مستعمرة لطيور البطريق في القطب الجنوبي تقلق العلماء
اكتشف العلماء نوعاً من بطاريق جنتو Gentoo penguins غير المعروفة سابقاً في واحدة من أقصى المناطق التي رُصدت فيها إلى الجنوب على الإطلاق. يعد الاكتشاف مدعاة إلى القلق من أن التغير المناخي يوسع نطاق معيشة هذه الأنواع التي تقطن المناطق المعتدلة وغير المحبة للجليد من البطاريق.
ليس هذا هو الاكتشاف الوحيد المثير للقلق. وإضافة إلى مستعمرة بطاريق جنتو )بيغوسيليس بابوا) ،Pygoscelis papua التي تضم 75 عشاً في جزيرة أندرسون ،Anderson Island شوهدت بطاريق جنتو أيضاً في أرخبيل غير مستكشف قبالة الطرف الشمالي لشبه الجزيرة القطبية الجنوبية. يُعد كلاهما من بين السجلات الأولى حتى الآن لتكاثر هذا النوع جنوباً على الجانب الشرقي من شبه الجزيرة القطبية الجنوبية. في السابق، كانت هذه المناطق جليدية أكثر من اللازم بالنسبة إلى البطاريق التي تفضل المناخ المعتدل، حيث يمكنها تربية فراخها. هذه البطاريق، وهي ثالث أكبر أنواع البطاريق الحية، تستوطن جزر شبه القارة القطبية الجنوبية الدافئة، مثل جزر فوكلاند Falkland Islands قبالة سواحل الأرجنتين. وعادة ما تعيش في مناطق خالية من الجليد، مثل الشواطئ الصخرية المسطحة والمنحدرات المنخفضة حيث يمكن أن تتجمع مستعمرات كبيرة منها.
أثناء رحلة استكشافية أخيرة، دعت منظمة السلام الأخضر Greenpeace علماء مستقلين على متن سفينة كاسحة الجليد إم في أركتيك صن رايز MV Arctic Sunrise للإبحار عبر بحر ويديل والمساعدة على إحصاء عدد البطاريق في القارة الجنوبية. قالت هيذر لينش Heather J. Lynch ، أستاذة علم البيئة والتطور من جامعة ستوني بروك في نيويورك: ”سيزودنا رسم خرائط لهذه الأرخبيلات النائية بفهم أفضل لكيفية استجابة البطاريق في المنطقة للتغير المناخي السريع. كما هو متوقع، نجد بطاريق جنتو في كل مكان نبحث فيه تقريباً – مما يوفر مزيداً من الأدلة على أن التغير المناخي يغير بشكل جذري مزيج الأنواع هنا في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية“.
حتى الآن، لم يُرصد سوى عش واحد لبطاريق جنتو في أقصى الجنوب. لا تهاجر بطاريق جنتو، ولذلك يجب أن تكون الظروف مثالية لها للبقاء في مكان واحد على مدار السنة. قالت لينش: ”إنها انتهازية جداً، ولذلك تستغل أي فرصة تسنح أمامها، وستستعمر الصخور مع انحسار الأنهار الجليدية. إنها المؤشر الذي نميل إلى استخدامه لمعرفة المدى الذي وصل إليه التغير المناخي فيما يتعلق بتحويل شبه الجزيرة القطبية الجنوبية إلى مناخ أشبه بالقطب الجنوبي أو إلى مناخ أكثر اعتدالاً“.
تتعرض العديد من البطاريق لتغيرات مستمرة بسبب التغير السريع في المناخ وزيادة الصيد الصناعي. فمثلاً، زاد فقدان الجليد في القارة القطبية الجنوبية ستة أضعاف أثناء العقود الثلاثة الماضية. أحد أكبر الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية، وهو نهر ثوايتس الجليدي Thwaites Glacier- المعروف أيضاً بـ”نهر يوم القيامة الجليدي“ Doomsday Glacier – يمكن أن ينهار في غضون بضع سنوات فقط، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر في معظم أنحاء العالم بأكثر من 65 سم. لمساعدة الحيوانات المحلية التي تكافح للعيش في القارة القطبية الجنوبية التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة، يدفع العلماء والمحافظون على البيئة نحو تخصيص ثلاث مناطق بحرية محمية جديدة حول القارة الجنوبية، بما في ذلك شرق القارة القطبية الجنوبية وشبه الجزيرة القطبية الجنوبية وبحر ويديل، والتي ستمتد على مساحة1.5 مليون ميل2.”قالت لويزا كاسون Louisa Casson من حملة حماية المحيطات التابعة لمنظمة غرين بيس، على الحكومات أن توافق على إبرام معاهدة عالمية جديدة للمحيطات لتوفير الحماية لما لا يقل عن %30 من محيطات العالم بحلول عام 2030- ويجب عليها أن تشرع في حماية مياه القطب الجنوبي“.