دحض خرافات الوحوش
يخبرنا الفلكلور الشعبي بأن مخلوقات مرعبة مثل بيغ فوت ووحش بحيرة لوخ نيس تعيش مختبأة على تخوم الحضارة. لكن هل يستطيع العلم أن يفسر المواجهات التاريخية المروعة التي خاضها البشر معهم؟
والتي تعود إلى نحو عام 2500 قبل الميلاد.
إن العقل البشري مبرمج على فهم العالم من حوله. عندما تقع أحداث لا نستطيع تفسيرها بالمنطق، فكثيراً ما يسيطر الخوف علينا وتنطلق خيالاتنا في حالة من الفوضى. في العصور القديمة، افترض الناس أن السفن التي تُفقد في البحر تعرضت لهجوم من وحوش بحرية، واعتقدوا أن العظام المتحجرة تنتمي إلى وحوش غامضة شرسة، وأن الكوارث الطبيعية كانت من فعل الأرواح الشريرة.
على مدى الألف سنة الماضية أو نحوها من التاريخ المسجل في معظم أنحاء العالم، استحضر الناس تفسيراتهم الخاصة للمشاهد المخيفة دون أي منهج علمي للتفسير. فقد انتشرت هذه المعلومات عن طريق الحكايات، وبمرور الزمن، من خلال سردها وإعادة سردها عبر الأجيال، صارت التفاصيل الأكثر إثارة مبالغاً فيها. وسرعان ما تشاركت المجتمعات الكبيرة خوفاً مشتركاً من المخلوقات الضخمة التي تختبئ تحت بحيراتها المحلية، أو تلك الوحوش المتعطشة للدماء التي لا تكشف عن نفسها إلا في الليل. لكن حتى بعض الخرافات الحديثة نسبياً، في الحضارات أحدث، لا تزال تحظى بجاذبية.
هجوم الكراكن
تصف بعض الحكايات عن وحش البحر الشمالي هذا أنه بحجم جزيرة. باستخدام نتوءات عملاقة تشبه اللوامس Tentacle، يظهر الكراكن Kraken أسفل السفن، مما يجعل المياه تبدو ضحلة وبنية، ويمكنه مهاجمة أي سفينة كبيرة قد تعبر طريقه. منذ القرن الثاني عشر، روى العديد من البحارة قصصاً عن مواجهاتهم مع الكراكن في بحار أيسلندا، وغرينلاند، والنرويج. صار الكراكن يُعرف بأنه وحش يمكنه ابتلاع أي سفينة في الدوامة العملاقة التي يُحدثها في البحر المحيط به. تعود أقدم الإشارات إلى الكراكن إلى عام 1180، وصار منذئذ يعتبر أكبر وحش تخيلته البشرية على الإطلاق. لكن هل كان وحشاً متخيلاً حقاً
التفسير
يرجّح أن يكون المخلوق الذي أطلق عليه البحارة اسم ”كراكن“ قد تطور من مشاهدات حقيقية لحيوان حقيقي قد يصل طوله إلى 13متراً ويزن طناً واحداً. لديه 8 أذرع للإمساك بالأشياء في البحر ومخالب أطول ذات كلابات للإمساك بفريسته. ولكن هذا ليس وحشاً: يرجّح أن المخلوق البحري الموصوف في الفلكلور الشعبية ما هو إلا ذكرى خيالية لرؤية حبار عملاق Giant squid. ويقضي الحبار العملاق معظم وقته في أعماق المحيط، لذا تندر رؤيته. ولكن عندما كان البحارة القدماء يلمحون أحد هذه الوحوش، كانوا يعودون إلى الشاطئ بحكايات مثيرة عن الخطر الذي افترضوا أنهم عايشوه. مع كل رواية مبالغ فيها، أعيد تصوّر كل حبار عملاق يظهر على السطح لإلقاء نظرة خاطفة باعتباره وحشاً غاشماً يقطن المحيط.
أوغوبوغو المراوغ
لا تبدو بحيرة أوكاناغان Okanagan Lake الكندية، التي تحفها الشواطئ الرملية، كمكان ملائم لنشاط الوحوش. لكن %16 من سكان مقاطعة بريتش كولومبيا يعتقدون بوجود مخلوق خبيث يكمن تحت سطح البحيرة المتموج. ويعرف هذا المخلوق بـ أوغوبوغو ،Ogopogo وقبل أن يكون وحشاً أسطورياً، كان هذا المخلوق روحاً مقدسة. ويعتقد مجتمع السكان الأصليين في بحيرة أوكاناغان أن أوغوبوغو كان روحاً اتخذت شكل ثعبان مائي. روى شعب أوكاناغان قصة وحش البحيرة لآلاف السنين. وعندما استقر الأوروبيون في المنطقة في القرن التاسع عشر، سمعوا بقصة أوغوبوغو وبدأت المشاهدات والقصص تتزايد. تتألف الأدلة الفوتوغرافية لوحش أوغوبوغو حتى الآن من أشكال داكنة ومريبة تظهر على مقربة من سطح الماء.
التفسير
موجة من الأعماق
يمكن إلقاء اللوم على ظاهرة تسمى التطبّق الحراري
1 تسخّن السطح
عندما تشرق الشمس على بحيرة أوكاناغان خلال فصل الصيف، تتسخّن الطبقة السطحية.
2 الطبقة المائية العليا
عندما تسخّن الطبقة العليا من الماء، فإنها تصبح أقل كثافة من الماء البارد أسفلها. يمنعها هذا من الغرق في قاع البحيرة.
3 الطبقة المائية السفلية
لا تصل أشعة الشمس إلى الطبقة السفلية من البحيرة فتزداد برودة، مما يزيد من كثافتها ومن انفصال الطبقات طوال فصل الصيف.
4 المحافظة على الانفصال
يدور الماء في كل طبقة بشكل منعزل حتى حلول الخريف، عندما تبرد الطبقة العليا فتصير فروق الكثافة أقل.
5 موجة عاتية
عند عودة الطبقات إلى درجات حرارة مماثلة، قد يرتفع الماء الموجود في الأسفل إلى الأعلى فيما يسمى انقلاب البحيرة Lake turnover. وتتشكل موجات كبيرة بشكل غير عادي على السطح فتبدو كأشكال داكنة تشبه الثعابين.
على وحش بحيرة لوخ نيس.
وحش بحيرة لوخ نيس
قبل أكثر من 1,500 سنة، ظهرت ادعاءات بوجود مخلوق مائي ضخم له جسم طويل متموج يعيش في بحيرة لوخ نيس Loch Ness الاسكتلندية. يُعرف هذا بـ وحش بحيرة لوخ نيس، أو ”نيسي“ Nessie. ويبلغ طول البحيرة 22 ميلاً، وعرضها نحو 1.8 ميل ويبلغ حجمها 1.7 ميل مكعب، مما يجعلها أكبر مسطحات المياه العذبة في بريطانيا. وتقع البحيرة في المرتفعات الاسكتلندية بالقرب من مدينة إينفيرنيس Inverness. وعلى الرغم من تسجيل أكثر من 1,100 مشاهدة لوحش لوخ نيس، إلا أن البحث في مياه البحيرة عن هذا المخلوق الغريب مهمة صعبة بسبب تعكّر المياه نتيجة انسكاب الخث Peat ففي بحيرة لوخ نيس من التلال المحيطة.
ذكر سانت كولومبا Saint Columba أول إشارة معروفة للوحش في عام 565 م. في رواية هذا المبشر، كان وحش بحيرة لوخ نيس يهاجم الناس في البحيرة. وبدلاً من الفرار من مكان الحادث، يقال إن سانت كولومبا هذا أنقذ السكان المحليين بتوجيه أمر للوحش بأن ”يعود أدراجه بأقصى سرعة“. فقد كانت المشاهدات اللاحقة لوحش لوخ نيس في القرن العشرين أقل تواترا، وعادة ما تضمنت لمحة لمخلوق ذي ظهر منحن داكن أو متقشر. وصار الوحش الآن مشهوراً في معظم أنحاء العالم ويجذب إلى البحيرة نصف مليون سائح سنوياً. لا يزال العالم منقسماً حول وجود وحش لوخ نيس، وهناك تكهنات كبيرة حول ما يمكن أن تكون عليه المشاهدات وعرض مكافآت لأي شخص يمكنه إثبات وجوده.
التفسير
دُحض معظم ”الأدلة“ على وجود هذا الوحش المائي
1 565 م
كان نهر نيس هو موقع رؤية سانت كولومبا. يشتبه المؤرخون في أن القصة مختلقة أو مبالغ فيها.
2 1933
التقط هيو غراي Hugh Gray الصورة الأولى لوحش لوخ نيس، ويعتقد أنها لقضاعة Otter تتقلب في المياه.
3 1934
كانت ”صورة الجرّاح“، التي نشرتها صحيفة ديلي ميل، مجرد خدعة. تلاعب المصور بدمية لغواصة وقطعة من الخشب لتبدو وكأنها وحش لوخ نيس.
4 1954
تتبع قارب الصيد ريفال ثري Rival III جسماً كبيراً واكبه مسافة 800 متر. ربطت قراءة السونار هذه بتكاثر الطحالب.
5 1962
أسست مجموعة البحث عن وحش لوخ نيس Loch Ness Investigation (LNI) لفحص البحيرة وتحليل مشاهداتها.
6 1972
عثرت مجموعة البحث عن وحش لوخ نيس على زعنفة. بعدها أكد أحد أعضاء المجموعة أنه حسّن صور البحيرة لإنتاج هذه الأشكال.
7 1984
حاول ستيفن ويتل Steven Whittle القبض على الوحش وحبسه في قفص يبلغ طوله 18متراً. ظل الفخ في البحيرة لمدة شهر لكنه لم يصطاد شيئاً.
8 2003
رعت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عملية بحث واسعة النطاق عبر البحيرة باستخدام 600 حزمة سونار وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية.
9 2019
اكتشف العلماء الحمض النووي DNA لثعابين البحر في البحيرة، وافترضوا أن المشاهدات كانت لثعابين عملاقة.
10 2023
جرت أكبر عملية بحث منذ سبعينات القرن العشرين في شهر أغسطس، وشارك فيها متطوعون من معظم أنحاء العالم. لم يعُثر على أي دليل.
تفسيرات طبية خاطئة
من أين أتى المستذئبون؟
لعل الجانب الأكثر إثارة للقلق في الفلكلور الشعبي عن المستذئبين Werewolf هو أن هذا ”الوحش“ قد يكون أي شخص من حولك. تتنكر هذه الوحوش نمطياً في هيئة إنسان عادي خلال ساعات النهار، وتتحول في الليل – جسدياً وعقلياً- إلى رجال ذئاب أشرار يلتهمون أجساد ضحاياهم. ترسخت التعديلات عن طريق سرد الحكايات الشفهية في الفلكلور الأوروبي، حيث يتغذى المستذئب بأي حيوان أو إنسان أو جثة، وتكفي عضة واحدة فقط من هذا المخلوق لتحويل الضحية إلى مستذئب.
التفسير
بُنيت معظم الحكايات القديمة على مصادفات حقيقية، وبعض عناصر أسطورة المستذئب مستمدة من حالات طبية أسيء تفسيرها. فرط الشعر Hypertrichosis هو إحدى الحالات التي ربما شكلت خرافات وصور المستذئبين. منذ العصور الوسطى، لم تتأكد إصابة سوى نحو 50 شخصاً في العالم بهذه الحالة، بسبب طفرة في الكروموسوم 17. ويُنتج الأشخاص المصابون بفرط الشعر شعراً زائداً في جميع أنحاء الجسم. قبل أن تفهمها العلوم الطبية، تعامل الناس مع المصابين بهذه الحالة وكأنهم ليسوا بشراً. ينشر الناس القصص بناءً على فهمهم المحدود. يرجّح أيضاً أن تكون حكايات الفلكلور الشعبي عن المستذئبين مستوحاة من داء الكَلَب Rabies، وهو مرض ينتقل عن طريق عضة حيوان مصاب. يتسبب داء الكلب غير المعالَج في جعل الكلاب والبشر يهلوسون ويتصرفون بعدوانية. ربما شقت هذه الحالة طريقها إلى خرافات المستذئبين.
التشوباكابرا مصاصة دماء الماعز
في عام 1995، أبلغ عن أول تشوباكابرا Chupacabra في بورتوريكو. يقال إن هذه الحيوانات المروعة تتجول في الريف على أربع أرجل، وتصطاد الماشية الضعيفة – الأغنام والماعز والحيوانات الأليفة المماثلة. ولكن عندما اكتشف المزارعون المذبحة في صباح اليوم التالي، رأوا أن لحوم مواشيهم لم تؤكل؛ وبدلاً من ذلك، فقد امتص هذا الوحش دماءها. من هنا يأتي اسمها ب
اللغة الإسبانية ”:“Chupar ”بمعنى ”يمتص“، في حين تُترجم “Cabra” إلى ”عنزة“. توصف هذه بأنها مخلوقات عديمة الشعر تشبه الكلاب ولها عينان حمراوان مسعورتان.
التفسير
مع استمرار مذابح الماشية وانتشار التشوباكابرا، ظل أصحاب الحيوانات في حالة تأهب. في بداية عام 2010 تقريباً، سلّمت عينات التشوباكابرا المفترضة إلى السلطات. عند الفحص، وجد علماء البيولوجيا أن جميع هذه الحيوانات المفترسة تقريباً تنتمي إلى جنس القيوط Coyotes. ما أعطاها مظهرها وعاداتها الشبيهة بالوحش هو مرض جلدي يسمى الجرب Mange. يُسبب المرض سوس يحفر في الجلد ويسبب العدوى والتهيج وتساقط الشعر. تفتقر الحيوانات المصابة للطاقة اللازمة للصيد وتضطر إلى افتراس أهداف أسهل، مثل المواشي المحلية. على الرغم من أن الأفعال المؤلمة لتلك الكلبيات البرية تجعل من السهل الخلط بينها وبين الوحوش، إلا أن تهيج جلودها ينتج في الواقع عن طفيليات ضئيلة الحجم.
أصول تعود إلى مصاصي الدماء
أكثر أنواع المرض خطورة هو البُرفيرية
الخلقية المكونة للكريات الحمر.
التفسير
هستيريا البُرفيرية
ألهمت أعراض هذا المرض الخرافات القديمة وصرعات الثقافة الشعبية
1 وجه الشاحب
يعاني المصابون بالبُرفيرية بوجود كمية أقل من بروتين الهيم Heme في دمائهم. وينتج من ذلك عدد أقل من كريات الدم الحمراء، مما يجعل لون جلد المصاب شاحباً.
2 أنياب بريئة
تبدأ لثة المرضى بالتراجع لتكشف عن أسنانهم. يجعل هذا الأسنان تبدو أطول، وهو ما يمكن الخلط بينه وبين الأنياب.
3 تجنّب الثوم
يمكن أن يسبب الكبريت ألماً شديداً لدى مرضى البُرفيرية. وبما أن الثوم يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، فإن المصابين بهذا المرض عادة ما يتجنبونه.
4 بول بلون
الدم الأحمر تُطرح الصبغة التي تُستخدم عادة لتكوين كريات الدم الحمراء إلى خارج الجسم، مما يُكسب البول لوناً داكناً محمراً. في القرنين السابع عشر والثامن عشر، اعتقد الناس أن مرضى البُرفيرية كانوا يشربون الدم.
5 الحساسية للشمس
باعتبار أن أجساد المصابين بالمرض لا يمكنها تحويل المركبات العضوية الضرورية إلى الهيموغلوبين، فإنها تتراكم في الجسم. يسبب تراكم البُرفيرين Porphyrin حساسية للضوء.
الموتى الأحياء بيننا
تشير الدراسات إلى أن نحو نصف السكان لديهم خوف من الموت. يرمز الانتقال من الحياة إلى الموت إلى نهاية كل ما نعرفه. ينقل الزومبي Zombies رهاب الموت إلى المستوى التالي باتخاذ شكل الجثث ”الحية“. يصبح الزومبي مفعماً بالحيوية ويتحرك كما لو كان لا يزال على قيد الحياة. فهذه الوحوش لديها رغبة شديدة في تناول اللحم البشري، والذي ربما كان متعفناً بالفعل في أجسادهم. ما يزيد الحكايات الفلكلورية عن الزومبي رعباً هو صعوبة القضاء على مخلوق ميت بالفعل، فلا يمكن قتله بالطرق التقليدية. وبدلاً من ذلك يجب جزّ رأسه بالكامل لمنع أي اتصال بين الجسم والدماغ.
التفسير
طوّرت ثقافات مختلفة حول العالم فكرة عودة البشر إلى الحياة. على الرغم من تباين خرافات الزومبي عبر العالم، فهناك موضوع مشترك بينها وهو النشور الجزئي Partial resurrection الذي يعتقد المؤرخون أنه تخيّل لمواجهة الخوف مما يحدث في نهاية الحياة. تصور هذه الوحوش النتيجة الأسوأ لدى كثير من الناس، وهي عدم الراحة بعد الموت. ربما لاحظ مَن آمنوا لأول مرة بوجود الزومبي انبعاث غازات من الجسم بعد وقت قصير من الوفاة. فعندما تتغذى البكتيريا بالأنسجة الميتة، يطلق الميثان والأمونيا في الجسم، مما يسبب انتفاخه Bloating. وهذه العملية البيولوجية الطبيعية تجعل جلد الجسم يتحرك بطريقة قد تفسّر على أنه عاد إلى الحياة. وربما يكون غيرهم ممن زعموا رؤية أشخاص يعودون من بين الأموات قد شاهدوا دفناً لأشخاص لم يكونوا قد ماتوا بالفعل. فقبل القرن العشرين، كثيراً ما كان الأطباء يجرون اختبارات للتأكد من الوفاة بمجرد الحث والوخز. أدى ذلك إلى العديد من الحوادث حيث كان البعض يفيقون من الغَيبوبة فيقرعون توابيتهم من الداخل في حالة من الذعر أثناء جنازاتهم.
مخلوقات ضخمة ومشعرة شبيهة بالبشر
وحش الأدغال الأسترالي
يمكن اعتبار الياوي Yowie بمثابة ابن عم رجل الثلج البغيض المفقود منذ فترة طويلة، على الرغم من أنه يعيش في بيئة متناقضة تماماً مع اليتي Yeti: في الفلكلور الشعبي لسكان أستراليا الأصليين، يقطن وحش الأدغال المعروف بالياوي المناطق النائية الأسترالية. يبلغ طول هذا المخلوق الأشعث الشبيه بالقرد نحو ضعف طول الإنسان العادي، وله قدمين أكبر بكثير، وأذنان تشبهان الخفافيش، وفم كبير مسنن، وأنف مسطح. ويقول البعض إن الياوي وحش عدواني، في حين يقول آخرون إنه عملاق ودود.
التفسير
كان أفراد قبيلة الكوكو يالانجي Kuku Yalanji في أقصى شمال كوينزلاند أول من ادعى وجود الياوي. عاش هذا النوع بجوارهم، وفقاً للأسطورة، وكان هناك نوعان من الياوي. بلغ طول أحدهما ثلاثة أمتار فيما ناهز الآخر نصف هذا الحجم تقريباً. تدعم ذلك بعض رسوم الكهوف القديمة، لكن علماء البيولوجيا التطورية يعتقدون أنه كان أحد أنواع الهومينيدات (أشباه البشر المبكرين) Hominid species الذي انقرض الآن. ربما تكون لفظة ”ياوي“ Yowie جاءت من يووي ”Yuwi“، وهي الروح الموكلة بالأحلام في لغة يوالاراي Yuwaalaraay في شمال نيو ساوث ويلز، أو من الياهو ”Yahoo“، وهو اسم روح شريرة. تعتبر الأرواح جزءاً أساسياً من معتقدات سكان أستراليا الأصليين، ويمكن أن تظهر في مجموعة متنوعة من الأشكال.
رجل الثلج البغيض
في عام 1921، عندما سمع الصحافي الإنجليزي هنري نيومان Henry Newman لأول مرة عن ”رجل الثلج البري“ الذي يسكن جبال الهيمالايا، وصف ما سمعه في مقالته التالية. أطلق في كتاباته على المخلوق اسم ”رجل الثلج البغيض“ Abominable Snowman، وأدت هذه التسمية دوراً حاسماً في تفسير آثار الأقدام الضخمة التي وجدت على جبل إيفرست.
التفسير
لم يقبض على أي فرد من اليتي Yeti كدليل ملموس على الإطلاق، لكن ما اعتُقد أنه من رفات اليتي – مثل الشعر والعظام والأسنان – كان محفوظاً في الأديرة النيبالية. وفي عام 2017، حلل علماء في جامعة ولاية نيويورك الحمض النووي DNA المأخوذ من 9 من هذه العينات. ثبت أن 8 من عينات الحمض النووي DNA التسعة تنتمي إلى أنواع الدببة – الدببة الآسيوية السوداء، والدببة البنية في جبال الهيمالايا، والدببة البنية التبتية – فيما كانت الأخيرة من كلب.
مخلوقات أسطورية اتضح أنها حقيقية
1 الحبار العملاق GIANT SQUID
أبلغ عن وجود الحبار العملاق لأكثر من ألفي سنة قبل أن يتحقق العلماء من وجوده.
2 سمكة المجداف OARFISH
يمكن أن يصل طول هذه الأسماك إلى 17 متراً. لم تُلتقط صور لأي سمكة مجداف حية حتى عام 2001. وقبل ذلك، كان يُعتقد بالخطأ أن هذه المشاهدات هي ثعابين بحرية.
3 تنين كومودو KOMODO DRAGON
تم التأكد من حقيقة وجود تنانين كومودو Komodo dragons في عام 1910. وقبل ذلك، كان يُعتقد أن تلك السحالي الضخمة قد انقرضت منذ زمن بعيد.
4 الغوريلا GORILLA
حتى عام 1847، صنفت الغوريلات Gorillas على أنها ”بشر يشبهون الوحوش“، والذين ينهبون القرى. صنّفت الغوريلا رسمياً كنوع حي في عام 1902.
5 خُلد الماء PLATYPUS
مع أقدام ثعالب الماء وذيل القنادس ومنقار البط، اعتقد العلماء في البداية أن أجزاء هذا الحيوان جمّعت معاً باستخدام أجزاء حيوانية أخرى.
نصف إنسان ونصف عثة
تعرفنا حتى الآن على وحوش برية وبحرية، لكن الكائنات التي تؤرق أذهان البشر يمكن أن توجد حتى أبعد ما يمكن أن يراه الناس… أو يتخيلونه. الرجل العثة Mothman هو وحش سماوي، بجسم ناهز حجم شخص كامل النمو، ويبلغ باع جناحيه نحو ثلاثة أمتار وله عينان حمراوان مضيئتان. وشوهد الرجل العثة لأول مرة في شتاء عام 1966 في مقبرة في ولاية وست فرجينيا.
التفسير
ذكرت مشاهدات متعددة للرجل العثة منذ عام 1966، وكلها بأوصاف متطابقة من حيث الحجم والشكل والعينين الحمراوين بشكل غير طبيعي. كلما تحدث الناس عن الرجل العثة ووصفه، صار مظهره مخيفاً أكثر. لكن غالبية الأوصاف المبكرة في مشاهدات الرجل العثة تتضمن عبارة ”يشبه الطيور“. يقدر خبراء الحياة البرية أن هذا الوحش لم يكن يشبه الطيور فحسب، بل كان طائراً. طائر الكركي الكندي Sandhill crane هو المشتبه به الرئيسي- وهو طائر له طول الإنسان نفسه وله ريش أحمر زاهٍ حول عينيه.
أسطورة بيغ فوت
بيغ فوت هو مخلوق مشهور يعيش في أمريكا الشمالية، وقد أطلق عليه هذا الاسم بعض الحطابين في كاليفورنيا، الذين عثروا على آثار قدميه الضخمة في عام 1958. ومنذ هذا الاكتشاف الأول، أبلغ عن العديد من مشاهداته وآثار قدميه. من بين أوضح الأدلة صور لكائنات مشعرة بحجم اليتي تتجول في البرية. تملك بعض الأشخاص الهوس بهذه الصور، في حين اقتنع البعض الآخر بأنهم مخادعون يرتدون ملابس تنكرية.
التفسير
في عام 2002، بعد وفاة راي والاسRay Wallace – أحد حطابي كاليفورنيا الذين عثروا على الأدلة المبكرة على بيغ فوت – تم التأكد من أن آثار الأقدام قد غُرست عمداً. بعد أربعة عقود من بداية الهوس بالوحوش، اعترفت عائلة والاس بأنه استخدم قوالب أقدام خشبية كبيرة لصنع آثار أقدام تشبه آثار أقدام اليتي في
الوحل. وضعت آثار الأقدام في البداية حول معدات البناء لإخافة المخربين عندما تُركت طوال الليل. لكن بعد أن اكتسبت قصة بيغ فوت اهتماماً جماهيرياً، صارت مزحة مشوقة تحولت إلى هستيريا تتعلق بالوحوش.
بقلم: إيلسا هارفي