أصول الأوزان والمقاييس
لماذا تحول الكثير من العالم من النظام الإمبراطوري إلى النظام المتري؟
منذ بدء الحضارة، ابتكر البشر طرقاً لقياس وتوحيد وحدات القياس للأشياء. فيما يتعلق بالتجارة والزراعة عادة، استخدمت المقاييس المبكرة في بلاد ما بين النهرين Mesopotamia – فيما يعرف حالياً بالعراق – أجزاء من جسم الإنسان والبذور والحجارة لوضع معايير القياس. حتى عام 1700 قبل الميلاد، ابتكر سكان حضارة هاراباHarappan civilisation في منطقة البنجاب الهندية موازين معقدة واستحدثوا قياسات مثل ”بوصة السند“ Indus inch التي تساوي 1.32 بوصة، وكان العشرة منها تساوي ”قدم“ Foot، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إن كانت أقدام شعب هارابا كبيرة أم لا.
يُعتقد أن أول نظام موحد للوحدات قد نشأ في بريطانيا العظمى ويعرف بالنظام الإمبراطوري Imperial system. ومع ذلك، تطورت هذه المجموعة من وحدات قياس ظهرت من آلاف السنين من التأثير الروماني والأنغلو ساكسوني – أي إيطاليا القديمة وإنجلترا القديمة. فمثلاً، استخدم الأنغلو ساكسون وحدة طول تُعرف بالشعيرة Barleycorn، والتي صار طولها المعياري الحالي هو 8.5 ملم، ولا تزال مستخدمة حتى اليوم لقياس حجم الأحذية. وحّد النظام الإمبراطوري واعتمد رسمياً مع دخول قانون الأوزان والمقاييس Weights and Measures Act لعام 1824 حيز التنفيذ. وصارت القياسات الجديدة مثل الغالون الإمبراطوري Imperial gallon هي القاعدة، والذي يساوي 10 أرطال (نحو 4.5 كغم) من الماء عند درجة حرارة 62 فهرنهايت (16.7°س).
1,000 خطوة Paces رومانية
تساوي ميل واحد
نشأ النظام المتري Metric system، المعروف أيضاً بالنظام الدولي للوحدات International System of Units، في فرنسا خلال الثورة الفرنسية، التي انتهت في عام 1799. تخلى العلماء وعلماء الرياضيات الفرنسيون عن المعيار الإمبراطوري، وطوروا نظاماً عشرياً جديداً يعمل بمضاعفات العشرة. في الطبيعة، عرف ”المتر“ Metre الجديد على أنه جزء من عشرة ملايين جزء من المسافة بين القطب الشمالي إلى خط الاستواء. لم يحقق النظام الجديد نجاحاً فورياً، فقد ألغاه نابليون Napoleon في عام 1812، فسمح للناس باستخدام أي طريقة يريدونها للقياس قبل أن تُعيد فرنسا النظام المتري في عام 1840. لأكثر من 200 سنة، تستخدم معظم دول العالم النظام المتري، وصارت وحداته تستخدم في مجالات الهندسة والتصنيع في معظم أنحاء العالم.
يستخدمون القياسات الإمبراطورية في حياتهم اليومية.
5 قياسات غريبة لا تزال قيد الاستخدام
1 الفيرلونغ
تُستخدم لقياس المسافة التي يركضها حصان السباق، واحد فورلونغ Furlong يساوي 201.168 م. ترجع أصول هذا المقياس من طول الأخدود المحروث الذي يمكن لثور أن يشقه دون أن يرتاح.
2 الفرسخ
لا يزال الفرسخ League مستخدماً في العديد من البلدان لكنه جلبه النورمانديون إلى إنجلترا، وهو يساوي الطول الذي يمكن لأي شخص أن يقطعه سيراً على القدمين خلال ساعة، والمقدّر بنحو 3 أميال.
3 الكليك
يعتبر الكليك Klick طريقة أخرى لقول الكيلومتر في الجيش. ويُعتقد أن مصدره يأتي من صوت النقر الذي تصدره منظّمات الغاز في البنادق عند إعادة ضبطها بعد 1,000 متر من السير على القدمين.
4 القصبة
مشتقة من الكلمة الإنجليزية القديمة ”Rodd“، والتي تعني عصا من الخشب. عادة ما تستخدم وحدة القياس الزراعية هذه لوصف أحجام القطع الزراعية، وتساوي 5.029م.
5 الميل البحري
على عكس الميل النموذجي، يساوي هذا البديل البحري دقيقة واحدة من الإبحار بطول خط عرض الأرض على جانبي خط الاستواء، أو 1,852 متراً.
الذراع المصرية
في عام 3000 قبل الميلاد تقريباً، طور المصريون القدماء واحدة من أقدم وحدات القياس المعروفة، والتي تسمى الذراع Cubit. استخدمت الذراع كوحدة لقياس الطول، فكانت تساوي الطول من المرفق إلى طرف الإصبع. صُنعت الذراع من الغرانيت الأسود لتُستخدم كعصا للقياس، وتساوي 45.7 سم. للقياسات الأصغر، قسمت الذراع الملكية إلى عرض الأصابع، والمعروف بالإصبع Digit. يساوي الذراع 28 إصبع، ويساوي ”الكف“ Palm 4 أصابع، فيما تساوي ”اليد“ Hand 5 أصابع. بمرور الزمن، توسع نظام القياس بالذراع ليشمل ”الباع الكبير“ Large span (نصف ذراع) و”الباع الصغير“ (3 كفوف) ووصل إلى حضارات جديدة، مع ظهور الذراع البابلية Babylonian cubit في نحو عام 1700 قبل الميلاد.
بقلم: سكوت داتفيلد