ربما قللت الأقمار الاصطناعية من تقدير مدى الاحترار العالمي
بقلم: ستيفاني باباس
قد يكون الاحترار العالمي Global warming الحداث بالفعل أسوأ مما كنا نظن. كان هذا استنتاج دراسة جديدة وجدت أن قياسات الأقمار الاصطناعية ربما قللت من تقدير احترار المستويات المنخفضة من الغلاف الجوي على مدار الأربعين سنة الماضية.
تحكم معادلات الفيزياء الأساسية العلاقة بين درجة الحرارة والرطوبة في الهواء، لكنَّ عديداً من قياسات درجة الحرارة والرطوبة المستخدمة في النماذج المناخية تنحرف عن هذه العلاقة. قال بن سانتر Ben Santer، عالم المناخ في مختبر لورانس ليفرمور الوطني Lawrence Livermore National Laboratory (اختصاراً: المختبر LLNL) في كاليفورنيا، أي أن قياسات الأقمار الاصطناعية لطبقة التروبوسفير Troposphere قد قللت من تقدير درجة حرارتها أو بالغت في تقدير رطوبتها.
قال سانتر: “من الصعب حالياً تحديد التفسير الأكثر موثوقية، لكنَّ تحليلنا يكشف أن العديد من مجموعات البيانات الرصدية، لا سيما تلك التي تحتوي على أصغر قيم لارتفاع سطح المحيط واحترار التروبوسفير، تبدو متعارضة مع المتغيرات التكميلية الأخرى المُقاسة بنحو مستقل”. المتغيرات التكميلية Complementary variables هي تلك التي لها علاقة مادية بعضها ببعض- وبعبارة أخرى، قد تكون القياسات التي تُظهر أقل احترارٍ هي الأقل موثوقية.
قارن سانتر وفريقه 4 نسب مختلفة للخصائص المناخية: نسبة درجة حرارة سطح البحر المداري Tropical sea surface إلى بخار الماء المداري Tropical water vapour، ونسبة درجة حرارة طبقة التروبوسفير السفلى Lower troposphere إلى بخار الماء المداري، ونسبة درجة حرارة الطبقة الوسطى إلى العليا من التروبوسفير Mid- to upper-troposphere إلى بخار الماء المداري، ونسبة درجة حرارة الطبقة الوسطى إلى العليا من التروبوسفير إلى درجة حرارة سطح البحر المداري.
في النماذج تحدَّد هذه النسب بدقة استناداً إلى القوانين الفيزيائية التي تحكم الرطوبة والحرارة. يتطلب الأمر قدراً أكبر من الطاقة لتسخين الهواء الرطب Moist air أكثر من الهواء الجاف Dry air لأن الماء يمتص الحرارة بكفاءة. يمكن أن يحتوي الهواء الدافئ أيضاً على رطوبة أكثر من الهواء البارد، وهي ظاهرة تظهر في ندى الصباح- فمع تبرُّد الهواء طوال الليل، فإنه يُكثِّف الماء.
وجد الباحثون أن مشاهدات الأقمار الاصطناعية لم تلتزم بهذه القواعد المحددة جيداً. بدلاً من ذلك، تقع قراءاتها ضمن نطاق واسع، اعتماداً على مجموعة البيانات التي استخدمها الباحثون. أي أن بعض مجموعات البيانات- تلك التي تتوافق بنحو أفضل مع القواعد الفيزيائية التي تحكم الرطوبة والحرارة- هي أدق من غيرها.
مجموعات البيانات التي اتبعت القواعد الخاصة بنسب بخار الماء ودرجة الحرارة تميل إلى أن تكون هي التي تُظهر احترارا أْعلى لسطح البحر والتروبوسفير. وبالمثل فإن تلك التي اتبعت بنحو أفضل قواعد درجات حرارة الغلاف الجوي الأوسط إلى الأعلى من طبقة التروبوسفير ونسب درجة حرارة سطح البحر كانت هي التي أظهرت قياسات أعلى من درجة حرارة سطح البحر.