ارتطام هائل لنيزك مريخي هو الأكبر على الإطلاق
في 24 ديسمبر 2021، هزّ الكوكب الأحمر زلزال بلغت قوته 4.0 درجة، مما أدى إلى تفعيل مجسات المسبار إنسايت Insight التابع لوكالة ناسا. ويعرف العلماء الآن بالضبط سبب اهتزاز المريخ. أكدت الصور التي التقطتها المركبة المدارية لاستطلاع المريخ Mars Reconnaissance Orbiter التابعة لوكالة ناسا، قبل وبعد الحدث، أنه وقع بسبب ارتطام نيزكي كان الأضخم على الإطلاق في المجموعة الشمسية بأسرها. أما الفوهة الارتطامية Impact crater، البالغ عرضها 150 مترا وعمقها 21 مترا وتقع بالقرب من خط الاستواء المريخي؛ فتزود للعلماء بلمحة نادرة عما يوجد تحت سطح كوكب المريخ.
وإضافة إلى ذلك، فإن قطع الجليد الضخمة التي أزاحها الارتطام وكشفها تمثل أدنى ارتفاع وجد فيه الجليد على هذا الكوكب على الإطلاق.
على الرغم من وجود فوهات ارتطامية أكبر على الكوكب الأحمر، إلا أنها تشكلت قبل وقت طويل من بدء وكالة ناسا باستقصاء المريخ قبل 16 سنة، لذلك لا توجد صور أو بيانات زلزالية لتفسير مصدرها. ويمثل هذا الزلزال والحفرة أكبر ارتطام سجّل على الإطلاق. قالت ليليا بوسيولوفا Liliya Posiolova، مديرة مجموعة العلوم والعمليات المدارية بشركة مالين لنظم علوم الفضاء Malin Space Science Systems (اختصاراً: الشركةMSSS ) في سان دييغو، ”كانت صورة الارتطام مختلفة عن أي صورة رأيتها من قبل، مع الفوهة الهائلة والجليد المكشوف ومنطقة الانفجار الدراماتيكية المحفوظة في الغبار“.
أطلق المسبار
إنسايت InSight
إلى المريخ في
5 مايو 2018
كان النيزك الذي لا يزيد طوله على 12مترا من الصغر بحيث أنه سيحترق بالكامل في الغلاف الجوي للأرض. ولكن الغلاف الجوي الرقيق للمريخ، الذي لا تزيد كثافته على %1 من كثافة الغلاف الجوي للأرض، لم يتمكن من منعه. وكذلك كشفت مشاهدات الفوهة على المستوى الأرضي عن معلومات جديدة حول البنية الجيولوجية للمريخ. وقالت أندريا راجسيك Andrea Rajsic، طالبة الدكتوراه في جامعة كيرتنCurtin University الأسترالية: ”الأحداث الارتطامية مفيدة جداً في علم الزلازل؛ فهي طريقة رائعة لإلقاء نظرة خاطفة على البنية الداخلية للكوكب الأحمر“.
كان الجليد تحت السطحي الذي انكشف في الفوهة الارتطامية وبين الحطام المقذوف أقرب إلى خط الاستواء المريخي من أي عينة جليدية رصدت سابقاً على هذا الكوكب. قد يكون هذا أمراً حيوياً للبعثات المستقبلية إلى المريخ، لأنه يلمح إلى وجود مستودع أكبر للجليد تحت السطحي مما كان يُعتقد في السابق. وسيحتاج رواد الفضاء الذين سيزورون سطح المريخ إلى المياه للشرب والزراعة وإنتاج الوقود الصاروخي. وتدرك وكالة ناسا الآن أن المستودع الجليدي يمتد إلى واحدة من أدفأ المناطق على الكوكب، ويؤمل بأن يسهل ذلك مهمة رواد الفضاء المستقبليين قليلاً.
بقلم: دونافين كوفى