لماذا تنحسر الثلاجات الجليدية؟
اكتشف الكيفية التي تختفي بها بعض أكثر تضاريس الأرض المتجمدة إثارة للإعجاب
تتشكل الثلاجات الجليدية (الأنهار الجليدية) Glaciers في مناطق تساقط الثلوج، حيث تكون الظروف باردة بما يكفي للسماح ببقاء الثلوج حتى تتجمد إلى جليد. ويتباين حجمها وفق الظروف المناخية ومستويات تساقط الثلوج، وكثير منها من بقايا العصر الجليدي Ice age الأخير، عندما غطت القمم المتجمدة أكثر من %30 من جميع الأراضي.
والإشارة إليها كبقايا Remnants تعطي الانطباع بأن هذه المشاهد الطبيعية المتجمدة آخذة بالانخفاض. إذ تغطي هذه الكتل الجليدية السميكة حاليّاً 15 مليون كم2 من كوكبنا، ولكن مع استمرار الأنشطة البشرية في رفع درجات الحرارة العالمية، تتحول الثلاجات الجليدية إلى مياه بوتيرة أسرع مما يحدث طبيعيّاً.
ليس من غير المعتاد أن تتعرض الثلاجات الجليدية للذوبان طوال فترة حياتها، ولكنها تعمل من خلال وجود طبقة ثلجية مستمرة. إذا فقدت الجليد بوتيرة أسرع من تشكّل الثلوج الجديدة، تبدأ كتلتها بالتقلص وتبدأ الثلاجات الجليدية بالانحسار. ويحلل علماء الجليد Glaciologists نشاط الثلاجات الجليدية سنوياً. ويمكن لدراسة الثلاجات الجليدية الفردية أن تعرفهم أيُّها يتنامى، وأيُّها يحافظ على كتلته وأيُّها ينحسر. ومع ذلك تتسم المواقع المحددة بأنماطها الخاصة، وتعتمد حالة الثلاجة الجليدية بشدة على البيئة المحيطة به. إلى حدٍّ ما، يُعد انحسار الثلاجات الجليدية أمراً طبيعيّاً، وتتراوح أسباب ذلك من درجة الحرارة إلى التبخر إلى التعرية بفعل الرياح Wind Scouring.
وكثيراً ما تعتمد بنية هذه الهياكل على الموسم؛ مما يعني أن تعرضها لانخفاض طفيف في الصيف لا يدعو إلى القلق؛ لأن تساقط الثلوج في فصل الشتاء سيعوض أي كتلة مفقودة خلال الموسم. ويتطلب تحديدُ الأنماطِ العالمية للانحسار غير الطبيعي للأنهار الجليدية تحليلَ البياناتِ الطويلة المدى عبر مجموعة متنوعة من المواقع.