وكالة ناسا تكتشف نجماً خامداً يلفظ ضديد المادة
النجوم النايضة (البلسارات)
هي نوع من النجوم
النيوترونية السريعة الدوران
أطلق نجم نابض (بلسار)Pulsar صغير شعاعاً هائلاً من جزيئات المادة وضديد المادة Antimatter التي تدفقت لمسافة 40 تريليون ميل عبر مجرة درب التبانة. واكتشف علماء الفلك مسار هذه الجسيمات الكونية في الفضاء، وذلك في صور الأشعة السينية التي التقطها مرصد شاندرا للأشعة السينية Chandra X-ray Observatory التابع لوكالة ناسا، والتي التقطها في الضوء البصري تلسكوب جيميني نورث Gemini North telescope في هيلو، هاواي. وتتسم عمليات رصد خيوط الأشعة السينية المنبعثّة من البلسارات بندرتها- فلم يكتشف سوى عدد قليل منها حتى الآن.
والبلسارات هي بقايا كثيفة ومنكمشة لنجوم عملاقة منهارة تنبعث منها نبضات إشعاعية أثناء دورانها، ولها مجالات مغناطيسية قوية يولدها دورانها السريع. هذا البلسار، المعروف بـJ2030+4415، يدور على بُعد نحو 1,600 سنة ضوئية من الأرض، وهو صغير نسبياً- يبلغ قطره 10 أميال فقط، أي بحجم مدينة تقريباً.
ينطلق هذا البلسار السريع الدوران عبر الفضاء بسرعة 500,000 ميل/ساعة ويدور بواقع ثلاث مرات في الثانية. وأثناء دورانه، تتسرب الجسيمات المشحونة كخيوط متدفقة تُلتقط لاحقاً في صور التلسكوبات. وقد يفسر النطاق الضخم لتيار جسيمات البلسار J2030+4415 سبب احتواء مجرة درب التبانة على الكثير من البوزيتروناتPositrons ، وهي ضديد المادة للإلكترونات.
كشفت صور البلسار J2030+4415 التي التُقطت في عامي 2020 و2021 عن الطول غير العادي للخيوط وأظهرت أيضاً وجود جزيئات في هالة تشبه السحابة تحيط بالبلسار. وقال مارتين دي فريس ،Martijn de Vries باحث ما بعد الدكتوراه في معهد كافلي لفيزياء الجسيمات وعلم الكونيات بجامعة ستانفورد: ”إنه لأمر مدهش أن البلسار البالغ عرضه 10 أميال فقط يمكنه إنشاء بنية من الضخامة بحيث يمكننا رؤيتها من على بعد آلاف السنين الضوئية. باستخدام الحجم النسبي نفسه، إذا امتد الخيط من نيويورك إلى لوس أنجلوس، فسيكون البلسار أصغر بنحو 100 مرة من أصغر جرم مرئي للعين المجردة“.
للبلسارات مجالات مغناطيسية قوية تحصر عادة رياحاً عاتية من المادة المشحونة وجزيئات ضديد المادة بالقرب من النجم المنهار. وعندما يتحرك البلسار عبر الفضاء، يتفاعل مجاله المغناطيسي مع الرياح الشمسية والغازات القريبة، والتي تتراكم أثناء تحركها قبل البلسار مثل موجة من الماء تدفعها مقدمة قارب. ومنذ نحو 20-30 سنة، عطل شيء ما زخم الموجة التي ولّدها البلسار PSR J2030 + 4415 واصطدم البلسار بها؛ يرجّح أن يكون الاصطدام قد تسبب في تسرب الجسيمات وبثّ تيار من الجسيمات في الفضاء. قال روجر روماني Roger Romani ، أستاذ الفيزياء بمعهد كافلي: ”يرتبط المجال المغناطيسي لرياح البلسارات بالمجال المغناطيسي بين النجمي، وتتدفق الإلكترونات والبوزيترونات عالية الطاقة عبر فوهة شكلها التصادم“. تتكون معظم المادة في الكون من المادة العادية. أما ضديد المادة؛ فهو مادة ذات شحنة كهربائية معاكسة. ففي البلسارات ينتج من الجمع بين الدوران السريع والمجالات المغناطيسية القوية عاصفة مثالية من الإشعاع القوي وتسارع الجسيمات، مما يسبب اقتران الإلكترونات والبوزيترونات وضديد المادة. وقد اكتشف علماء الفلك في السابق جيوباً من ضديد المادة في مجرتنا الأصلية على شكل بوزيترونات، لكن لم تُعرف أصول ضديد المادة المحلية. ومع ذلك، مع اكتشاف المسار الطويل المذهل للبلسار ،J2030+4415 يعتقد مؤلفو الدراسة أن هذا البلسار الصغير قد يمثل أحد المصادر.
بقلم: ميندي فيسبرغر