يمكن لبروتينات بطيئات المشية أن تبطئ الشيخوخة لدى البشر
بقلم: جنيفر ناليفسكي
يرجّح أن تكون البروتينات الموجودة في بطيئات المشية Tardigrades الضئيلة والشديدة الصلابة عنصراً رئيسياً في إبطاء عملية الشيخوخة لدى البشر. ولكن الأمر سيتطلب مزيداً من الأبحاث لإثبات أن هذه البروتينات هي ينبوع حقيقي للشباب. ففي الوقت الحالي، لا يمتلك الباحثون سوى تلميحات مبكرة من تجارب أطباق المختبر. تُعرف بطيئات المشية أيضاً بـ”دببة الماء“ Water bears، وهي مخلوقات شبه مجهرية ذات 8 أرجل معروفة بقدرتها الخارقة على تحمل الظروف القاسية، بما في ذلك تحمّل النقص الشديد في المياه، والبقاء على قيد الحياة في الفضاء الخارجي، والخروج سالمة بعد إطلاق النار عليها من بندقية. للبقاء على قيد الحياة في مثل هذه الظروف، تتحول بطيئات المشية إلى كرات مجففة وتخفض معدل تمثيلها الغذائي إلى ما يقارب الصفر.
في أعماق البحر التي تزيد على 4,700 متر
الثبات الحيوي هو ضرب من الحياة المعلقة Suspended animation التي يمكن فيها للكائنات الحية تحمّل التغيرات البيئية غير المواتية، مثل البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من دون ماء. أثبت العلماء الآن أن البروتينات التي تجعل الثبات الحيوي ممكناً في بطيئات المشية قد يكون لها تأثير مماثل في الخلايا البشرية.
يعتقد العلماء أنه يمكن تسخير هذا الاكتشاف لإتاحة العلاجات المنقذة للحياة للمرضى في الأماكن التي لا يتوفر فيها التبريد، وكذلك تحسين تخزين العلاجات المعتمدة على الخلايا. كتب الباحثون: ”توفر النتائج التي توصلنا إليها وسيلة لتطبيق التقنيات التي تركز على تحفيز الثبات الحيوي في الخلايا، وحتى الكائنات الحية بكاملها، لإبطاء الشيخوخة وتعزيز التخزين والاستقرار“. كما أن بحثهم قد يلقي الضوء على إبطاء عملية الشيخوخة.
وجد الباحثون أيضاً أنه يمكن عكس العملية بأسرها، بمعنى أنه يمكن إعادة ضبط عملية التمثيل الغذائي للخلايا إلى وضعها الطبيعي بعد التباطؤ. قال توماس بوثبي Thomas Boothby، الأستاذ المساعد في جامعة وايومنغ: ”عند تخفيف التوتر، يذوب هلام بطيئات المشية، وتستأنف الخلايا البشرية التمثيل الغذائي الطبيعي“. درس بوثبي وفريقه بطيئات المشية باستفاضة في مختبرهم. وفي العام الماضي، اكتشفوا أنه يمكن استخدام بروتينات بطيئات المشية لتثبيت دواء يستخدم لعلاج الهيموفيليا (نزف الدم) Haemophilia، وهو اضطراب نزفي.