية بمساعدة معهد أبحاث الطيران Aeronautical Research Institute بجامعة طوكيو. نتجت من ذلك طائرات أوكا Ohka، وترجمتها ”أزهار الكرز“، وهي طائرة صاروخية الدفع ذات مقعد واحد. ولكن بالنظر إلى ضرورة نشرها عبر مدى قصير، فلم تكن قيادتها تحتاج بالضرورة إلى طيار ذي خبرة عالية. كثيراً ما حُملت طائرات أوكا على متن قاذفة القنابل ”بيتي“ ،Betty واسمها الرسمي ميتسوبيشي جي4 إم Mitsubishi G4M، حيث كانت تُنقل إلى وجهتها، وتُطلق، ومن ثم تحلق لتستهدف هدفها البحري المطلوب، وبعد ذلك تفعّل صواريخها الثلاثة تمهيداً للانقضاض. يمكن أن تصل سرعتها إلى نحو 620 ميلاً/ساعة أثناء الانقضاض الكامل. وتعني هذه السرعة أن السفن لم يكن لديها سوى القليل من الوقت للمناورة. ولكن بعد فترة وجيزة من نشرها في أبريل ،1945أدركت القوات الأمريكية أن كل ما يتعين عليها فعله هو إسقاط قاذفات القنابل من طراز ”بيتي“ لتجنب المشكلة. في حين فقدت بعض السفن أو تضررت في البداية، فقد تضاءل الضرر في الأيام التالية.
القاذفات الحاملة لطائرات أوكا في جعلها غير فعالة في الميدان
الحياة البرية في الحرب
حتى المملكة الحيوانية لم تكن آمنة من أغرب أفكار الحرب العالمية الثانية
كلاب مضادة للدبابات
كان هذا استخداماً مشهوراً، حيث درّب الاتحاد السوفييتي أولاً الكلاب على الاقتراب من الدبابات وإلقاء القنابل تحتها، ثم لجأوا إلى جهاز يفجّر قنبلة مربوطة بالكلب إذا لم تنجح الخطة الأصلية. فعلت الكلاب المدربة ذلك من عام 1941 إلى عام ،1942 لكنها لم تكن فعالة على نحو مرعب. قُتل بعضها قبل أن يصل إلى الدبابات، وانفجر بعضها أثناء عودتها إلى الخطوط السوفيتية، في حين هاجم البعض الدبابات السوفيتية لأنها تدربت عليها في الأصل.
الحمام الصاروخي
هل يمكن تدريب الحمام على التعرف على الهدف واستخدام قدراته الطبيعية على التحويم لإصابة الهدف؟ كان هذا هو السؤال الذي طرحه بي إف سكينر BF Skinner في الولايات المتحدة. في وجود شاشات تعرض صوراً من الخارج إلى مقصورات في الصاروخ، كان من المتوقع أن ينقر الحمام على الشاشة عندما يرى الموقع الصحيح، ويتحرك عندما تبتعد الصورة عن المركز وبذلك يُبقي الصاروخ موجهاً على الهدف.
قنابل الخفافيش
تمثلت فكرة أمريكية أخرى باستخدام الخفافيش المزودة بأجهزة حارقة لإشعال الحرائق في اليابان. ملء غلاف القذيفة المحتوية على أكثر من 1,000 حجيرة بخفافيش في حالة سبات شتوي، رُبط كل منها بقنبلة موقوتة. عند إسقاط القذيفة، ستفتح مظلة في النهاية، مما يفتح الغلاف الخارجي ويحرر الخفافيش من حجيراتها، والتي ستبحث عن ملجأ في الغابة أو أفاريز المباني. وأشارت التجارب إلى أن الفكرة قد تنجح، لكن المشروع ألغي عندما اتضح أنه لن يكون جاهزاً حتى منتصف عام .1945
جرذان متفجرة
ابتكر أحد مديري العمليات الخاصة البريطانية مفهوماً ماكراً إلى حد ما. تمثلت الفكرة بملء أجساد الجرذان النافقة بالمتفجرات البلاستيكية وتركها حول غرف الغلايات في ألمانيا، على أمل أن يتخلص الألمان منها لاحقاً في الفرن فتنفجر. ربما كان لهذا وحده تأثيراً ضئيلاً إلى حد ما، لكن إذا تسبب بدوره في انفجار المرجل، فسيكون الضرر كبيراً. لكن المخطط لم يُنفذ بالكامل، فقد اعترض الألمان الشحنة الأولى، لكن استمرار إعداد البريطانيين للقوارض المفخخة تسبب في إهدار الكثير من الموارد.
بانزر 8 ماوس
دبابة وزنها 188 طنّا
الدولة الصانعة: ألمانيا
التاريخ: يوليو 1944
ماذا حدث لألمانيا النازية وأسلحتها الضخمة؟ مثل العديد من الأسلحة الخارقة التي جربتها قوات المحور، ربما كانت هذه الدبابة أضخم من أن تنجح. كانت الماوس Maus دبابة جديدة ضخمة – أكبر دبابة صنعت في ذلك الوقت – تزن 188 طناً مع درع يبلغ عمقه 200 مم عند أثخن نقطة. وتمثل الهدف من الدبابة في أن تعمل كمدق كاسح لخطوط العدو، ليُحدث ثقوباً في أي شيء يمكن للحلفاء أن يقذفوه عليه دون أن يمسه سوء. ولكن الدبابة واجهت عدداً من المشكلات، ليس أقلها أن جعل الدبابة تتحرك بواسطة محرك يمكن أن يستوعبه حجم الدبابة كان تحدياً. جرّب العديد من المحركات، لكن سرعتها القصوى لم تزد على 12 ميلاً/ساعة. وكذلك فبسبب وزنها الهائل، لم يكن بالإمكان استخدامها فوق أي جسور، مما جعلها أشبه بغاطسة ذات كابينة مضغوطة. على الرغم من أنه طُلب صنع 5 منها في الأصل، لم يُنتح سوى نموذجين أوليين، وحتى حينئذ لم يركّب سوى مدفع واحد عليها. بعد فترة وجيزة من ذلك، استولى الجيش السوفيتي على موقع اختبار الدبابة مانوس في بوبلينغن .Boblingen
التي واجهتها الدبابة مانوس حالت بينها وبين الجاهزية الميدانية
البانجاندرم العظيم
دولاب الموت
الدولة الصانعة: بريطانيا التاريخ: 1944
في عام ،1943 كانت خطط غزو أوروبا من قبل قوات الحلفاء تتبلور بوتيرة متسارعة. و كانت هناك بعض المشكلات اللوجستية تكتنف خطة الإنزال البحري على الساحل الغربي لأوروبا، ليس أقلها دفاعات جدار الأطلسي Atlantic Wall التي امتدت بطول ساحل النرويج حتى الحدود بين فرنسا وإسبانيا. احتاج الحلفاء إلى شيء يمكن إطلاقه من سفن الإنزال دون مساعدة من الأفراد – الذين سيتعرضون للنيران – والذي يمكنه أن يتسلق الشواطئ ويفجر في الدفاعات ثقباً كبيراً بما يكفي لمرور دبابة. وهنا جاءت فكرة البانجاندرم ،Panjandrum وهي قنبلة تزن 1طن وتُحتوى في أسطوانة بين عجلتين خشبيتين، ويبلغ قطرها ثلاثة أمتار، مزودة بصواريخ كوردايت Cordite لدفع الآلة إلى الأمام. في حين كان من المفترض أن يكون هذا الجهاز سرياً، فقد اختُبر على شاطئ عام في ديفون حيث تجمعت الحشود للمشاهدة على الرغم من تحذيرات السلامة. في حين بدا أنه يمكن إنزال البانجاندرم من قارب إلى الشاطئ بشكل جيد إلى حد ما، إلا أنه استمر بالدوران بشكل لا يمكن السيطرة عليه بعد ذلك، كما فقد أحياناً الصواريخ التي انطلقت في معظم الاتجاهات. على الرغم من المحاولات العديدة لتغيير عدد الصواريخ وإضافة عجلة مركزية ثالثة لتحقيق الاستقرار، لكنها لم تبق في مسارها قطُّ.
لذلك تخلوا عنه قبل عمليات الإنزال في نورماندي
مدفع الشمس
هل كانت هذه أكثر خطط الحرب العالمية الثانية غرابة؟
كان من المفترض أن يحتوي مدفع الشمس أو Sonnengewehr بالألمانية، الذي اقترحه الفيزيائي الألماني هيرمان أوبيرث Hermann Oberth في عام ،1929 على مرآة مقعرة بعرض 100 متر توضع في مدار حول الأرض، والتي يمكنها عكس ضوء الشمس وتركّزه على هدف محدد واستخدام الشمس كسلاح. خلال الحرب العالمية الثانية، أحيت المفهوم مدفعية الجيش الألماني، ووسعت الفكرة لتشمل محطة فضائية تدور على ارتفاع 5,100 ميل فوق الكوكب، وتتصل ”بمرآة“ مصنوعة من الصوديوم المعدني تبلغ مساحتها 3.5 ميل2، والتي تحركها صواريخ دافعة للعثور على هدفها. وظن الألمان أن سلاحاً بهذا الحجم سيمكنه حرق مدينة أو غلي مياه المحيط، لكن ليس من المستغرب أن هذا السلاح الخارق الطموح لم يجرّب مطلقاً. قدّر العلماء الألمان أن الأمر قد يستغرق 50 إلى 100 سنة أخرى لإتقان التكنولوجيا اللازمة لاستخدام الشمس بهذه الطريقة.
لم تسبب البالونات الذعر الوطني الذي كانت اليابان تأمل بحدوثه
قنبلة فو-غو البالونية
سلاح عابر للقارات
الدولة الصانعة: اليابان التاريخ: 1944
كانت الولايات المتحدة قد دخلت الحرب، لكن على الرغم من أن العديد من الدول المتحاربة الأخرى شهدت مهاجمة مدنها الرئيسية وتدمير بنيتها التحتية، تمتع الأمريكيون بحماية جيدة نسبياً بفضل امتداد المحيط بينهم وبين العدو، شرقاً وغرباً. ومع ذلك، كان على اليابانيين أن يفعلوا شيئاً لإيقاف تقدم القوات الأمريكية، فتبنوا مفهوم البالونات الحرة التحليق غير المزودة بطاقم والمليئة بالمتفجرات، والتي تستخدم التيار النفاث Jet stream الطبيعي فوق المحيط الهادي للوصول إلى الولايات المتحدة. صممت قنابل فو-غو Fu-Go bombs، المصنوعة من الورق الملتصق بدقيق البطاطس، لكي تحلق وصولاً إلى أمريكا لتثير الخوف في نفوس السكان، وتدمر المباني بقنابل شديدة الانفجار وتشعل النيران بقنابل الثرميت Thermite bombs دون أي وسيلة لمعرفة وجهتها – من الناحية النظرية على الأقل. فلم يصل إلى أمريكا سوى جزء ضئيل منها؛ فكانت الخسائر منخفضة جداً ولم تتسبب في الذعر الوطني الذي كانت اليابان تأمل في حدوثه. لكنه كان نوعاً من الأسلحة العابرة للقارات التي لم يجرّب مثله من قبل، وهو مفهوم هيمن على سباق التسلح بعد الحرب.
المركبة المصفحة بوبين
طبقة السجاد
Made by: Britain Date: 1944
كانت خطط الإنزال على الشاطئ في اليوم-دي D-Day تتسارع، وظهرت مفاهيم جديدة حول كيفية التعامل مع كل تحد يمكن تصوره قد تواجهه القوات. وأظهرت محاولة سابقة للهبوط على شاطئ مدينة ديابة Dieppe الكثير من أوجه القصور المحتملة، مثل عدم القدرة على جعل الدبابات في وضع يمكنها من توفير الغطاء اللازم للقوات البرية. لم تكن بعض الدبابات تستطيع التحرك على سطح الألواح الخشبية. فين حين عكفت بعض الفرق على صنع عجلات متفجرة لاختراق الدفاعات، وتطلع البعض الآخر إلى تطهير حقول الألغام، كانت لهذه العربة المدرعة التابعة لسلاح المهندسين الملكي مهمة بسيطة تتمثل بفرش سجادة تسير عليها الدبابات التالية. سميت العربة بوبين [البكرة] Bobbin على اسم مغزل القماش الذي تحمله بين ذراعين فولاذيتين، وتمثل الغرض منها بالسير أمام رتل من الدبابات أثناء تحركها على الشاطئ، مما يمنحها سطحاً أكثر اتساقاً للقيادة عليه، مع الأمل بأن يمنع غوصها في الرمال. صمّم كذلك المزيد من الدبابات التي تحمل الخشب أو شبه البرمائية تحت قيادة اللواء بيرسي هوبارت Percy Hobart، ولذلك أطلق عليها هوبارت فانيز (غرائب فانيز) .Hobart’s Funnies من المؤكد أن هذه العربات كانت غريبة، لكنها كانت مبتكرة إلى حد ما.
متينة بما فيه الكفاية، لكن ترقيات التعزيز التالية ساعدت على تنفيذ الغرض