المحاكاة تعد بإسقاط المطر على الصحراء الكبرى
يمكن لمزارع الطاقة الشمسية والرياح جلب الماء والخضرة إلى هذه الصحراء الشاسعة
على الرغم من أشعة شمسها الحارقة ورياحها العاتية، تجتذب الصحراء الكبرى Sahara العديد من مشاريع الطاقة، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن هذه الرياح والطاقة الشمسية تفيد في أكثر من مجرد إنتاج الطاقة المتجددة النظيفة. كما تشرح يوجينيا كالناي Eugenia Kalnay من جامعة ماريلاند الأمريكية: «وجدنا أن إنشاء مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الواسعة النطاق قد يجلب المزيد من الأمطار ويعزّز نمو النباتات في هذه المناطق. وتحدث الزيادة في معدل هطول الأمطار نتيجة لتفاعلات معقدة في الغلاف الجوي الأرضي، والتي تحدث بفعل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح التي تُنشئ أسطحاً أرضية أكثر خشونة وأشد قتامة.»
وكشفت تقنية للنمذجة أن البيئة المحيطة بشفرات التوربينات والألواح الشمسية قد تتغير؛ مما قد يزيد معدلات هطول الأمطار في المنطقة بأكثر من الضعف. ويقول المؤلف الأول للدراسة، يان لي Yan Li: «نتيجة لذلك، سيزداد الغطاء النباتي بنحو %20. وفي المقابل، تؤدي هذه الزيادة في معدلات هطول الأمطار إلى تنامي الغطاء النباتي؛ مما يُنشئ حلقة من التغذية الراجعة الإيجابية.» ينتج التحول من مساهمة التوربينات في مزج الحرارة في الغلاف الجوي عن طريق دفع الهواء الحار إلى السطح وزيادة احتكاكه بسطح الأرض؛ مما يؤدي إلى زيادة احتمال هطول الأمطار. كما تعمل الألواح الشمسية على تقليل كمية الضوء المنعكس من الصحراء؛ مما يزيد من احتمال سقوط الأمطار.
استندت المحاكاة إلى مزرعة شمسية بحجم الولايات المتحدة تقريبا، والتي بُنيت إلى جانب توربينات للرياح تغطي نحو %20 من مساحة الصحراء الكبرى. فإذا بُني مشروع بهذا الحجم، فهذا لا يعني تخضير الصحراء فحسب، بل إنتاج كميات هائلة من الطاقة الصديقة للبيئة.