قد يكون النوم في الضوء مُضراً لقلبك
قد يؤدي قضاء ليلة واحدة فقط من النوم في غرفة متوسطة الإضاءة إلى ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء الليل وزيادة مقاومة الإنسولين في صباح اليوم التالي. واشتملت دراسة جديدة على مجموعتين من 10 أشخاص بالغين أصحاء. نامت إحدى المجموعات في غرف خافتة الإضاءة لليلتين متتاليتين ونامت المجموعة الأخرى في غرف خافتة الإضاءة في إحدى الليلتين ثم في غرف متوسطة الإضاءة في الليلة التالية. وأضيئت الغرف متوسطة الإضاءة بضوء علوي بشدة 100لُكس ،Lux وهو بقدر سطوع الشمس في يوم ملبد بالغيوم. يمكن أيضاً مقارنة ضوء بشدة 100 لُكس بشاشة تلفزيون مضاءة في غرفة مظلمة أو بضوء الشارع المعياري الذي يسطع عبر نافذة تغطيها غلالة رقيقة.
ارتدى جميع المشاركين في الدراسة أجهزة مراقبة القلب أثناء النوم. وفي الليلة الثانية أظهرت المجموعة التي نامت في غرف متوسطة الإضاءة زيادة ملحوظة في معدل ضربات القلب أثناء نومها مقارنة بالليلة السابقة. ولم تُظهر المجموعة التي نامت في إضاءة خافتة في كلتا الليلتين أي تغيّر يذكر. وقالت دانييلا غريمالدي Daniela Grimaldi، وهي أستاذ مساعد في علم الأعصاب بجامعة نورث وسترن: ”لقد أثبتنا أن معدل ضربات قلبك يزداد عندما تنام في غرفة متوسطة الإضاءة. وعلى الرغم من أنك نائم، ينشط جهازك العصبي الذاتي“. إذ ينظم الجهاز العصبي الذاتي Autonomic nervous system العمليات الجسدية اللاإرادية مثل التنفس ومعدل ضربات القلب واتساع حدقتي العينين والهضم، فضلاً عن استجابة الكر أو الفر .Fight-or-flight response
قالت غريمالدي: ”إذا كان الجهاز العصبي الذاتي يزيد معدل ضربات القلب أثناء الليل، فهذا سيئ.. فعادة ما يكون معدل ضربات القلب، جنباً إلى جنب مع المؤشرات القلبية الوعائية الأخرى، أقل في الليل وأعلى أثناء النهار“. أجرى الباحثون أيضاً عدة اختبارات لتقدير مقاومة الإنسولين Insulin في كل صباح من الدراسة لدى المشاركين بعد استيقاظهم. عادة ما يساعد هرمون الإنسولين الخلايا على امتصاص الغلوكوز Glucose أو السكر من مجرى الدم. ولكن عندما تكون الخلايا مقاومة للإنسولين، فإنها لا تمتص الغلوكوز بسهولة، فينتج الجسم كميات متزايدة من الإنسولين لتعويض ذلك. بمرور الوقت، تكون الخلايا مقاومة حتى لمستويات الإنسولين المرتفعة هذه، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. في الصباح الأول، بعد أن نام المشاركون في غرف خافتة الإضاءة، سجلت كلتا مجموعتي الدراسة النتيجة نفسها في اختبارات مقاومة الإنسولين.
تضمنت هذه الاختبارات تقييم نموذج استتبابي لمقاومة الإنسولين Homeostatic model assessment of insulin resistance (اختصاراً: التقييم HOMA-IR)، هو حساب يأخذ مستويات الإنسولين الصائم وسكر الدم بالاعتبار، إضافة إلى اختبارات مباشرة لكيفية استجابة الجسم للغلوكوز، مثل اختبار تحمل الغلوكوز الفمويOral glucose tolerance test (اختصاراً: الاختبار OGTT)، ومؤشر ماتسودا للحساسية للإنسولين .Matsuda insulin sensitivity index وفي صباح اليوم الثاني سجلت المجموعة التي نامت في غرفة متوسطة الإضاءة نتائج أسوأ في هذه الاختبارات، في حين سجلت المجموعة التي نامت في ضوء خافت نتيجة اليوم السابق نفسها أو أفضل منها. وكتب الباحثون أن ”التعرض لليلة واحدة من الضوء [المتوسط] في الغرفة أثناء النوم زاد من مقاييس مقاومة الإنسولين في صباح اليوم التالي“. وتتسم هذه الدراسة بالمحدودة من حيث إنها شملت 20 شخصاً فقط وإنها راقبت المشاركين لمدة يومين وليلتين فقط.
قال جيم هورن ،Jim Horne عالم الأعصاب المقيم في المملكة المتحدة والمتخصص في دراسة النوم: ”يجب ألا يفترض الناس أنهم بحاجة إلى تغيير عادات نومهم ما لم تُثبت صحة هذه النتائج في تجربة أكبر“.
بقلم: نيكوليتا لانيس