القطط مقابل الكلاب
مقارنة بين الصفات النفسية والبيولوجية لأكثر الحيوانات الأليفة شيوعاً في العالم
يمكن لنحو 15 دقيقة
من ملاعبة كلبك أن
تخفض ضغط الدم
بنسبة 10%.
ينتمي رفقاء البشر من الكلاب وأصدقاؤهم من القطط إلى رتبة من الحيوانات تسمى اللواحم Carnivora. وينحدر كلاهما من نسل الثدييات الأولى التي عاشت في أواخر عصر الباليوسين Paleocene epoch، والتي اقتاتت بلحوم الحيوانات الأخرى. قبل ما بين 65 و35 مليون سنة خلت، تجولت مجموعة من الحيوانات التي تشبه ابن عرس ،Weasel والمعروفة بالمياسيدات Miacis، عبر أشجار الغابات القديمة في أرجاء أوراسيا وأمريكا الشمالية. وكانت هذه الثدييات ذات الفراء كائنات شجرية Arboreal، مما يعني أنها كانت تمضي وقتها في الصيد بين النباتات المورقة في غابات عصر الباليوسين. على الرغم من أن المياسيدات كنت واحدة من أقدم الثدييات اللاحمة على وجه الأرض، إلا أنها لم تكن أكثرها شراسة بأي حال من الأحوال.
”بعد انقراض الديناصورات قبل نحو 66 مليون سنة، صعدت اثنتان من الثدييات الصيادة إلى قمة السلسلة الغذائية“
بعد انقراض الديناصورات قبل نحو 66 مليون سنة، صعد اثنان من الثدييات الصيادة إلى قمة السلسلة الغذائية: مفترسات تشبه الذئب تسمى السيرودونتات Creodonts وأسلاف الثدييات البحرية ذات الحوافر المعروفة بالميزنيقيات Mesonychids. تعرض كل من هذين المفترسين المهيمنين Apex predators للانقراض بسبب تداخل الموارد والتنافس مع الحيوانات اللاحمة الأخرى. من ناحية أخرى، أسست المياسيدات سلالة من الثدييات التي أدت إلى تطور المفترسات الكثيرة النسل في العالم المعاصر، مثل الأسود والنمور والدببة. قبل نحو 43 مليون سنة، تباعد سليل المياسيدات اللاحم إلى مسارين متميزين- كلبيات الشكل Caniformia ”الشبيهة بالكلاب“ وسنوريات الشكل Feliformia ”الشبيهة بالقطط“. على مدى ملايين السنين، تطورت هذه الحيوانات إلى أنواع القطط والكلاب التي نراها حالياً، بما في ذلك القطط والكلاب الأليفة.
يمكن للكلب العادي
أن يتعلم 165 كلمة
من ناحية أخرى، أقامت القطط صداقات مع البشر قبل نحو 10,000 سنة. يعتقد منذ فترة طويلة أن قدماء المصريين كانوا أول من روَّض القطط البرية وربوها كحيوانات أليفة. صورت القطط بالهيروغليفية كمخلوقات سحرية وحنّطت مع أصحابها من البشر، كما أدت القطط دوراً مهماً في حياة من عاشوا قبل 3,600 سنة.
لكن هذه ليست المرة الأولى التي تعايشت فيها القطط مع البشر. فحص باحثون الحمض النووي DNA لأسلاف القطط البرية الشائعة (فيليس سيلفستري Felis silvestri) وتتبعوا أصولها إلى أول المستوطنات البشرية في الشرق الأوسط، في المنطقة المعروفة بالهلال الخصيب Fertile Crescent والتي يشار إليها أيضاً بمهد الحضارة. فلا يزال من غير الواضح بالضبط لماذا وجدت القطط طريقها إلى حياتنا، لكن بعض أدلة الحمض النووي DNA تشير إلى أنها قد استأنست نفسها ذاتياً. يرجح أن يكون المزارعون القدامى قد تركوا القطط تعيش حولهم بسبب اصطيادها للقوارض المزعجة.
خصمان منذ ما قبل التاريخ
لطالما تنافست القطط والكلاب معاً. في عام 2015، حلّل باحثون من جامعات غوتنبرغ University of Gothenburg في السويد وساو باولو University of São Paulo في البرازيل ولوزان University of Lausanne في سويسرا أكثر من 2,000 أحفورة واكتشفوا أن قطط ما قبل التاريخ ساهمت في انقراض ما يصل إلى 40 نوعاً مختلفاً من الفصيلة الكلبية. منذ نحو 22 مليون سنة، عندما بلغ تنوع الكلاب ذروته في أمريكا الشمالية، اكتشف الباحثون الأسباب النمطية للانقراض، مثل التغير المناخي، التي كانت مميتة بالنسبة إلى الكلاب فيما قبل التاريخ بقدر التنافس نفسه من القطط الواسعة الحيلة. خلص البحث إلى أن أشباه القطط فيما قبل التاريخ كانت على الأرجح مفترسات أكثر كفاءة وتفوقت على العديد من أنواع الكلاب في الحصول على الطعام.
تطورت معظم سلالات الكلاب التي نعرفها حاليا في آخر 150 سنة، لكن أقدم سلالة الكلاب المستأنسة هي السلوقي Saluki. يعود تاريخ الرفات المحنطة لهذه الكلاب النحيلة التي عُثر عليها في مصر إلى عام 329 قبل الميلاد. وكذلك عُثر في العراق على منحوتات تشبه السلوقي يعود تاريخها إلى 7,000 سنة قبل الميلاد. في الوقت الحاضر، هناك نحو 340 سلالة متميزة من الكلاب و42 سلالة من القطط. يشير العلماء أن الفترات الطويلة من الاستيلاد الانتقائي لكل من الصفات الوظيفية والجمالية، مثل مهارات الرعي والصيد، وكذلك لون الفراء وحجمه، أدت إلى ظهور الكلاب المعاصرة. أما القطط؛ فخضعت لقدر أقل من الاستيلاد الانتقائي لقدراتها، وتظل متشابهة نسبياً في المظهر بالنسبة إلى بعضها بعضا عند مقارنتها بسلالات الكلاب. على الرغم من الطيف الواسع لسلالات الكلاب، فإن حمضها النووي DNA يختلف بنسبة %1 فقط عن السلالات الأخرى في المتوسط، في حين يتباين الحمض النووي DNA للقطط بنسبة تصل إلى .%4
سلف مشترك
المياسيدات هي الأسلاف مما قبل التاريخ لكل من القطط والكلاب
1 المخالب CLAWS
امتلكت المياسيدات كفوفاً بها 5 مخالب لتسلق الأشجار والاشتباك مع الفرائس.
2 لواحم CARNIVORES
يرجّح أن هذه المفترسات فيما قبل التاريخ كانت تصطاد وتتغذى بالزواحف والطيور والحشرات والثدييات الصغيرة الأخرى.
3 مفترسات صغيرة SMALL PREDATORS
أظهرت المياسيدات مجموعة متنوعة من أحجام الجسم، كما تراوح وزنها بين 1-7 كغم.
4 قدم متكيفة ADAPTED FEET
كمخلوقات شجرية، كانت أقدامها الخلفية قادرة على الالتفاف إلى الخلف للإمساك بالأشجار.
5 ذيل مسّاك PREHENSILE TAIL
مثل العديد من الحيوانات التي تعيش على الأشجار، كانت للمياسيدات ذيول يمكنها التعلق بالأغصان.
”تقضي القطط في النوم ما يصل إلى 16 ساعة يومياً، في حين تكون الكلاب أكثر نشاطاً بقليل، فتحتاج إلى ما يصل إلى 14 ساعة من النوم“
إلى جانب الاختلافات الجسدية الواضحة بينهما، لا يوجد الكثير من القواسم المشتركة بينهما، باستثناء كونهما رفيقين رائعين. أحد الاختلافات الرئيسية بين القطط والكلاب هو سلوكها. بصفتها حيوانات محبة للنوم، تقضي كل من القطط والكلاب وقتاً طويلاً في النوم. في المتوسط، تقضي القطط في النوم ما يصل إلى 16 ساعة يومياً، في حين تكون الكلاب أكثر نشاطاً بقليل، فتحتاج إلى ما يصل إلى 14 ساعة من النوم. كثيراً ما يُنظر إلى القطط على أنها حيوانات ليلية Nocturnal، في حين أنها في الحقيقة شفقية Crepuscular، مما يعني أنها تكون أكثر نشاطاً خلال الفجر والغسق. يُعتقد أن هذا التفضيل للضوء الخافت يرتبط بتكيفها السلوكي مع الانقضاض على فرائسها أثناء الشفق. على النقيض من ذلك، تقضي الكلاب ما يصل إلى %80 من وقتها نائمة ليلاً، وهو ما يُعرف بالنوم النهاري .Diurnal sleeping
لكلا الحيوانين أيضاً متطلبات غذائية مختلفة. تحتاج القطط إلى مصادر أعلى لبروتينات اللحوم وفيتامين A من تلك الموجودة في طعام للكلاب. يرجع هذا في الغالب إلى أن القطط لا يمكنها إنتاج أحماض أمينية مهمة، مثل التورين Taurine، ومن ثمَّ يتعين عليها أن تحصل عليها مباشرة من طعامها. يمكن للكلاب إنتاج هذه البروتينات في أجسادها، ومن ثمّ تستمتع بنظام غذائي أوسع.
”يقتتلان كالقطط والكلاب“ عبارة كثيراً ما يتم الالتفاف حولها لوصف الصراع، لكن فكرة العداوة المميتة بين هذه الحيوانات الأليفة ليست صحيحة تماماً. وعندما يرى الكلب حيوانات صغيرة ذات فراء تهرب بسرعة منه، فإن غريزة المفترس الكامنة لديه تبدأ بالعمل. وبالطريقة نفسها التي قد يستجيب بها لرؤية فأر أو أرنب، تتمثل استجابته الغريزية في مطاردته. عادة ما تستجيب القطط بطريقة دفاعية ويرجح أن تهاجم كلباً يقترب منها. وبالمثل، فإن الاختلاف في أساليب الترحيب بينهما قد يسبب بعض التوتر. بينما تحب الكلاب الانخراط قليلاً في شم مؤخراتها للتعريف بنفسها، تحيي القطط بعضها بعضا بحكّ أنوفها معاً. يمكن أن يؤدي سوء الفهم هذا إلى التشاجر بين الحيوانين من وقت لآخر. لكن بالمخالطة، وخاصة عندما تتعايش القطط والكلاب، يمكن للاثنين بناء صداقات تدوم مدى الحياة.
5 علامات على أن كلبك يحبك
1 هزّ الذيل TAIL WAGGING
تُظهر حركة ذيل الكلب مشاعره الحالية. ويمثل هزّ الذيل – في حركة دائرية أحياناً – والوجه المبتسم علامتين جيدتين على أن جروك سعيد برؤيتك.
2 اللعق LICKING
على غرار الطريقة التي كانت أسلافها من الذئاب تلعق بها أمهاتها طلباً للاهتمام والطعام، فإذا كان الكلب يحبك، فإن لعق يدك قد يشير إلى أنه يريد لفت انتباهك.
3 العناق CUDDLING
عندما يقفز الكلب القفز على الأريكة لعناق سريع، فهذا مؤشر جيد على أنه يستمتع بصحبتك.
4 الاتباع FOLLOWING
بمرور الوقت، تربط الكلاب أصحابها بأمور مثل الطعام واللعب، والتي تسبب إفراز هرمون السعادة المعروف بالأوكسيتوسين Oxytocin. يتبع الكلب مالكه علّه يحصل على جرعة أخرى من الأوكسيتوسين في الطريق.
5 التواصل بالعينين EYE CONTACT
لا تبدأ الكلاب بالتواصل البصري عادة. لكن عندما يقرر الكلب أن ينظر إليك بعينين ودودتين وهادئتين، فإنه يحاول تكوين رابطة معك.
براغيث متميزة
إلى جانب العديد من الاختلافات الجسدية والسلوكية، تمتلك القطط والكلاب أيضاً أنواعاً خاصة بها من البراغيث: براغيث القطط (كتينوسيفاليديس فيليس Ctenocephalides felis) وبراغيث الكلاب (كتينوسيفاليديس كانيسCtenocephalides canis ). للوهلة الأولى، قد تظن مخطئاً أن جميع الطفيليات التي تقفز عبر فراء حيوانك الأليف هي نفسها. فهناك اختلافات تشريحية طفيفة بين هذه البراغيث، فلبراغيث الكلب رأس أكثر استدارة وبنية أقرب شبهاً بالشعر تسمى الهُلُب .Setaeبراغيث القطط أكثر شيوعاً من براغيث الكلاب. وعلى الرغم من تسميتها على اسم مضيفيه من القطط، تتطفل براغيث القطط على مجموعة كبيرة من الأنواع، في حين يقتصر برغوث الكلب على الكلاب فقط.
تنوع الكلاب
ظاهرياً، تختلف سلالات الكلاب بدرجة كبيرة عن نظيراتها من القطط. فمثلاً، تزيد أكبر سلالات الكلاب في العالم بنحو 40 مرة على أصغر سلالات الكلاب. ولكن عندما تتعمق في الحمض النووي DNA لأصدقائنا من الكلاب والقطط، ستجد بعض الاختلافات المثيرة للاهتمام. على الرغم من كل ألوان وأشكال وأحجام الأذنين المرنتين والذيل الطويل والفراء الأزغب، هناك اختلافات طفيفة في الحمض النووي DNA بين سلالات الكلاب المختلفة عبر العالم. وفي الوقت هذا، فإن متوسط الاختلاف في الحمض النووي DNA للقطط يزيد قليلاً بين العدد الأقل من سلالات القطط. من بين نحو 19,000 جين لدى الكلاب، تؤدي الاختلافات في 14 منها فقط إلى الاختلافات العديدة في مظهرها.
جنبا إلى جنب مع ظاهرة تسمى متلازمة الاستئناس Domestication syndrome، حيث يتغير المظهر الجسدي للحيوان استجابة للترويض عبر الأجيال Generational tameness، غيرت آلاف السنين من التكاثر الانتقائي Selective breedings توليفات الحمض النووي DNA لدى الكلاب لإنشاء مئات السلالات التي نراها حالياً. ومن الناحية الأخرى، لم تتعرض القطط لتكاثر انتقائي بمستوى الكلاب نفسه، على الرغم من أنه لا يزال هناك متسع من الوقت. على مدى القرن المقبل أو نحوه، قد تكون القطط ذات الأذنين المرنتين والقطط ذات الشعر المجعد والقطط العتابية Tabbies الطويلة هي القاعدة.
تعرفوا على عالمة وراثيات الحيوانات الأليفة
تلقي مديرة أبحاث علم الوراثة في نادي تربية الكلاب، الدكتورة جوانا إلسكا ،Joanna Ilskaبعض الضوء على كيفية التعرف على سلالات الكلاب
كيف يمكن التعرف على سلالة الكلاب الجديدة؟
السلالة Breed هي مجموعة (جمهرة Population) من الكلاب ذات الخصائص التي يمكن ملاحظتها وتوريثها بوضوح، والتي تحققت عن طريق التوالد الانتقائي Selective breeding على مدى فترة من الزمن. توثّق السلالة عن طريق سجلات النسب Pedigrees، التي تتبّع أسلاف الكلاب الفردية.
لا توجد معايير وراثية بعينها تحدد ما إن كان يمكن وصف جمهرة ما على أنها سلالة. فمن منظور علم الوراثة، السلالة هي ببساطة جمهرة من الأفراد، مع جميع المتغيرات الجينية التي يمتلكونها. وتتطور المتغيرات الجينية في جمهرة سكانية بعينها بمرور الزمن، حيث تُفقد بعض الخصائص عن طريق الاختيار أو الصدفة العشوائية، في حين تُضاف خصائص جديدة عن طريق حدوث طفرات جديدة. على هذا النحو، فمن المرجح تماماً أن تكون جمهرة السلالة التي نراها حالياً مختلفة وراثياً عن جمهرة السلالة نفسها التي عاشت منذ عدة أجيال. وإضافة إلى ذلك، قد تبدأ جمهرات السلالات المنفصلة، جغرافياً أو وظيفياً، بالتباعد وراثياً مع الاحتفاظ بالخصائص نفسها الملحوظة للسلالة.
لماذا يوجد الكثير من سلالات الكلاب المتميزة؟
الكلاب اجتماعية جداً، ولديها غرائز متطورة جداً للتعاون مع أفراد جماعتها. شكّل هذا أرضاً خصبة لانتقاء مجموعة كبيرة من السمات المختلفة، حيث تشكلت الغرائز الطبيعية التي ورثتها الكلاب من أسلافها البرية وصيغت لتنفيذ وظائف محددة تفيد البشر خلال عملية الاستئناس. بمرور الزمن، صارت هذه الوظائف أكثر تخصصاً، مما أفرز مجموعة من السمات السلوكية والجسدية الفريدة للكلاب التي تؤدي هذه الوظائف – بداية من كلاب الهسكي السيبيرية Siberian Huskies القوية والرياضية جداً والمقاومة للبرودة التي تجر الزلاجات في القطب الشمالي إلى كلاب الدشهُوند الألمانية Dachshunds قصيرة الأرجل التي تصطاد حيوانات الغرير Badgers في جحورها.
كان استئناس القطط أكثر محدودية – لا تزال تحتفظ بالعديد من خصائصها ”البرية“ كما تظل قادرة تماماً على البقاء في البرية. القطط أقل اجتماعية من الكلاب أو الذئاب، ولا تمتلك الميل نفسه إلى التعاون. وعلى هذا النحو، تعايش البشر الأوائل مع القطط واستفادوا من رغبتها الطبيعية في اصطياد القوارض. في حين أن السلالات الرسمية – التي تتبع معايير التكاثر وسلالات النسب في كل من الكلاب والقطط – هي ظاهرة حديثة إلى حد ما، فقد طوّرت سلالات الكلاب من جمهرات موجودة بالفعل ومتخصصة بأدوار محددة. ومن الناحية الأخرى، مع استثناءات قليلة، فقد طوّرت سلالات القطط بشكل أساسي من أجل القيمة الجمالية.
كم من الوقت يستغرق ظهور سلالة جديدة من الكلاب؟
تاريخياً، نشأت معظم السلالات على مدى فترات طويلة من الزمن، حيث صارت الكلاب تدريجياً أكثر تجانساً حيث كانت الكلاب الأفضل أداءً تُختار لإنجاب الأجيال اللاحقة. في الوقت الحاضر، تسمح معرفتنا بعلم الوراثة بإحراز تقدم أسرع بكثير، مع اختيار أدق لأفضل الأفراد، فضلاً عن سهولة الوصول إلى كلاب التوالد من معظم أنحاء العالم. ولكن الوقت المحدد اللازم لإنشاء سلالة جديدة يتفاوت اعتماداً على عدد من العوامل.
أولاً، تعتمد السرعة التي يمكن بها تحقيق التجانس Uniformity على عدد ونوع السمات التي تميز هذه السلالة الجديدة. فكلما قل عدد الصفات وكلما كانت بنيتها الجينية أبسط – أي عدد الجينات المكتنفة وطريقة توريثها – كان من الأسهل توالد جمهرة متسقة. ثانياً، كلما زاد تنوع الكلاب المستخدمة كذرية مؤسِّسة Founding stock للسلالة الجديدة، زاد عدد الأجيال اللازمة قبل أن يتسق أحفادها. ثالثاً، يجب أن يكون هناك توازن بين كثافة الانتقاء وبين التوالد الداخلي Inbreeding. وتزيد كثافة الانتقاء العالية من السرعة التي يمكن بها تحقيق التجانس، ولكنها تحمل معها أيضاً مستويات أعلى من التوالد الداخلي، مما قد يقلل من صحة السلالة ولياقتها.
