بذاكرة عضلية أقوى للتحكم في الأوتار باليد اليسرى.
عندما تنتقل من أحد جوانب الغرفة إلى جانب آخر، ما مقدار تحليلك لهذا الفعل؟ بالنسبة إلى معظم الناس، فإن سلسلة الحركات العضلية التي تمكنهم من التجول يومياً هي تلقائية. ولكن عندما يولد الأطفال، فإن أدمغتهم لم تكن قد شكلت الرابط العصبي مع عضلات المشي لديهم من أجل الوقوف والتوازن. عن طريق التجربة والخطأ، يبدؤون بإتقان السير على قدمين. في النهاية، عندما يكتشفون الحركات المطلوبة للمشي، تتشكل المسارات العصبية بالكامل. من هذه النقطة فصاعداً، يصير المشي حركة طبيعية تتطلب القليل من التفكير الواعي.
هل سبق لك أن تعلمت ركوب الدراجة أو العزف على آلة موسيقية أو إتقان رياضة على مدار عدة سنوات؟ الآن بعد أن اكتسبت هذه المهارات، من غير المرجح أن تتلاشى فجأة. فمثلاً، ربما لم تكن قد ركبت دراجة لعدة سنوات، لكنك ستظل قادراً على ركوبها والتحكم فيها من دون دروس أو إرشادات إضافية. فعلى الرغم من تسميتها بذاكرة العضلات Muscle memory، فإن الجزء المسؤول عن الاحتفاظ بهذه المهارات هو الدماغ. وترسل منطقة من الدماغ تسمى القشرة الحركية Motor cortex إشارات إلى العضلات اللازمة لكل مهارة، مع تعليمات دقيقة لتنفيذ الحركات الجسدية بدقة. وكلما زاد عدد هذه الإشارات التي توصل عبر الخلايا العصبية المرسلة
التي تسمى العصبونات Neurons، صار كل فعل ناتج أكثر سلاسة. عند تخزينها في ذاكرتك الطويلة الأمد، تُستدعى الذكريات المرتكزة على المهارات مثل ركوب الدراجة بمجرد جلوسك على السرج.
دقة الرياضيين
إذا شاهدت رياضياً محترفاً في منتصف مباراة لكرة قدم أو تابعته وهو يثب فوق عارضة القفز العالي، فقد تبدو سهولة تنفيذه للحركات مذهلة. فهذه ليست قوى خارقة، لكنه نتاج ذاكرة عضلية متقنة. نظراً لجداول تدريباتهم التي لا هوادة فيها، فإن العضلات التي يحتاجون إليها للتحكم في مراوغة الكرة أو تقويس أجسادهم بخبرة على العقبات في ألعاب القوى تكون شبه مُبرمجة مسبقاً. إن الروابط العصبية القوية التي أنشأوها لربط أذهانهم ببقية أجسادهم تعني أنه في حين يركز الدماغ على تكتيكات المنافسة، يمكن للجسم أداء الحركات المعقدة دون تفكير واعٍ. فمن الفوائد الإضافية لذاكرة العضلات لدى الرياضيين المحترفين أنها تمكنهم من أخذ فترات راحة من الرياضة. على الرغم من أنهم قد يفقدون لياقتهم البدنية خلال أشهر خارج الموسم، فبعد فترة قصيرة من العودة إلى التدريبات، يمكن أن تعود عضلاتهم إلى العمل الذي كانت قد تدربت عليه سابقاً.
5 تكتيكات يمكنك تجربتها لذاكرة العضلات
1 أعطِ الأولوية للممارسة
مارس رياضتك أو مهارتك الجديدة في جلسات تدريبية منتظمة وقصيرة. كلما تعرض دماغك للأنماط العضلية، كان أسرع في تذكرها وإتقانها.
2 تجنب العادات السيئة
يمكن أن تنشأ ذاكرة عضلية من أي حركة. تأكد من عدم التقاطك لعادات سيئة وإلا فسيتمسك عقلك بهذه العادات وستنفذ هذه الأساليب بشكل طبيعي.
3 تجزئة المهارات
يمكن أن تنطوي المهارات المختلفة على سلسلة من الحركات المعقدة. ركّز على كل عنصر من عناصر الحركة أولاً لتسهيل دمجها بشكل صحيح.
4 غيّر البيئة
عند التدريب في المكان أو البيئة نفسها، يمكنك تقييد ذاكرتك العضلية. للتأكد من أن عضلاتك تعمل بشكل صحيح في السيناريوهات المختلفة، لا تجعل كل جلسة تدريب متطابقة.
5 خذ وقتك
لا أحد يصير خبيراً بين عشية وضحاها. تعتمد ذاكرة العضلات على الاتساق والتكرار على المدى الطويل.
بقلم: إيلسا هارفي
