مشكلات الاستنساخ البشري
ما الذي يمنع العلماء من إنتاج البشر بزراعتهم في المختبر؟
بقلم: سكوت داتفيلد
ماذا لو كانت هناك نسختان منك؟ يمكنك إنهاء أعمالك الروتينية ومهامك في نصف الوقت، أو التوفيق بين تلك الارتباطات الاجتماعية المتداخلة أو السماح لأحدكما بالعمل في حين يأخذ الآخر إجازة قصيرة. فمن الناحية النظرية، قد تبدو فكرة استنساخ أنفسنا فكرة مجنونة، ولكن في الواقع، فإن إنشاء نسائل [مستنسخات] Clones بشرية ممتلئ بالعقبات العلمية والأخلاقية المعقدة.
منذ استيلاد النعجة دوللي Dolly، وهي أول حيوان ثديي مستنسخ، امتلأت العشرون عاماً الماضية بالعديد من أمثلة أخذ الحمض النووي DNA من أنواع مختلفة من الحيوانات، مثل الأرانب والجرذان والكلاب والخيول، ومن ثم إنتاج نسخة متطابقة منها بنجاح. وعلى الرغم من نجاح العلم في تلك الأنواع، إلا أنه لا أسلوبَ واحداً يناسب معظم الحالات.
أحد التحديات الرئيسية في الاستنساخ البشري التناسلي في استنساخ فترة حياتنا. فالمعلومات الجينية المستخدمة كدليل إرشادي للاستنساخ تأتي من نواة الخلية البالغة. مع نمو الخلايا البالغة وانقسامها، بمرور الوقت، فإن الأجزاء الطرفية من كروموسوماتنا، والمعروفة بـالتيلوميرات (القسيمات الطرفية) Telomeres، تنكمش قليلاً مع كل انقسام. وبحلول الوقت الذي نصل فيه إلى سن الرشد، تكون التيلوميرات الكروموسومية قصيرة جداً، ولذلك فبعد زرع الكروموسومات البالغة في بويضة جنينية، تقصر الكروموسومات أكثر من المقدار الطبيعي. وسيؤدي هذا الانكماش إلى إصابة الحيوانات المستنسخة بحالات صحية مهددة للحياة، وتقليص عمرها إلى النصف مقارنة بالحيوانات الواهبة لحمضها النووي، كما أوضحت الدراسات التي أجريت على الحيوانات. وتحدث عقبات بيولوجية أخرى أثناء عملية استخراج النواة من البويضة المانحة. فمثلاً، يمكن أثناء الاستخراج أيضاً إزالة بعض البروتينات الحيوية بداخل الخلية دون قصد، والتي تعتبر مهمة لانقسام الخلية.
استنساخ البشر هو أيضا حقل ألغام معنوي وأخلاقي. هل ستكون المستنسخات البشرية مستعبدة وتعتبر أدنى من البشر؟ هل إعادة الحياة للحمض النووي لشخص متوفى هو أمر مقبول أخلاقيا؟ إلى جانب العوائق العلمية لاستنساخ البشر، فمن الصعب التغلب على المعضلات التي يفرضها. كما هي الحال حالياً، فنحن لسنا متقدمين تقنياً ولا مستعدين أخلاقياً بما يكفي لجلب نظراء Doppelgangers بيولوجيين إلى العالم.