يبحر البشر عبر محيطات الأرض منذ آلاف السنين، منذ الاكتشاف البسيط لأن سطح قطعة قماش يمكنه التقاط الريح ودفع جسم يطفو على الماء. صارت المحركات البحرية حاليا أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، مما قَصَر الإبحار التقليدي على صناعات الصيد المحلية والأنشطة الترفيهية. ولكن تطور أشرعة السفن حفّز تجوّل البشر عبر المحيطات، مما نتجت منه التجارة العالمية. فقد استفادت العديد من الثقافات القديمة من الإبحار، من سكان الجزر البولينيزية الذين اكتشفوا الجزر البدائية إلى قوارب الصيد الإغريقية. ويعود أقدم دليل مرئي على القوارب الشراعية إلى عام 5500 قبل الميلاد، والذي عُثر عليه مرسوماً على قرص من بلاد ما بين النهرين القديمة. وعندما عُرفت مزايا الإبحار بشكل أفضل بمرور الزمن، تغيرت مواد وتقنيات صنع القوارب وجرّب البشر وصولاً لإنتاج أكثر الأشرعة كفاءة.
مثّل اختراع المثالث (الشراع اللاتينيLateen ) أحدى أكبر المساهمات في الإبحار المبكر، وهو شراع مثلث الشكل يمتد من مقدمة السفينة إلى مؤخرتها. اكتشف البحارة أن وضع الأشرعة بزاوية 45 درجة يمكّنهم من الإبحار بعكس اتجاه الريح في نمط متعرج. وتعرف هذه التقنية بالدوران عكس الريح .Tacking
الترتيبات المختلفة للأشرعة والصواري
قد يختلف تصميم أشرعة السفينة اختلافاً كبيراً اعتماداً على مكان بناء السفينة وحجم السفينة والتغيرات المُجراة للمساعدة على الاستخدام المحدد للقارب. ومن الأنواع الرئيسية للأشرعة الأشرعة الطولانية Fore-and-aft rig والأشرعة المربعة. تترتب الأشرعة الطولانية على مدى طول السفينة، أما الأشرعة المربعة فتعبر عرض السفينة وتتعامد عليها. فقد صنعت سفن الأشرعة الطولانية تاريخياً للأطقم الصغيرة وخدمت غالباً مجتمعات الصيد والتجارة الساحلية. وتسمح هذه الأشرعة والصواري بإجراء تغييرات سريعة في الاتجاه وهي الخيار الأفضل للإبحار عبر الرياح المتقلبة بطول السواحل. أما السفن المربعة الأشرعة؛ فصمّمت للإبحار في عرض البحر. كانت هذه الأشرعة الكبيرة هي الأكثر فاعلية في الاستفادة من الرياح السائدة التي تهب على المحيطات عند الإبحار بالسفن التقليدية.
بقلم: إيلسا هارفي