مريضة بفيروس نقص المناعة البشرية عولجت بزرع الخلايا الجذعية تصبح خالية من الفيروس بعد 5 سنوات
خضعت امرأة تُعرف باسم ”مريضة نيويورك“ New York patient لزراعة خلايا جذعية لعلاجها من فيروس نقص المناعة البشرية ،HIV وهي الآن خالية من الفيروس وتوقفت عن تناول علاج فيروس نقص المناعة البشرية منذ 30 شهراً تقريباً. قالت الدكتورة إيفون برايسون Yvonne Bryson، مديرة اتحاد لوس أنجلوس والبرازيل لمكافحة الإيدز بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: ”نحن نعتبر هذا العلاج علاجاً محتملاً وليس علاجاً نهائياً، بانتظار فترة أطول من المتابعة“. شُفي عدد قليل فقط من الأشخاص من فيروس نقص المناعة البشرية، لذلك في هذه المرحلة لا يوجد تمييز قاطع بين العلاج والشفاء على المدى الطويل. قالت الدكتورة ديبورا بيرسود ،Deborah Persaud المديرة المؤقتة لأمراض الأطفال المعدية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، على الرغم من أن تشخيص مآل Prognosis مريضة نيويورك جيد جداً، ”أعتقد أننا مترددون في القول في هذه المرحلة ما إذا كانت قد شفيت“.
زُرعت الخلايا الجذعية في المريضة في أغسطس 2017 وتوقفت عن تناول العلاج المضاد للفيروسات القهقرية ART بعد أكثر من 3 سنوات بقليل. قال الدكتور جينغمي هسو Jingmei Hsu، مدير مختبر العلاج الخلوي في جامعة نيويورك لانغون هيلث، إنها توقفت الآن عن تناول الدواء لمدة سنتين ونصف تقريباً، و”في الوقت الحالي، ما زالت بصحة جيدة جداً، وتستمتع بحياتها“. وجميع حالات علاج فيروس نقص المناعة البشرية السابقة، بما في ذلك العلاجات المؤكدة للرجال الذين عولجوا في لندن وبرلين ودوسلدورف، وحالة واحدة من الهدأة Remission الطويلة الأجل لرجل عولج في لوس أنجلوس، خضعت لزرع الخلايا الجذعية المأخوذة من نخاع العظام كعلاج مزدوج لكل من السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية.
استخدمت جميع عمليات الزرع هذه الخلايا الجذعية لنخاع العظام من متبرعين بالغين يحملون نسختين من طفرة جينية نادرة هي .CCR5-∆32 تغيّر هذه الطفرة المدخل الذي يستخدمه فيروس نقص المناعة البشرية عادة لدخول كريات الدم البيضاء، ومن ثم يمنع الفيروس من الدخول. بعد الزرع، تستولي الخلايا الجذعية المتبرع بها على الجهاز المناعي للمريض فعليا، فتستبدل الخلايا القديمة الضعيفة أمام فيروس نقص المناعة البشرية بخلايا جديدة مقاومة لهذا الفيروس. لتمهيد الطريق للخلايا المناعية الجديدة، يزيل الأطباء مجموعات (جمهرة) Population الخلايا المناعية الأصلية باستخدام العلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي.
مثل الحالات السابقة، كانت مريضة نيويورك مصابة بالسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية وخضعت للعلاج الكيماوي قبل عملية الزرع. لكنها تلقت خلايا جذعية مأخوذة من دم الحبل السري تحتوي على الجينات المقاومة لفيروس نقص المناعة البشرية. في وقت الولادة تبرع بدم الحبل السري والدا طفل من غير الأقارب، والذي اختُبر لاحقاً بحثاً عن الطفرة CCR5∆32. لتعزيز عدد هذه الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري، نظراً لقلة عددها نسبياً، تلقت المريضة أيضاً خلايا جذعية تبرع بها أحد أقاربها، مما ساعد في سد الفجوة حين بدأت الخلايا المقاومة لفيروس نقص المناعة البشرية في الظهور. ولما كان من السهل الحصول على دم الحبل السري إليه أكثر من النخاع العظمي في البالغين، ويسهل ”مطابقته“ بين المتبرعين والمتلقين، فقد تصبح هذه الإجراءات أكثر شيوعاً في المستقبل. لكن عمليات زرع الخلايا الجذعية لن تكون مناسبة للمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية غير المصابين بمرض خطير ثانٍ، مثل السرطان، لأنها تنطوي على تدمير الجهاز المناعي.
بقلم: نيكوليتا لانيس