اكتشاف حفرة ضخمة في “آخر جليد” بالقطب الشمالي
اكتُشفت غرينلاند في العام 980 تقريباً
في شهر مايو ،2020شُقّت حفرة ضخمة في أقدم وأثخن جليد في القطب الشمالي. اعتقد العلماء سابقاً أن منطقة الجليد هذه هي الأشد استقراراً في القطب الشمالي، لكن الصدع العملاق يشير إلى أن الجليد القديم عرضة للذوبان. البولينيا Polynya، أو منطقة المياه المفتوحة، هي أول منطقة لوحظت شمال جزيرة إليسمير Ellesmere Island. لكن الباحثين استنتجوا من بيانات الأقمار الاصطناعية القديمة أن بولينيا مماثلة قد انفتحت في العامين 1988 و2004.
قال كينت مور ،Kent Mooreباحث القطب الشمالي بجامعة تورنتو في ميسيساغا: “إلى الشمال من جزيرة إليسمير، من الصعب تحريك الجليد أو إذابته لأنه سميك، وهناك كميات كبيرة منه. عموماً لم نشهد تشكُّل بولينيات في تلك المنطقة من قبل”. يبلغ سمك الجليد البحري قبالة الساحل الشمالي عادة أكثر من 4 م كما يبلغ متوسط عمره 5 سنوات. لكن هذا “الجليد الأخير” يُثبت أنه عرضة للاحترار السريع الذي يحدث في خطوط العرض الشمالية. في صيف 2020، فقد بحر واندل ،Wandel Sea أو التخوم الشرقية لمنطقة “الجليد الأخير”، نصف الجليد المغطي له. أظهرت دراسة أجريت في العام 2021 أن الأقواس الجليدية التي تربط الجليد البحري المستقر في غرينلاند تتشكل في فترة لاحقة وتذوب بمعدل أسرع كل سنة.
وفي الوقت الحالي يقول الباحثون إن منطقة الجليد الأخير قد تذوب تماماً كل صيف بحلول نهاية القرن، مما ينذر بهلاك الحيوانات التي تعتمد على الجليد البحري على مدار العام، مثل الدببة القطبية. تعد البولينيا علامة سيئة أخرى بالنسبة إلى الجليد الأخير. والبولينيات هي شقوق في الجليد البحري التي كثيراً ما تنفتح في أثناء العواصف، عندما تحرِّك الرياح العاتية الجليد . حدثت عاصفة قوية شمال جزيرة إليسمير في مايو ،2020 وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن صدعاً ضيقاً طويلاً، أو مسرى Lead، قد تشكَّل في 14 مايو. بحلول 15 مايو، تطور المسرى إلى بولينيا بيضاوية الشكل بطول 62 ميلاً وعرض 18.6 ميل، وفي 26 مايو أغلقت البولينيا بسرعة.
قال ديفيد باب ،David Babb باحث الجليد البحري في جامعة مانيتوبا الكندية: “إن تشكُّل بولينيا في هذه المنطقة مثير للاهتمام حقاً، فهي تشبه إلى حد ما صدعاً في غلاف الغطاء الجليدي الصلب الموجود عادة في تلك المنطقة. إن حدثاً كهذا يسلط الضوء أيضاً على كيفية تغير القطب الشمالي” . قال مور إنه في المستقبل، قد تنفتح البولينيات بنمط متكرر مع ذوبان الجليد الأخير في القطب الشمالي.
على المدى القصير قد تصبح هذه المناطق واحات للحياة: يسقط ضوء الشمس على مياه المحيط، مما يسمح بمزيد من التمثيل الضوئي للطحالب، الأمر الذي يجذب الأسماك والقشريات .وأضاف أن هذه الحيوانات ستجذب الطيور البحرية والفقمات والدببة القطبية. لكن انفجار الحياة هذا سيكون مؤقتاً.