ظهور طفح جلدي على رَجل بسبب ديدان تحت جلده
هناك أكثر من 15,000
نوع معروف من
الديدان الأسطوانية
نتج الطفح الجلدي الذي بدا أنه يتنقل عبر كامل جسم رجل عن زحف الديدان تحت جلده. كان الرجل الإسباني البالغ من العمر 64 سنة قد شخّص سابقاً بسرطان الرئة النقيلي Metastatic lung cancer واحتاج إلى دخول المستشفى بسبب انتشار السرطان إلى عموده الفقري وضغطه على الحبل الشوكي. خلال وجوده في المستشفى، أعطاه الأطباء جرعة عالية من القشرانيات السكرية .Glucocorticoids وهي فئة من الستيرويدات المقاومة للالتهاب وتُستخدم أحياناً في مرضى السرطان للمساعدة في تخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي وللمساعدة في علاج بعض أنواع السرطان.
بعد 4 أيام من تلقي القشرانيات السكرية، أصيب الرجل بطفح جلدي على شكل خطوط حمراء مموجة في جميع أنحاء جسده، إلى جانب إسهال خفيف. كان براز الرجل إيجابياً لنوع من الديدان الأسطوانية تسمى الأسطوانية البرازية (سترونغيلويدس ستيركوراليس Strongyloides stercoralis). توجد هذه الدودة المستديرة في معظم أنحاء العالم، ولكنها أكثر شيوعاً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية والمناطق الدافئة المعتدلة. تعيش يرقات الأسطوانية البرازية في التربة، لذلك عادة ما يصاب الناس بعدواها عن طريق ملامسة التربة الملوثة، لكنهم قد يصابوا أيضاً بالعدوى عن طريق ملامسة الفضلات البشرية أو مياه الصرف الصحي. من غير الواضح كيف أصيب الرجل بالعدوى، لكنه كان يعمل في إدارة الصرف الصحي. عندما تتلامس اليرقات مع جلد الإنسان، يمكنها اختراقه والهجرة عبر الجسم إلى الأمعاء الدقيقة، حيث تحفر وتضع بيضها، ومن ثم يفقس البيض داخل الأمعاء.
تُطرح معظم اليرقات في البراز، لكن يمكن لبعضها أن يُعيد إصابة المضيف بالعدوى من خلال عملية تُعرف بالعدوى الذاتية .Autoinfection لا تظهر أعراض على معظم مصابي الأسطوانية البرازية، على الرغم من أن البعض قد تظهر عليهم أعراض غير محددة مثل آلام البطن أو الغثيان أو الإسهال أو الإمساك، إضافة إلى الطفح الجلدي في موضع دخول الدودة إلى الجلد. لكن العدوى قد تكون مهددة للحياة لدى الأشخاص الذين يتناولون الأدوية الستيرويدية التي تثبط جهاز المناعة. أدى علاج الرجل بالقشرانيات السكرية إلى إصابته بهذا النوع الخطير من العدوى، والمعروف باسم متلازمة فرط العدوى.Hyperinfection syndrome في هذا النوع، تتسارع دورة حياة الدودة، مما يؤدي إلى وجود عدد أكبر من الديدان في الجسم مقارنة بالحالة العادية. قد تؤدي متلازمة فرط العدوى أيضاً إلى انتشار الديدان إلى الرئتين والكبد والدماغ والقلب والمسالك البولية. ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة فيما يصل إلى %80 من الحالات لأن التشخيص غالباً ما يتأخر. لحسن الحظ، تلقى الرجل علاجاً سريعاً باستخدام عقار إيفرمكتين Ivermectin المضاد للطفيليات فشفي.