القوارب الضيقة
اكتشف سبب تسمية هذه القوارب بهذا الاسم، وكيف عزّزت نمو الصناعة البريطانية
على الرغم من أن القوارب الضيقة غالبا ما تُشاهد حاليا وهي تجوب مياه الأنهار، فقد صممت خصيصا لكي تتمكن من التنقل عبر القنوات المحفورة في شبكة القنوات البريطانية.
تضم بعض القنوات مضايق لا يزيد عرضها عن بضعة أمتار، ومن ثمّ كانت السفن الوحيدة التي يمكنها عبورها هي، حرفيا، «القوارب الضيقة». ومع ذلك، فقد كان هذا التقييد يعني أصلا أن القوارب الضيقة العاملة لابد أن تكون طويلة حتى تتمكن من حمل عدة أطنان من البضائع. وكانت النتيجة هي الشكل الممدود المميز لها.
تفرض طريقة عمل القنوات قيودا على مقدار البضائع التي يمكن حملها عمليا على القوارب الضيقة. لا يمكن أن يكون القارب أطول من الحد الأقصى للطول الذي يمكنه المرور عبر بوابة الهويس، التي يجب إغلاقها للسماح للقارب بالتغلب على تغيرات الارتفاع.
بنيت القوارب الضيقة المبكرة من الخشب- البلوط أو الدردار عادة – وكانت تجرها الخيول. واستعيض عن الطاقة الحيوانية لاحقا بالمحركات البخارية ثم محركات الديزل. وسمح ظهور المحركات واستخدام مواد الصنع الأكثر احتمالا، مثل الحديد والصلب، للقارب الرئيسي بجرّ ما يسمى بالقارب «التابع». ضاعفت هذه القوارب الصورية كمية البضائع التي يمكن حملها في رحلة واحدة.
ولزيادة الحمولة التي يمكن للقارب حملها إلى الحد الأقصى، كانت مقصورة الطاقم محشورة في مساحة صغيرة في المؤخرة. كثيرا ما كان طول هذه القمرات يقل عن 3م، وكانت تستخدم أحيانا لإيواء أسرة كاملة. ولتوفير المساحة، استخدمت صناديق التخزين كمقاعد، ونام الركاب إما أن على أسرّة قابلة للطيّ أو في الخارج فوق البضائع. كانت الحرارة تولّد باستخدام موقد يعمل بالفحم أو فرن.
وفي الوقت الحاضر، يتمتع الأشخاص الذين يعيشون على القوارب الضيقة بترف النوم في قمرات واسعة، ويمكنهم التمتع بالعديد من وسائل الراحة الحديثة، بما في ذلك الكهرباء ومشاهدة الفضائيات.