اكتشف العلماء نوعاً جديداً من الخلايا الكبدية
بقلم: إميلي كوك
اكتشف العلماء نوعاً جديداً من الخلايا في الكبد يؤدي دوراً حاسماً في إصلاح الضرر. فهذه ”الخلايا الرائدة“ Leader cells مسؤولة عن سحب الأنسجة السليمة إلى الجروح أثناء شفائها بعد الإصابة، مما يؤدي بشكل أساسي إلى ملء الفجوة والسماح بحدوث التجدد الخلوي. ويمكن استخدام هذه المعرفة المكتشفة حديثاً لإنتاج علاجات جديدة لأمراض الكبد. قال الدكتور نيل هندرسون Neil Henderson، الأستاذ في مركز أبحاث الالتهاب بجامعة إدنبره في اسكتلندا: ”لقد مكنتنا التقنيات المتطورة لأول مرة من دراسة تجدّد الكبد البشري بدقة عالية، مما يسهّل تحديد نوع الخلايا المهمة لإصلاح الكبد. ونأمل بأن تؤدي النتائج التي توصلنا إليها إلى تسريع اكتشاف علاجات جديدة تشتد الحاجة إليها للمرضى المصابين بأمراض الكبد“.
يساعد الكبد على إزالة السموم من دمنا، وينتج الصفراء Bile لإزالة فضلات الهضم واستقلاب الأدوية. يتمتع الكبد أيضاً بقدرة رائعة على إصلاح نفسه بعد التلف، بسبب الالتهابات الفيروسية مثل التهاب الكبد والإصابات الناجمة عن المخدرات وأمراض الكبد الكحولية، مثلاً. ولكن الكبد أحياناً يتضرر بشدة لدرجة لا يمكنه معها التعافي بسرعة كافية، مما يؤدي إلى فشل الكبد الحاد Acute liver failure، الذي يصيب أكثر من 2,000 أمريكي سنوياً. وقد تحدث الحالة خلال 48 ساعة، ويرجّح أن تسبب أعراضاً مثل اصفرار الجلد، والنزف المفرط، وتورم الدماغ، واضطراب وظائف أعضاء متعددة.
اعتماداً على السبب، يمكن علاج بعض حالات الفشل الكبدي الحاد – مثل تلك الناجمة عن التسمم- بالأدوية. ولكن في الحالات الشديدة، يتمثل العلاج الوحيد في زرع الكبد الإسعافي. ولذلك هناك حاجة ملحة إلى علاجات جديدة تعزز قدرة الكبد الطبيعية على شفاء نفسه. ولتوصيف عملية الشفاء هذه بشكل أفضل، فحص هندرسون وزملاؤه أنسجة الكبد لمرضى فشل الكبد الحاد الذين خضعوا لعمليات زرع. على الرغم من أن العديد من خلايا الكبد لدى هؤلاء المرضى يمكنها أن تتكاثر، إلا أن كبدهم يظل يُظهر علامات على التلف الجسيم. وتساءل الفريق عمَّا إذا كان إصلاح الكبد يتطلب أكثر من مجرد صنع خلايا جديدة لاستبدال الخلايا التالفة.
سلسل الفريق جينات كل خلية كبدية، وقارنوا تلك المجلوبة من مرضى فشل الكبد الحاد بتلك المأخوذة من أفراد أصحاء. مكنهم ذلك من إنشاء ”أطلس“ لتجدّد الكبد، يُظهر الخلايا النشطة والتي تخضع لعملية إصلاح، بما في ذلك الخلايا الرائدة المكتشفة حديثاً. وكذلك لاحظ الفريق وجود هذه الخلايا في الفئران وهي تساعد على إصلاح الكبد بعد تضرره بسبب عقار الأسيتامينوفين Acetaminophen. ولاحظوا أنه أثناء التئام الجروح، ظهرت الخلايا الرائدة أولاً لتغلق الجرح بسرعة قبل أن يساعد تكاثر الخلايا على سد الفجوة أكثر. ويشير هذا إلى أن الكبد يمنح الأولوية لإغلاق الجروح قبل تصنيع أنسجة جديدة لمنع البكتيريا من دخول الكبد عبر الأمعاء والتسبب في عدوى واسعة النطاق.