مـا الإنترنت؟
قد تبدو هذه الشبكة العملاقة أثيرية تقريباً. في معظم الحالات، نحن نتصل بها من دون أسلاك، ونرسل البيانات ونستقبلها كما لو أنها تأتي من فراغ. يمكننا تصفح صور القطط في منتصف حقل، وأن نبث الأفلام مباشرة من السحابة. ولكن على الرغم من هذا الشعور الخيالي، فإن العناصر الأساسية للإنترنت قوية جداً وحقيقية جداً. إنها في جوهرها شبكة مؤلفة من بلايين الأميال من الأسلاك المتصلة من طرف إلى طرف، وملايين الحواسيب.
يبدأ اتصالك بالإنترنت من المودم المثبت في منزلك، والذي يوصّل عبر سلك بمقبس في الحائط يتصل بصندوق خارجي. ويتصل هذا الصندوق عبر المزيد من الأسلاك بشبكة من الكبلات تحت الأرضية. يحوّلان معاً موجات الراديو إلى إشارات كهربائية إلى نبضات ألياف ضوئية والعكس.
في كل نقطة اتصال في الشبكة تحت الأرضية، توجد مربعات توصيل تسمى راوتر (المسيّرات) Routers، والتي تتمثل مهمتها بإيجاد أفضل طريقة لتمرير البيانات من حاسوبك إلى الحاسوب الذي تحاول الاتصال به. وتستخدم عناوينك IP لمعرفة أين يجب أن توجّه البيانات. شبكة الإنترنت هائلة، وتتغير بسرعة كبيرة، بحيث يستحيل على كل راوتر معرفة عنوان IP لكل حاسوب، لذلك يهتم كل جهاز بشبكته المحلية فقط. يحتفظ كل منها بدفتر عناوين يسمى جدول التسيير ،Routing table والذي يُظهر المسارات عبر الشبكة إلى معظم عناوين IP المحلية.
إذا وصلت رسالة إلى حاسوب لا يتعرف عليه المسيّر، فإنه يمررها إلى راوتر أعلى في الشبكة المحلية. وإذا لم يتعرف هذا الراوتر على عنوان IP بدوره، فإنه يمرره مرة أخرى. وفي النهاية، يصل إلى قمة الشبكة: أو العمود الفقري Backbone، وهو الطريق السريع للإنترنت. وتتمثل مهمته بتنظيم مرور البيانات حول العالم، عبر البر والبحر. تنتقل البيانات من عمود فقري إلى عمود فقري حتى تصل إلى أقرب شبكة من وجهتها النهائية. ومن ثمَّ تنتقل إلى أسفل عبر طبقات الراوترات المحلية وصولاً إلى الحاسوب الذي يحمل عنوان IP المطابق.
غالباً ما تكون هذه الوجهات النهائية عبارة عن مراكز للبيانات، وهي مبان مملوءة بأرفف متراصة من الحواسيب القوية تسمى الخوادم .Servers تحتوي الخوادم على كل شيء وتديره، من ملفك الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي إلى حساب بريدك الإلكتروني والبنك الذي تتعامل معه وصور عطلتك.
أنواع الكبلات
تنتقل معظم البيانات التي ترسلها وتتلقاها عبر الإنترنت عن طريق كبلات
هل تساءلت يوماً عن كيفية وصول بريد إلكتروني من الولايات المتحدة إلى ألمانيا؟ يكمن الجواب تحت البحر. تحت محيطات العالم، هناك أميال من الألياف البصرية المغمورة. تمتد الكبلات من ساحل إلى ساحل ومن القارات إلى الجزر، وتربط كل مكان -باستثناء القارة القطبية الجنوبية- في شبكة عنكبوتية عالمية حرفياً. وبعرض السجق تقريباً، يحتوي كل كبل على ألياف زجاجية تنقل البيانات كنبضات من الضوء. تُلف هذه الخيوط في طبقات من العزل وتُدفن تحت قاع البحر بواسطة سفن تحمل محاريث متخصصة. ويساعد هذا على حمايتها من كل شيء، من التآكل إلى عضات أسماك القرش.
