كيف تَشكَّل وادي مونيومنت
اشتهر وادي مونيومنت بفضل رعاة البقر في الغرب المتوحش، وله تاريخ رائع
بفضل تلال الحجر الرملي Sandstone المذهلة والمشاهد الطبيعية ذات اللون الأحمر الباهت، يبدو وادي مونيومنت Monument Valley مريخياً أكثر منه أرضياً. يشكل هذا السهل الصحراوي القديم جزءاً من هضبة كولورادو، الواقعة بين ولايتي يوتا وأريزونا الأمريكيتين.
على مر مئات السنين، كانت هذه المنطقة الطبيعية النائية تابعة لأمة النافاهو Navajo Nation، وهو إقليم للأمريكيين الأصليين. لكن تغيراً كبيراً حدث في ثلاثينات القرن العشرين، عندما صور المخرج جون فورد John Ford عديداً من أفلام الغرب الأمريكي باستخدام هذه المشاهد الصخرية المَهيبة كخلفية لأفلامه.
يعود تاريخ وادي مونيومنت نفسه إلى ملايين السنين. عندما جابت الديناصورات الأرض، شكَّل الوادي جزءاً من قاع بحر تراكمت فيه طبقات الرسوبيات بمرور الزمن. ثم رفعت القوى التكتونية قاع البحر بمقدار 1,500م فوق مستوى سطح البحر، مكونةً هضبة صحراوية مرتفعة.
بالتدريج، وعلى مدى ملايين السنين، شقت الأنهار والجداول المتعرجة طريقها إلى الشقوق الموجودة في الحجر الرملي. وقد اتسعت هذه الشقوق وتعمقت إلى أخاديد وأودية، مما أدى في نهاية المطاف إلى نحت البرية الشاسعة التي نراها حالياً. ويمنح أكسيد الحديد المكشوف بفعل سنوات من التجوية الحجر الرملي لونه الأحمر المميز.
لكن ربما كانت أكبر عوامل الجذب في وادي مونيومنت هي الشواهد الصخرية Buttes. لهذه الأبراج الخلابة من الحجر الرملي جوانب شبه عمودية شديدة الانحدار مع قمة مسطحة. كانت هذه فيما مضى جزءاً من الهضبة الرئيسة، ولكن مع نحت المياه والرياح والجليد للصخور المحيطة، قاومت الطبقة العليا القوية التآكل، مما حمى الطبقات الرخوة الضعيفة تحتها، وترك الأعمدة المعزولة سليمة.
في نهاية المطاف وقعت حتى التلال فريسة لقوى التعرية. مع نحت الصخور ببطء، صارت الشواهد الصخرية أبراجاً ضيقة. في وادي مونيومنت يتألف كل من شاهدي القفازات الصخريين Mitten Buttes الشرقي والغربي من برج رفيع بجانب عمود أثخن من الحجر الرملي، مما يمنحهما مظهر زوج عملاق من القفازات- ومن هنا جاءت التسمية.
هل كنت تعلم؟
يطلِق شعب نافاهو على وادي مونيومنت اسماً آخر، وهو تسي بي نزيسجاي Tsé Bii’ Ndzisgaii، وهو يعني “وادي الصخور”.
”عندما جابت الديناصورات الأرض، شكَّل الوادي جزءاً من قاع بحر تراكمت فيه طبقات الرسوبيات بمرور الزمن“
بقلم: شارلوت هارتلي