أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
غير مصنف

المحرك “سيبر”

الجيل‭ ‬المقبل‭ ‬من‭ ‬المحركات‭ ‬الصاروخية

تعرّف‭ ‬إلى‭ ‬سيبر‭ ‬SABRE‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬المحرك‭ ‬الثوري‭ ‬التي‭ ‬يمكنه‭ ‬جعل‭ ‬الطيران‭ ‬عبر‭ ‬الفضاء‭ ‬أسهل‭ ‬وأرخص‭.‬

لكي‭ ‬تتمكن‭ ‬الصواريخ‭ ‬التقليدية‭ ‬من‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬الفضاء،‭ ‬لابد‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬أطنانا‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬الأكسجين‭ ‬السائل‭ ‬للحرق‭ ‬كوقود‭. ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬صواريخ‭ ‬ثقيلة‭ ‬تستخدم‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة،‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬خزانات‭ ‬وقودها‭ ‬الفارغة‭ ‬لتقليل‭ ‬الوزن‭ ‬أثناء‭ ‬صعودها‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭. ‬ولصنع‭ ‬مركبات‭ ‬فضائية‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬استخدامها،‭ ‬يمكنها‭ ‬نقل‭ ‬السياح‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬مدار‭ ‬الأرض،‭ ‬تدعو‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬جديد‭. ‬وبهذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬تمتلك‭ ‬شركة‭ ‬الطيران‭ ‬البريطانية‭ ‬رياكشون‭ ‬إنجينز‭ ‬ليمتد‭ ‬Reaction Engines Ltd‭ (‬اختصارا‭: ‬الشركة‭ ‬REL‭) ‬جواباً‭ ‬مبتكرا‭.‬

يمكن‭ ‬للمحرك‭ ‬الصاروخي‭ ‬التآزري‭ ‬النافث‭ ‬للهواء‭ ‬Synergetic Air-Breathing Rocket Engine‭ (‬أو‭: ‬سيبر‭ ‬SABRE‭ ‬اختصارا‭) ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬كمحرك‭ ‬نفاث‭ ‬تقليدي‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬للأرض،‭ ‬وذلك‭ ‬باستخدام‭ ‬الأكسجين‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬لحرق‭ ‬وقوده‭ ‬من‭ ‬الهيدروجين‭ ‬السائل،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬محرك‭ ‬صاروخي‭ ‬عندما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬25‭ ‬كيلومترا،‭ ‬حيث‭ ‬يستخدم‭ ‬كمية‭ ‬ضئيلة‭ ‬من‭ ‬وقود‭ ‬الأكسجين‭ ‬السائل‭ ‬المخزّن‭ ‬على‭ ‬متنه‭. ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬تقليل‭ ‬حمولة‭ ‬الوقود‭ ‬بنسبة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬طنا‭ ‬فحسب،‭ ‬لكنه‭ ‬أيضا‭ ‬يلغي‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مراحل‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬خزانات‭ ‬الوقود‭ ‬الفارغة‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬الإطلاق،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬المحرك‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬نظم‭ ‬الإطلاق‭ ‬الممكن‭ ‬إعادة‭ ‬استخدامها‭.‬

لكن‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬رئيسية‭ ‬واحدة‭ ‬ينطوي‭ ‬عليها‭ ‬صنع‭ ‬محرك‭ ‬صاروخي‭ ‬نفاث‭ ‬ومصمم‭ ‬للانطلاق‭ ‬بخمسة‭ ‬أضعاف‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت؛‭ ‬فالهواء‭ ‬الذي‭ ‬يُشفطه‭ ‬من‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬السرعات‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يُضغط‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬الاحتراق؛‭ ‬مما‭ ‬يرفع‭ ‬درجة‭ ‬حرارته‭ ‬إلى‭ ‬1000‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬وهي‭ ‬كافية‭ ‬لصهر‭ ‬المكونات‭ ‬المعدنية‭ ‬للمحرك‭. ‬ولحل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬طوّرت‭ ‬الشركة‭ ‬REL‭ ‬نظاما‭ ‬للتبريد،‭ ‬والذي‭ ‬يقوم‭ ‬بتبريد‭ ‬الهواء‭ ‬الداخل‭ ‬إلى‭ ‬150‭- ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬جزء‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الثانية‭. ‬ويولِّد‭ ‬هذا‭ ‬مشكلة‭ ‬أخرى،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المنخفضة‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تجمّد‭ ‬الرطوبة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الهواء؛‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬انسداد‭ ‬المحرك‭. ‬لكن،‭ ‬قام‭ ‬الفريق‭ ‬أيضا‭ ‬بتطوير‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬لمنع‭ ‬تشكّل‭ ‬الصقيع‭ ‬بداخل‭ ‬المحرك‭.‬

الطائرة‭ ‬الفضائية‭ ‬سكايلون

صُمِّم‭ ‬المحرك‭ ‬“سيبر”‭ ‬لكي‭ ‬يزود‭ ‬بالطاقة‭ ‬السكايلون،‭ ‬وهي‭ ‬طائرة‭ ‬فضائية‭ ‬spaceplane‭ ‬مفاهيمية‭ ‬تنتجها‭ ‬شركة‭ ‬Reaction Engine Ltd،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬استخدامها‭. ‬برغم‭ ‬كونها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬التطوير،‭ ‬ستتمكن‭ ‬السكايلون‭ ‬من‭ ‬الإقلاع‭ ‬من‭ ‬مدرج‭ ‬معزّز‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬أضعاف‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭ ‬لتوصيل‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬طنا‭ ‬من‭ ‬البضائع‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭. ‬وبمجرد‭ ‬دخولها‭ ‬إلى‭ ‬المدار،‭ ‬ستطير‭ ‬بخمسة‭ ‬وعشرين‭ ‬ضعف‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬مجددا‭ ‬إلى‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬للأرض‭ ‬وتهبط‭ ‬على‭ ‬مدرج‭ ‬المطار‭. ‬وبتصميمها‭ ‬الحالي،‭ ‬ستتمكن‭ ‬الطائرة‭ ‬من‭ ‬حمل‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬راكبا‭ ‬الى‭ ‬ارتفاع‭ ‬300‭ ‬كيلومتر،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬طيار‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬الطائرة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى