تنبت كل شعرة في جسم الإنسان من مرساة خلوية تمتد إلى عمق أدمة الجلد، وتسمى البصيلة. بصيلات الشعر Hair follicles هي مصانع شعر الجسم، فتجمع معظم المكونات معاً لنمو الشعر واستبداله بمجرد انتهاء دورته الطبيعية وسقوطه كل 2 إلى 3 سنوات. بمرور الوقت، قد تتلف بصيلات الشعر أو تتوقف عن العمل مما يؤدي إلى تساقط الشعر الذي يحدث عادة في الرأس. أحد أكثر أسباب تساقط الشعر شيوعاً، خاصة عند الرجال، هو الصلع الوراثي، المعروف أيضاً باسم الصلع المنظم Pattern baldness . لكن في عام ،1952 أحدث طبيب الأمراض الجلدية الأمريكي الدكتور نورمان أورينتريتش Norman Orentreich ثورة في طريقة لمحاربة الصلع النمطي عندما أجرى أول جراحة لزرع الشعر. زرع الشعر Hair transplantation هو إجراء جراحي يأخذ بصيلات صحية من جزء من فروة الرأس ويزرعها في جزء آخر حيث لم يعُد الشعر ينمو فيه.
هناك نوعان من جراحات زرع الشعر المستخدمة عادة. الأول يسمى زرع الوحدات الجريبية Follicular Unit Transplantation (اختصاراً: زرع FUT). تُعرف تقنية الزرع هذه أيضاً باسم طريقة الشريط، وتتضمن زرع شريط رقيق من الجلد من مؤخرة الرأس، والذي يحمل آلاف الشعرات. بعد ذلك، يشرّح الشريط إلى وحدات جريبية أصغر تحتوي على ما بين شعرة واحدة و4 شعيرات. تزرع هذه الوحدات في جرح صغير يُحدث في فروة الرأس في المكان المطلوب، في حين يُخاط موقع جني الشريط لإغلاقه. يُطلق على الشكل الثاني من جراحات الزرع اسم استخراج الوحدات الجريبية Follicular Unit Extraction (اختصاراً: استخراج FUE). يتضمن هذا الإجراء جني وحدات جريبية فردية باستخدام مستخرج الخصلات ،Punch extractor وهو جهاز يشبه المثقاب ينفذ عمليات الاستخراج الدائري. تُزرع كل شعرة في واحد من آلاف الشقوق الصغيرة التي تُصنع في فروة الرأس. بمجرد زرع الشرع، يتسم أول أسبوعين بعد الجراحة بأهمية حيوية لأن بصيلات الشعر لا تكون ملتصق بفروة الرأس بالكامل. بعد بضعة أسابيع، غالباً ما يتساقط الشعر المزروع ثم يبدأ ينمو مرة أخرى. بعد مرور 6 أشهر، يبدأ الشعر الجديد في الظهور، وبعد 18 شهراً، تكون النتائج الكاملة للجراحة مرئية.
زراعة شعر الجسم
عادة ما تستخدم جراحات زرع الشعر بصيلات شعر سليمة من متبرع، تؤخذ من موضع ما على رأس المريض. لكن هذا ليس دائماً الخيار الأكثر جدوى، فمثلاً: في المرضى الذين يعانون الثعلبة الذكرية الشكل Androgenetic alopecia المتقدم، أظهرت الدراسات أن الشعر المأخوذ من مناطق بديلة من الجسم قد يكون مصدراً بديلاً للتبرع. معظم الشعر الذي يغطي جسم الإنسان يكون ناعماً وقصيراً- يُعرف بالشعر الزغبي -Vellus hair في حين يُعرف الشعر الموجود في اللحية والجذع والأطراف والعانة بالشعر الانتهائي Terminal hairs وقد أظهر بعض النتائج الناجحة في زرع الشعر. يكون طور التنامي Anagen (النمو) لشعر الجسم الانتهائي أقصر بكثير من شعر فروة الرأس، ومن ثمَّ فإن الشعر الذي يعاود النمو يكون أرق وأقصر بالمقارنة مع عمليات الزرع المباشرة في فروة الرأس.
عمليات زرع روبوتية
تعرف إلى أرتاس ARTAS، جراح زرع الشعر الروبوتي. يستخدم أرتاس الذكاء الاصطناعي وتقنية رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد لمسح شبكة المريض من الشعر المتبرع به واختيار أفضل بصيلات الشعر لجنيها للزرع. وبعد ذلك، يتحرك أرتاس بشكل مستقل عبر الجزء المانح من الرأس ويجري عملية استخراج مساحتها1 مم أو أقل. غالباً ما توزع عمليات الاستخراج بالتساوي على المنطقة المانحة لمنع حدوث ندبات خطية. بمجرد استخراج الشعر، يُدخل في خرطوشة بداخل الروبوت، فيصبح جاهزاً للزرع. باستخدام التكنولوجيا المتقدمة نفسها، يزرع أرتاس بعد ذلك بصيلات الشعر في الموقع المستهدف المحدد.
بقلم: سكوت داتفيلد