أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
صحةعين على العالم

علماء‭ ‬صمموا‭ ‬خوارزمية ”تقرأ“‭ ‬أفكار‭ ‬الناس

يمكن‭ ‬للعلماء‭ ‬الآن‭ ‬”فك‭ ‬شيفرة“‭ ‬أفكار‭ ‬الناس‭ ‬دون‭ ‬لمس‭ ‬رؤوسهم‭. ‬فقد‭ ‬اعتمدت‭ ‬تقنيات‭ ‬قراءة‭ ‬الأفكار‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬زرع‭ ‬أقطاب‭ ‬كهربائية‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬أدمغة‭ ‬البشر. ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تعتمد‭ ‬الطريقة‭ ‬الجديدة على‭ ‬تقنية‭ ‬غير‭ ‬جراحية‭ ‬للتصوير‭ ‬الدماغي تسمى‭ ‬التصوير‭ ‬بالرنين‭ ‬المغناطيسي‭ ‬الوظيفي ‭ ‬Functional‭ ‬magnetic‭ ‬resonance‭ ‬imaging‭ ‬‭‬ (اختصاراً: ‬التصوير ‭‬fMRI‭‬). ويتتبع‭ ‬التصوير‭ ‬fMRI‭ ‬تدفق‭ ‬الدم‭ ‬المؤكسج‭ ‬عبر‭ ‬الدماغ،‭ ‬ولأن‭ ‬خلايا‭ ‬الدماغ‭ ‬النشطة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬والأكسجين،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬توفر‭ ‬مقياساً‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬لنشاط‭ ‬الدماغ. ‬بحكم‭ ‬طبيعتها،‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬التقاط‭ ‬النشاط‭ ‬الدماغي‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬الحقيقي،‭ ‬لأن‭ ‬الإشارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الخلايا‭ ‬الدماغية‭ ‬تتحرك‭ ‬بوتيرة‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬سرعة‭ ‬انتقال‭ ‬الدم‭ ‬عبر‭ ‬الدماغ. ‬ولكن‭ ‬مؤلفي‭ ‬الدراسة‭ ‬وجدوا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بإمكانهم‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬لفك‭ ‬تشفير‭ ‬المعنى‭ ‬الدلالي‭ ‬لأفكار‭ ‬البشر،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬إنتاج‭ ‬ترجمات‭ ‬حرفية. ‬وقال‭ ‬كبير‭ ‬مؤلفي‭ ‬الدراسة،‭ ‬ألكسندر‭ ‬هوث ‭،‬Alexander‭ ‬Huth‬ عالم‭ ‬الأعصاب‭ ‬بجامعة‭ ‬تكساس ‭‬University of Texas‭‬ في‭ ‬أوستن: ‬”لو‭ ‬سألت‭ ‬أي‭ ‬عالم‭ ‬أعصاب‭ ‬معرفي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬قبل ‭ ‬20‬سنة‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬ممكناً؛‭ ‬لسخر‭ ‬منك‭ ‬وطردك‭ ‬خارج‭ ‬الغرفة“‭.‬

هل كنتَ تعلم؟
اختُرعت تقنيات الرنين
المغناطيسي الوظيفي
في عام 1990
في‭ ‬الدراسة‭ ‬الجديدة،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تخضع‭ ‬بعدُ‭ ‬لمراجعة‭ ‬الأقران،‭ ‬فحص‭ ‬الفريق‭ ‬أدمغة‭ ‬امرأة‭ ‬ورجلين‭ ‬في‭ ‬العشرينات‭ ‬والثلاثينات‭ ‬من‭ ‬العمر. ‬استمع‭ ‬كل‭ ‬مشارك‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬16‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬البودكاست‭ ‬Podcasts‭ ‬والبرامج‭ ‬الإذاعية‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عدة‭ ‬جلسات‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬التصوير. ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬أدخل‭ ‬الفريق‭ ‬هذه‭ ‬الفحوصات‭ ‬في‭ ‬خوارزمية‭ ‬حاسوبية‭ ‬أطلقوا‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬”وحدة‭ ‬فك‭ ‬التشفير“ ‬Decoder‬، والتي‭ ‬تقارن‭ ‬أنماط‭ ‬الصوت‭ ‬بالأنماط‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬الدماغ‭ ‬المسجل. ‬وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬الخوارزمية‭ ‬تسجيلاً‭ ‬بالتصوير‭ ‬fMRI‭ ‬وتنتج‭ ‬قصة‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬محتواه،‭ ‬حيث‭ ‬تطابقت‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬مع‭ ‬الحبكة‭ ‬الأصلية‭ ‬للبودكاست‭ ‬أو‭ ‬البرنامج‭ ‬الإذاعي‭ ‬”بصورة‭ ‬جيدة“. ‬بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬يمكن‭ ‬لوحدة‭ ‬فك‭ ‬التشفير‭ ‬استنتاج‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬سمعها‭ ‬كل‭ ‬مشارك‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬نشاطه‭ ‬الدماغي. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬ارتكبت‭ ‬الخوارزمية‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء،‭ ‬مثل‭ ‬تبديل‭ ‬ضمائر‭ ‬الشخصيات‭ ‬واستخدام‭ ‬ضمائر‭ ‬الشخص‭ ‬الأول‭ ‬والثالث. ‬قال‭ ‬هوث‭ ‬إنها‭ ‬”تعرف‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بدقة‭ ‬كبيرة،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬من‭ ‬ينفذ‭ ‬الأشياء“‭.‬

في‭ ‬اختبارات‭ ‬إضافية،‭ ‬يمكن‭ ‬للخوارزمية‭ ‬أن‭ ‬تشرح‭ ‬بدقة‭ ‬حبكة‭ ‬فيلم‭ ‬صامت‭ ‬شاهده‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬آلة‭ ‬التصوير. ‬حتى‭ ‬إنها‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تُعيد‭ ‬سرد‭ ‬قصة‭ ‬تخيّل‭ ‬المشاركون‭ ‬أنها‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬رؤوسهم. ‬على‭ ‬الأمد‭ ‬الطويل،‭ ‬يهدف‭ ‬فريق‭ ‬البحث‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬واجهات‭ ‬الدماغ‭ ‬والحاسوب‭ ‬المصممة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬التحدث‭ ‬أو‭ ‬الكتابة‭.‬

بقلم:‭ ‬نيكوليتا‭ ‬لينيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى