عادة ما تُزرع الألغام الأرضية Landmines تحت أسطح الحقول والغابات والممرات في البلدان التي تعصف بها الصراعات أو التي لا تزال متأثرة بمخلفات الحرب: ولذلك تعُد من أكثر الأسلحة خطورة وخبثاً. بداية من إطلاق انفجارات أرضية وحتى إشعال كرة نارية على ارتفاع الرأس، صممت هذه المتفجرات للقضاء على هدفها بعدة طرق مختلفة. وتعمل معظم الألغام الأرضية باستخدام غلاف معدني أو بلاستيكي مملوء بعبوة ناسفة. فعندما تصطدم قدم شخص ما أو جنزير دبابة بلوحة ضغط مثبتة أعلى اللغم الأرضي، ستفعل آلية الانفجار.
الأرضية نحو 70 شخصاً في كل يوم
قد يكون اكتشاف حقل ألغام أمراً صعباً، حيث قد يبدو السطح للوهلة الأولى آمناً بدرجة كافية للتنقل عبره. لاكتشاف أي تهديدات، يستخدم العسكريون العديد من الأدوات والأجهزة لاكتشاف وإزالة الألغام قبل أن تنفجر، بما في ذلك الروبوتات الذاتية الحركة والكاسحات المحمولة باليد. لا تختلف هذه كثيراً عن أجهزة كشف المعادن Metal detectors التجارية المستخدمة على الشواطئ.
مثل أجهزة كشف المعادن التقليدية، فهي تولد مجالاً كهرومغناطيسياً يتفاعل مع الأجسام المعدنية، مثل اللغم الأرضي، ثم ينبه حاملها. لكن كشف المعادن وحده ليس دائماً الطريقة الأكثر فعالية لاكتشاف الألغام الأرضية، حيث تكتشف الكاسحات أيضاً أي خردة معدنية مدفونة تصادفها. لكي تكون أكثر فعالية، تشتمل العديد من كاسحات الألغام أيضاً على رادار مخترق للأرض Ground-penetrating radar يرسل نبضات رادارية إلى الأرض ويسجل أي نبضات ترتد عن الأجسام المدفونة. تُستخدم موجات الطاقة المرتدة هذه لبناء صورة تحت السطح ومن ثم اكتشاف أي ألغام أرضية مخفية.
غير مُكتشف في معظم أنحاء العالم.
صيادو الألغام من القوارض
لا يقتصر الأمر على الآلات التي يمكنها اكتشاف لغم أرضي مخفي: فقد تبين أن الجرذان أيضاً ماهرة في شمها. تحتوي أكثر من 60 دولة على مناطق بها ألغام مخبأة غير منفجرة، والتي تبقت بعد نزاع مسلح. للمساعدة على اكتشاف أكبر عدد ممكن من هذه الألغام الأرضية الخطيرة، دربت منظمة تسمى ”أبوبو“ APOPO عدداً من الجرذان الإفريقية على اكتشاف الألغام الأرضية لأكثر من 26 سنة. أثناء التدريب، تعلّم الجرذان التعرف على رائحة الثلاثي نيتروتولوين Trinitrotoluene (اختصاراً: المادة TNT)، وهو مركب متفجّر يستخدم في الألغام الأرضية. تتميز جرذان ”هيرو رات“ HeroRATs المدربة بأنها خفيفة بما يكفي لتجنب تفجير لغم أرضي، ويمكنها الانطلاق بأمان عبر حقول الألغام وهي مربوطة بسلسلة من الخيوط، وهي تبحث عن رائحة الألغام. في غضون 30 دقيقة فقط، يمكن لجرذ واحد من نوع ”هيرو رات“ أن يغطي المنطقة نفسها التي يمكن لإنسان أن يغطيها باستخدام كاشف للمعادن في 4 أيام.
صواعق من الدرونات
ماذا لو كان بإمكانك اكتشاف الألغام الأرضية وتفجيرها دون الحاجة إلى وضع قدميك على أي نقطة من حقل الألغام؟ تعكف منظمات من معظم أنحاء العالم على تطوير أنظمة من الدرونات التي يمكنها اكتشاف الألغام الأرضية المخفية وتفجيرها عن بُعد. صنعت إحدى هذه الشركات، واسمها ماين كافون Mine Kafon، الدرون مانتا Manta drone، وهو جهاز ذاتي الحركة يستخدم خرائط ثلاثية الأبعاد للتحرك بصورة ممنهجة عبر حقل ألغام محتمل. كما إنه يستخدم مجسات لاكتشاف المعادن وراداراً مخترقاً للأرض لتحديد موقع الألغام الأرضية. عندما يكتشف الدرون لغماً أرضياً في حقل ألغام، يمكن تزويده بذراع روبوتي لإسقاط شحنة متفجرة فوق اللغم لتفجيره. لا تتم عملية التفجير تلقائياً، بل يتحكم فيها طيار بشري عن بُعد.
ما يكمن بالأسفل
كيف تستخدم الكاسحات اليدوية الكهرومغناطيسية للكشف عن المخاطر الخفية
1 الألغام الأرضية LANDMINES
تأتي الألغام الأرضية بأشكال وأحجام مختلفة، فبعضها يُصنع من المعادن والبعض الآخر مصنوع من البلاستيك.
2 المجال المغناطيسي MAGNETIC FIELD
تمرر كاسحة الألغام تياراً كهربائياً عبر ملف لإنشاء مجال كهرومغناطيسي يخترق الأرض.
3 تيارات دوامية EDDY CURRENTS
عندما يتعرض جسم معدني موصِّل، مثل لغم أرضي، لمجال كهرومغناطيسي، تتولد تيارات كهربائية تسمى التيارات الدوامية Eddy currents.
4 المجالات المغناطيسية العائدة RETURNING MAGNETIC FIELDS
يُنشئ التيار الدوامي المتولد في اللغم الأرضي مجالاً كهرومغناطيسياً ضعيفاً خاصاً به، والذي يمكن لكاسحة الألغام اكتشافه، مما يكشف عن وجود جسم معدني.
5 إرسال الموجات SENDING WAVES
يبث جهاز الإرسال الموجود في كاسحة الألغام نبضات رادارية في عمق الأرض.
6 موجات عائدة RETURNING WAVES
ترتد النبضات الرادارية عن الأجسام الموجودة بداخل الأرض ويكتشفها مستقبل Receiver، الذي يستخدمها لرسم صورة للأجسام الموجودة تحت السطح.
7 ترك علامة MAKING A MARK
تحتوي بعض كاسحات الألغام على ملحقات رشاشة تستخدم الماء المصبوغ للإشارة إلى مكان وجود اللغم الأرضي.
بقلم: سكوت داتفيلد
