أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
حيواناتعين على العالم

علماء يطورون أول ثعابين معدلة وراثيا في العالم

هل كنتَ تعلم؟
لا تبيض كل أنواع الثعابين

لأول‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬طوّر‭ ‬العلماء‭ ‬ثعابين‭ ‬معدلة‭ ‬وراثياً‭. ‬تزودنا‭ ‬هذه‭ ‬الزواحف‭ ‬المعدلة‭ ‬بتقنية‭ ‬“كريسبر”‭ ‬CRISPR‭ ‬بمعلومات‭ ‬جديدة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تطوير‭ ‬ثعابين‭ ‬الذرة‭ ‬Corn‭ ‬snakes‭ ‬(بانثيروفيس‭ ‬غوتاتوس ‭ ‬‭(‬Pantherophis‭ ‬guttatus‭ ‬لحراشفها‭ ‬ذات‭ ‬الأنماط‭ ‬البالغة‭ ‬الدقة. ‬تماماً‭ ‬مثل‭ ‬ريش‭ ‬الطيور‭ ‬أو‭ ‬الشعر‭ ‬على‭ ‬الثدييات،‭ ‬تنتج‭ ‬حراشف‭ ‬الثعابين‭ ‬عن‭ ‬اللوحاء‭ ‬Placodes‭ ‬- وهي‭ ‬بنى‭ ‬صغيرة‭ ‬سميكة‭ ‬على‭ ‬الجلد‭ ‬تتطور‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الجنينية. ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬معظم‭ ‬الأنواع‭ ‬الأخرى،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الفئران،‭ ‬حيث‭ ‬تترتب‭ ‬اللوحاء‭ ‬عشوائياً،‭ ‬تتطور‭ ‬لوحاء‭ ‬الثعابين‭ ‬بطريقة‭ ‬منظمة‭ ‬جداً،‭ ‬فتحدد‭ ‬موضع‭ ‬كل‭ ‬حرشفة‭ ‬بدقة. ‬يتبع‭ ‬التنظيم‭ ‬المكاني‭ ‬لهذه‭ ‬اللوحاء‭ ‬نمطاً‭ ‬في‭ ‬الطبيعة‭ ‬شرحه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عالم‭ ‬الرياضيات‭ ‬آلان‭ ‬تورينغ ‭.‬Alan‭ ‬Turing‭‬

أراد‭ ‬علماء‭ ‬من‭ ‬جنيف‭ ‬أن‭ ‬يعرفوا‭ ‬بالضبط‭ ‬كيف‭ ‬ولماذا‭ ‬تطورت‭ ‬هذه‭ ‬الأنماط‭ ‬السداسية‭ ‬شبه‭ ‬المثالية‭ ‬على‭ ‬الحراشف‭ ‬الظهرية‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬الثعابين‭ ‬وجانبيها،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬الحراشف‭ ‬البطنية‭ ‬التي‭ ‬تتشكل‭ ‬كصف‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬بطون
تلك‭ ‬الحيوانات‭.‬

وجد‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬الحراشف‭ ‬البطنية‭ ‬للجنين‭ ‬تتطور‭ ‬أولاً‭ ‬وتتراصف‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬الجسيدات ‭،‬Somites‬ وهي‭ ‬كتل‭ ‬خلوية‭ ‬تحدد‭ ‬مواضع‭ ‬الفقرات‭ ‬والأضلاع‭ ‬والعضلات‭ ‬وأدمة‭ ‬الجلد. ‬وبمجرد‭ ‬تشكّل‭ ‬الحراشف‭ ‬البطنية،‭ ‬تتطور‭ ‬”موجتان“‭ ‬منفصلتان‭ ‬من‭ ‬اللوحاء،‭ ‬واللتان‭ ‬تتحركان‭ ‬مقتربتين‭ ‬من‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭. ‬تلتقي‭ ‬الموجتان‭ ‬جانبياً،‭ ‬فتنشئ‭ ‬أنماطاً‭ ‬سداسية‭ ‬مرتبة‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬السمة‭ ‬المميزة‭ ‬لجلد‭ ‬الثعبان‭.‬

قالت‭ ‬أثناسيا‭ ‬تسيكا‭ ‬Athanasia‭ ‬Tzika،‭ ‬زميلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الوراثيات‭ ‬والتطور‭ ‬بجامعة‭ ‬جنيف: ‬”لتأكيد‭ ‬صحة‭ ‬أبحاثنا،‭ ‬استخدمنا‭ ‬المحاكاة‭ ‬الحاسوبية‭ ‬فحصلنا‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬مماثلة. ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬مفاجئاً،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬ضروري‭ ‬للنمو‭ ‬السليم‭ ‬للزوائد‭ ‬الجلدية‭ ‬في‭ ‬الطيور‭ ‬والزواحف‭ ‬والثدييات“. ‬وأشارت‭ ‬تسيكا‭ ‬إلى‭ ‬السحالي‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬جين ‭ ‬EDA‭ ‬الطافر،‭ ‬والتي‭ ‬دُرست‭ ‬سابقاً‭ ‬في‭ ‬مختبر‭ ‬جامعتها‭ ‬كمثال‭ ‬على‭ ‬الزواحف‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تطوّر‭ ‬حراشف‭ ‬قطُّ،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬الباحثين‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬أول‭ ‬ثعابين‭ ‬معدلة‭ ‬وراثياً‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنية‭ ‬كريسبر‭ ‬كاس 9 ‭،(‬CRISPR‭- ‬Cas9‭)‬ ‬التي‭ ‬تحوّر‭ ‬الجينات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬قصّ‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬DNA‭ ‬ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬تمكين‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬DNA‭ ‬الطبيعي‭ ‬من‭ ‬إصلاح‭ ‬نفسه‭. ‬نجحت‭ ‬تسيكا‭ ‬وفريقها‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬ثعابين‭ ‬”طافرة“‭ ‬Mutant‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الحراشف‭ ‬الظهرية‭ ‬الجانبية (‬السداسية‭ ‬الأضلاع)، لكن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬لديها‭ ‬حراشف‭ ‬بطنية‭.‬

قالت‭ ‬تسيكا‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬الحراشف‭ ‬ليست‭ ‬”ذاتية‭ ‬التنظيم“،‭ ‬بل‭ ‬تحدث‭ ‬”من‭ ‬دون‭ ‬مسار‭ ‬وظيفي‭ ‬معياري‭ ‬للجين ‬EDA“.‭‬ إجمالاً،‭ ‬طوّر‭ ‬العلماء‭ ‬4‭ ‬من‭ ‬ثعابين‭ ‬الذرة،‭ ‬والتي‭ ‬يبلغ‭ ‬عمرها‭ ‬سنتين‭ ‬حالياً‭ ‬وهي‭ ‬”بصحة‭ ‬جيدة“،‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬تسيكا،‭ ‬وأضافت: ‬”الحيوانات‭ ‬التي‭ ‬أنتجناها‭ ‬هي‭ ‬بالضبط‭ ‬الثعابين‭ ‬نفسها‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الطبيعة. ‬لقد‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النمط‭ ‬الظاهري Phenotype“ ‬نفسه. ‬وذكرت‭ ‬تسيكا‭ ‬إنهم‭ ‬يخططون‭ ‬لإجراء‭ ‬جولة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬التحوير‭ ‬بتقنية‭ ‬“كريسبر”‭ ‬على‭ ‬الثعابين‭ ‬المعدلة‭ ‬وراثياً‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬سنتين،‭ ‬بمجرد‭ ‬بلوغها‭ ‬مرحلة‭ ‬النضج‭ ‬الجنسي،‭ ‬”لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬الطفرة‭ ‬ستنتقل‭ ‬إلى‭ ‬الجيل‭ ‬التالي“‭.‬

بقلم:جينيفر‭ ‬ناليفسكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى