بقلم: لورا ميرز
في مارس 2020 زادت مبيعات الصابون في المملكة المتحدة بأكثر من الضعف. لهذه المادة الفقاعية الزلقة بنية كيميائية فريدة تسمح لها بتمزيق الفيروسات وتفكيك الميكروبات في أجزاء من الثانية. وكان الصابون منقذاً للحياة بالفعل خلال جائحة فيروس كورونا.
اخترع الصابون في العالم القديم، وكان أول صابون مجرد عجينة مصنوعة من الدهون والرماد. اكتشفه البشر أثناء محاولتهم إزالة الشحوم من الصوف، فلاحظوا أن مزج الخشب المحروق بالماء يجعل العملية أسهل. فعلى المستوى المجهري، كانت القلويات في الرماد تتفاعل مع الدهون في الشحوم لتكوين جزيئات الصابون. وبمرور الزمن، صقل الناس صنع الصابون، وتعلموا غلي الدهون والرماد معاً لصنع الصابون قبل استخدامه على قماشهم.
بحلول العصور الوسطى بدأ صانعو الصابون بالظهور في أوروبا، حيث كانت صناعة القماش تجارة رائجة. فقد قطعوا غابات ضخمة لصنع الرماد وخلطوا هذا الرماد بأي دهون متوفرة لديهم. في الشمال، كان هذا الشحم يصنع من الدهون الحيوانية. لسوء الحظ، كان الشحم عنصراً أساسياً لصنع الشموع. وللحفاظ على أسعار الشموع منخفضة، فرضت ضرائب على صناعة الصابون، كما كان الصابون مخصصاً لتنظيف القماش.
لم يُطلق العنان لقوة التنظيف للصابون بشكل صحيح حتى بداية القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت، انتشرت أمراض مثل التيفوئيد والكوليرا. ولم تُتاح لمعظم الناس الوصول بسهولة إلى المياه الجارية، كما اعتقد كثيرون أن غسل جلدهم قد يسبب المرض. ولكن هذا كان قرن الصرف الصحي، وكان كل ذلك على وشك أن يتغيّر.
أثبت لويس باستور Louis Pasteur أن الجراثيم تصيب الناس بالمرض، ولاحظ جون سنو John Snow أن تفشي الكوليرا ينتشر عبر المياه القذرة، كما ربط الأطباء بين نظافة اليدين وانتقال العدوى. ونتيجة لذلك، بدأت الحكومات المحلية بتركيب البنية التحتية للصرف الصحي في البلدات والمدن، وبناء شبكات المجاري، وحفر المصارف، وتزويد سكانها بالمياه النظيفة. وفي عام 1853 ألغيت ضريبة الصابون أخيراً.
بدأ مصنعو الصابون يبذلون جهدهم لصنع صابون لطيف للاستخدام على البشرة، مع إضافة العطور والأصباغ لجعل منتجاتهم أكثر جاذبية. وبدأ الناس أخيراً باستخدامه لغسل أيديهم وأجسامهم، مما أحدث ثورة في النظافة الشخصية.