هذا الشعور مألوف تماما: عادة ما يبدأ الشعور بتذمّر معدتك في وقت متأخر من الصباح عندما يكون الإفطار مجرد ذكرى، فيما وقت الغداء لا يزال يلوح كبارقة بعيدة في الأفق. إنه الجوع – وهو شعور يبدؤُه الهرمون المعروف بالغريلين Ghrelin. وبمجرد انتهاء جسمك من هضم واستخدام الطاقة من آخر وجبة تناولتها، تنخفض مستويات السكر والإنسولين في دمك. واستجابة لذلك، يُنتج الغريلين في الأمعاء وينقل إلى الدماغ، مما يبلغه بالحاجة إلى تناول الطعام. وبعد ذلك، يأمر الدماغ بإطلاق هرمون ثان يسمى الببتيد العصبي Y، الذي يقوم في الواقع بتحفيز الشهية. وبمجرد أن تستجيب للنداء وتتناول وجبة جيدة، تشرع معدتك في عملها المتمثل في الهضم. وتستشعر أعصاب المعدة التمدد في جدرانها، مما يبلغ دماغك بأنك قد شبعت. فهناك ثلاثة هرمونات أخرى يفرزها جهازك الهضمي أيضا، والتي تنقل رسائل إلى الدماغ: وهي الكوليسيستوكينين CCK، و GLP-1 و PYY. ويساعد الكوليسيستوكينين على تحسين الهضم عن طريق إبطاء معدل إفراغ الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، وكذلك تحفيز إنتاج الجزيئات التي تساعد على تكسير الطعام. ويبلغ هرمون GLP-1 البنكرياس بإفراز المزيد من الإنسولين، كما يقلل الشهية. وُيفرز الهرمون PYY في مجرى الدم من قبل الأمعاء الدقيقة بعد تناول الطعام. وهو يرتبط بمستقبلات في الدماغ ليجعلك تشعر بالشبع.
وبمجرد هضم جميع الطعام، ستنخفض مستويات السكر والإنسولين في الدم ويتم إنتاج الغريلين مرة أخرى، ومن ثم تستمر دورة الجوع.