الكون فضاء شاسع لا يمكن للعقل البشري فهمه ببساطة. وتعتبر المسافة بين لندن ونيويورك مسافة كبيرة بالنسبة إلى كثيرين، ولكنها تتضاءل عند التفكير في أن الأمر يستغرق 2.5 مليون سنة للوصول إلى أقرب مجرة إلينا مع الطيران بسرعة الضوء. قضى علماء الفلك عقوداً في محاولة تحديد حجم وعمر الكون، وأقرب تقدير لحجم الكون المرصود هو 46 بليون سنة ضوئية.
وتلك هي المنطقة التي قد يراها الفلكيون، وهم في الواقع يعتقدون أنه قد يكون بضعف هذا الحجم. والطريقة التي تمكنوا بها من استنباط هذا الرقم تتمثل باستخدام منارات قياس المسافة الفلكية المعروفة بـ«الشموع القياسية» standard candles.
الفرضية بسيطة. بالطريقة نفسها التي تعرف بها درجة سطوع شمعة وأنت تمسك بها أمامك، ستبدو أبهت تدريجيّاً كلما ابتعدت عنك. وعن طريق قياس الفرق في السطوع الفعلي والمُدرك، يمكن تحديد المسافة بينك وبين الشمعة. ويطبق الفلكيون الأسلوب نفسه على الأجرام الفلكية، وفي هذا البحث، استخدمت مجموعة من النجوم المعروفة بالمتغيرات القيفاوية Cepheid variables التي دُرست لفترة طويلة باستخدام تلسكوبات مثل تلسكوب هابل الفضائي Hubble Space Telescope التابع لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، والتي ساهمت في استنتاج هذا الرقم المحيِّر للعقول.