يبدو تحريك أطرافنا وكأنه مهمة بسيطة نسبيّاً. سواء أمسكت فنجاناً من الشاي أم تمشيت قليلاً، فإن عملية الحركة تبدو فورية وتتم دون تفكير كثير. ومع ذلك، تقوم خلايا عضلاتنا الهيكلية Skeletal Muscles الموجودة تحت الجلد بعملية واسعة النطاق لمجرد تحريك أحد الأصابع.
تتعلق العضلات الهيكلية بعظامنا كأنها دمى بابوشكا (ماتريوشكا) بيولوجية: بداخل كل طبقة من الأنسجة توجد نُسخ أصغر. وفي لب كل ليف عضلي توجد هياكل شبيهة بالعيدان تعرف باللييفات العضلية. وبداخل هذه الخيوط يوجد بروتينان بالغا الأهمية هما: الأكتين، والميوسين. إن انجذاب أحدهما للآخر هو المسؤول عن انقباض واسترخاء العضلات. ومع ذلك، لا يُسمح للاثنين بالالتقاء معا إلا بعد حدوث تفاعل متسلسل للجزيئات في جميع أجزاء هذا النسيج.
ويتفاعل هذان البروتينان فيما يعرف بنموذج أو نظرية الخيط المنزلق. ويسبب الأكتين والميوسين، بمساعدة الكالسيوم المنبعث وجزيء يُدعى ثلاثي فوسفات الأدينوسين (ATP)، على انقباض جزء من اللييفات العضلية Myofibrils يعرف بالقسيم العضلي Sarcomere. وعند استنفاد الكالسيوم وثلاثي فوسفات الأدينوسين، ينفك زوج البروتينات، وينبعث قسيم عضلي بفعل الانقباض؛ مما يسمح للعضلات بالارتخاء. ومع استمرار هذه الدورة، تتمكن عضلاتنا من تحريك أجسادنا. ويقوم النسيج مجتمعاً بشدّ العضلات معاً، ثم يحذو حذوه النسيج الضام المعروف بالأوتار، التي تتشبث بالعظم المحيط. وعندما تنقبض العضلات، يُقرّب العظمان المتصلان أحدهما من الآخر؛ مما تنتج منه حركة.