إعادة التدوير الصخور
كيف تعرضت الصخور على كوكبنا للتجوية والتعرية والتحوّل مرارا وتكرارا
تغطي كوكبنا أنواع مختلفة من الصخور، من الجبال الشاهقة إلى الصهارة magma المذابة إلى حبات الرمال- والتي ترتبط جميعها بدورة الصخور. ويظهر هذا النموذج كيف يمكن للتصنيفات الرئيسية الثلاثة للصخور – الصخور النارية والرسوبية والمتحولة- أن تتحول من شكل إلى آخر بفعل القوى المختلفة التي تؤثر فيها. وتسبب الرياح والمطر والثلج والجليد تآكلا تدريجيا في الجبال والمنحدرات الصخرية، موفّرة المواد التي تنضغط في نهاية المطاف متحوّلة إلى صخور رسوبية. فالبنية الداخلية لكوكبنا نفسها أيضا تؤدي دورا مهما. أما الوشاح mantle – وهو المنطقة شبه المنصهرة التي يبلغ سُمكها 2900 كلم، والواقعة تحت القشرة الأرضية – فيوفر قدرا هائلا من الحرارة والضغط، مما يؤدي إلى دمج الصخور وتحويلها إلى شكل آخر. ويولد الجزء المركزي من الكوكب “اللّب” Core حرارة شديدة تذيب طبقة الوشاح السفلية وتحوّلها إلى صهارة. وعندما تبرد، تتحول هذه الصهارة إلى صخور بركانية، سواء على قشرة الأرض أم فوق السطح عندما تقذفها الثورات البركانية.
وتمثل دورة الصخور قصة للبعث وإعادة التدوير، فيوفر القديم المواد اللازمة لتكوّن الجديد. وتستغرق هذه الدورة الآلاف إن لم يكن الملايين من السنين، لكننا نستطيع الاطلاع على لمحات من العملية: فالأمواج المتكسرة على الصخور، وتحوّل مسار الثلاجات الجليدية، والثورات البركانية الهائلة توفر جميعها لمحات عن العمليات التي تحكم الجيولوجيا المتغيرة دوماً للأرض.