أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
علم الإنسان

لماذا تجعلنا الدغدغة نضحك؟

كيف تُعد ردة الفعل الغريب هذا تطوراً بشريًّا حافظ على سلامة نوعنا

تحت جلدك هناك ملايين النهايات العصبية- وهي ترتيبات متفرعة من الخلايا البيضاء اللون التي ترسل إشارات إلى دماغك. وهي تُخبر دماغك بأن سترتك ضيقة وتحزّ في ظهرك وبأن الورقة التي تمسكها بين أطراف أصابعك ناعمة. وعندما تُلمس هذه الأعصاب بلطف، فإنها تحفز منطقتين من الدماغ: القشرة الحسية الجسمية التي تحلل الإحساس، والقشرة الحزامية الأمامية التي تعالج المشاعر المبهجة.

وإذا مرر أحدهم ريشة على جلدك؛ فإن هاتين المنطقتين من الدماغ تُفعَّلان فتُحس بالدغدغة. فهذه التجربة تجعلنا نضحك، لكن ليس لأننا نجدها مضحكة. ويبدو أن ما نفعله في الواقع هو إظهار أننا لا نمثل تهديداً للمعتدي (في هذا المثال، الشخص الذي يحمل الريشة). فكر في الأماكن الأكثر حساسية على جسمك- كالرقبة والإبطين والقدمين.

البشر كائنات اجتماعية، فهم يعيشون في مجموعات حتى يتمكنوا من نقل معارفهم من جيل إلى آخر وعبر الأفراد. وعندما قام أسلافنا بدغدغة المعتدي عليهم، كانوا يُعلِّمون الشخصَ الآخر كيفية الدفاع عن نفسه. إذا تخيلت شخصاً يقوم بدغدغة جانب جسمك؛ فمن المرجح أن تقبض ذراعيك إلى أسفل لحماية نفسك. ويتوقع علماء البيولوجيا التطورية أن الدغدغة شكل من أشكال الهجوم غير المؤذي على الآخرين ضمن مجموعتنا الاجتماعية، بحيث يمثل جعل الآخر يضحك لا إراديًّا إظهاراً للهيمنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى