أوزيريس ركس كيف ستُرجع هذه البعثة قطعة من كويكب إلى الأرض
منذ بعثة لونا Luna الأخيرة إلى القمر في عام 1976، لم نتمكن من استرجاع سوى أقل من غرام واحد من المواد من جرم سماوي آخر إلى الأرض. تُعد هذه إحصائية صادمة تماما إذا فكرت فيها مليا، ولكن في عام 2023، من المقرر أن يتغيّر كل شيء.
ستتمكن بعثة وكالة «ناسا» أوزيريس-ركس OSIRIS-REx (مستكشف الأصول، والتفسير الطيفي، وتحديد الموارد، والأمن، والحطام الصخري) من إرجاع أكبر عينة من خارج الأرض إلى الأرض منذ بعثات أبوللو Apollo، وذلك من كويكب يقع وراء مدار المريخ. بعد أن انطلق في 8 سبتمبر 2016 من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا، بدأت مهمة أوزيريس ركس رحلتها التي تستغرق عامين إلى الكويكب بينو Bennu، الذي يبعد بنحو 7.2 مليار كيلومتر عن الأرض.
وستصل هذه المركبة الفضائية، التي يبلغ قياسها 2.4 في 2.4 متر، إلى الكويكب بينو في أغسطس 2018. وبعد أقل من عامين، فسيتم استخدام ذراع روبوتية للإمساك بقطعة من الكويكب، والتي سيتراوح حجمها بين 60 غراما إلى كيلوغرامين اثنين. وبعد ذلك، ستغادر الكويكب في مارس 2021، بحيث تُرجع العينة الصخور الفضائية إلى الأرض في سبتمبر 2023.
إنها بعثة طموحة للغاية، رغم كونها تنطوي على عدد كبير من المجاهيل. وعلى سبيل المثال، فليست هذه سوى البعثة الثانية التي تحاول إرجاع عينة من أحد الكويكبات، فقد كانت الأولي هي المركبة الفضائية اليابانية هايابوسا Hayabusa، والتي تعرضت لعدد من المشكلات بعد إطلاقها في عام 2003، بما في ذلك عملية الالتقاط الفعلي للعينة، وبالتالي فلم تتمكن سوى من العودة بصعوبة إلى الأرض، وعلى متنها مجموعة صغيرة من الحبيبات الصخرية في عام 2010.
يأمل العلماء بالحصول على نتائج أفضل من تلك في هذه المرة، وذلك بهدف تعزيز فهمنا للكويكبات- وربما أيضا منع ارتطامها المميت بالأرض في المستقبل.
أهداف البعثة
إن الهدف الرئيسي لبعثة أوزيريس ركس هو إرجاع عينات كبيرة الحجم إلى الأرض لدراستها، مما سيتيح لنا معرفة البنية التركيبية لكويكبات مثل بينو، أو من أين أتت، وما هية الدور الذي لعبته في المجموعة الشمسية المبكرة. ومن المحتمل أن كويكبات مثل بينو هي التي جلبت المياه إلى الأرض، وربما مقومات الحياة أيضا.
وكذلك يمتلك الكويكب بينو فرصة ضئيلة للغاية الارتطام بالأرض في أواخر القرن الثاني والعشرين، والتي تصنف بنسبة واحد إلى 2500. سيقوم العلماء بدراسة تأثير الشمس في الكويكب، والمعروف بتأثير ياركوفسكي Yarkovsky effect، لمعرفة ما إذا كان هذا قد يدفعه للاقتراب من طريقنا في المستقبل، وبالتالي يزيد من فرصة ارتطامه بنا.