أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم الطبيعيةعين على العالم

تيارات المحيط تزداد سرعة

بقلم: ستيفاني باباس

تتحرك تيارات المحيط حاليا بأسرع مما كانت عليه قبل عقدين من الزمن. وجدت أبحاث حديثة، نُشرت في مجلة ساينس أدفانسز Science Advances، أن هذا التسارع يحدث في معظم أنحاء العالم، مع التأثيرات الأكثر وضوحاً في خطوط العرض الاستوائية. لا تحدث السرعة المتزايدة على سطح المحيط فحسب، لكنها تحدث على عمق 2,000 متر.
قالت جانيت سبرينتال Janet Sprintall، عالمة المحيطات من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو: “كان حجم ومدى التسارع في التيارات المحيطية التي اكتشفناها في معظم أنحاء المحيط العالمي وإلى عمق 2,000 متر مفاجئاً جدا. وعلى الرغم من أننا كنا نتوقع بعض الاستجابة للرياح المتزايدة على مدى العقدين الماضيين، فقد كان التسارع أعلى وكانت تلك استجابة غير متوقعة على الأرجح بسبب التغير المناخي العالمي”.
وجد الباحثون أن سرعة الرياح فوق المحيط تزايدت بمعدل %1.9 في كل عقد من الزمن. وهذه الزيادة في سرعة الرياح تنقل الطاقة إلى سطح المحيط، ومن ثمَّ إلى المياه العميقة. وشهد نحو %76 من الألفي متر العلوية من المحيطات زيادة في الطاقة الحركية منذ تسعينات القرن العشرين. وجدت الدراسة أن السرعات الإجمالية لتيارات المحيط قد زادت بنحو %5 في كل عقد من الزمن منذ أوائل التسعينات.
اهتم الباحثون بفهم التغيرات العالمية التي تطرأ على التيارات المحيطية؛ لأن الأبحاث السابقة أظهرت صورة محيرة. فمثلاً، اشتدت التيارات في المناطق شبه المدارية التي تنقل الطاقة من خط الاستواء إلى القطبين خلال القرن الماضي. ولكن بعض التيارات الإقليمية الرئيسية، مثل كوروشيو Kuroshio في شمال غرب المحيط الهادي، تُظهر القليل من الأدلة على التسارع.
أعاد الفريق تحليل بيانات تيارات المحيط القديمة المسجلة خلال العقود القليلة الماضية واستقى معلومات جديدة من بعثة أرغو Argo، وهو مشروع علمي يستخدم الآلاف من العوامات المستقلة على شكل صاروخ لجمع المعلومات حول درجة حرارة المحيطات وملوحتها وتياراتها.
ولم يكن التسارع واضحاً على الفور؛ لأن تيارات المحيط تتحرك ببطء شديد. فمثلاً، يتحرك التيار الاستوائي الجنوبي في المحيط الهادي بسرعة 1.6 كم/ساعة فقط، ومن ثمَّ فلن تزيد سرعته سوى بمعدل 0.08 كم/ساعة خلال عقد من الزمن. ونظراً للكمية الهائلة من المياه التي تتحرك، فإن الأمر يتطلب مقداراً كبيراً من مدخلات الطاقة لإحداث هذا التسارع. وهذه التغيرات أكبر بكثير مما يُتوقع من التباين الطبيعي، مما يشير إلى أن الاحترار العالمي قد يكون السبب في زيادة السرعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى