في كل عام، تجتمع العشرات من إناث أسماك قرش المطرقة تحت القمر المكتمل
الكبيرة أن تعيش حتى عمر 44 سنة
تتجمع مجموعة غير عادية مؤلفة من إناث أسماك قرش المطرقة Hammerhead sharks الكبيرة في المياه الاستوائية لبولينيزيا الفرنسية في كل صيف منذ أكثر من عقد من الزمن، وتبلغ أعدادها ذروتها عند اكتمال القمر. تتجمع أسماك القرش المهددة بالانقراض هذه ما بين شهري ديسمبر ومارس حول فتحات في جزيرتين مرجانيتين، هما رانجيروا Rangiroa وتيكيهاو Tikehau، في أرخبيل تواموتو.
في صيف عامي 2020 و2021، سجل الباحثون 54 أنثى من أسماك قرش المطرقة الكبيرة (سفيرنا موكاران Sphyrna mokarran ) وسمكة لا يمكن تحديد جنسها في الجزيرتين المرجانيتين اللتين تفصل بينهما 9 أميال. وأشاروا إلى أن أكثر من نصف أسماك القرش كانت مقيمة موسمية، مما يعني أنها تقضي ما يصل إلى 6 أيام في الشهر هناك لمدة تصل إلى 5 أشهر. تتجمع إناث أسماك القرش بالقرب من رانجيروا في الغالب في مكان يسمى ”هضبة أبو مطرقة“ Hammerhead plateau، وهي منطقة يتراوح عمقها بين 45 و60 م. كتب مؤلفو الدراسة الجديدة: ”شوهدت الأسماك غالباً وهي تتجول حول قاع الهضبة، بصورة مستقلة عن بعضها بعضا“.
تعتبر أسماك قرش المطرقة الكبيرة من الأنواع الانفرادية، لذا فإن مشاهدة هذا العدد الكبير من الإناث في الوقت نفسه يشير إلى أن المنطقة هي موقع للتجمع. ويرجح ألا تكون لأسماك القرش علاقة ببعضها بعضا، لكنها انجذبت إلى هناك بسبب عوامل خارجية يبدو أنها مرتبطة بدورة القمر وبوجود اللخمة (الشفنين) العُقابي العييني Ocellated eagle rays (إيتوباتوس أوسيلاتوس Aetobatus ocellatus). بلغ عدد أسماك القرش ذروته في الأيام التي سبقت اكتمال القمر وبعده بوقت قصير أثناء فصلي الصيف، ربما لأن ضوء القمر المتزايد عزز قدرتها على الصيد حول الجزر المرجانية ليلاً. وربما استجابت أسماك القرش أيضاً للتغيرات في المجال المغناطيسي الأرضي للأرض مع تزايد حجم القمر وتضاؤله.
تزامنت التجمعات الكبيرة من قروش المطرقة الكبيرة في المنطقة مع دخول أعداد كبيرة من أسماك اللخمة إلى البحيرات للتكاثر. كتب الباحثون أن أسماك القرش تفترس هذه الأسماك، التي يعد موسم التزاوج فيها ”حدثاً يمكن التنبؤ به ويمكن لأسماك القرش أن تحاول اعتراضه“. وقد يؤدي ارتفاع درجات حرارة المياه أيضاً إلى اجتذاب أسماك القرش إلى الأرخبيل. قارن الباحثون ملاحظاتهم بالبيانات الطويلة المدى التي جُمعت من الجزر المرجانية، والتي كشفت أن بعض أسماك القرش عادت كل صيف لمدة 12 سنة. تعرف الفريق على 30 سمكة قرش إضافية من الذكور والإناث من هذه السجلات، ووجدوا أن الذكور شوهدت في المقام الأول في الفترة من أغسطس إلى أكتوبر، وليس أثناء فصل الصيف.
أبلغ سابقاً عن الفصل بين الذكور والإناث في قروش المطرقة الصدفية Scalloped hammerheads (سفيرنا ليويني Sphyrna lewini)، لكن ليس في أسماك المطرقة الكبيرة. تشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن الذكور يظلون على مسافة من المواقع التي تشغلها الإناث أثناء الصيف الجنوبي، وهو ما يمكن ربطه بفترة تكاثرها. كتب الباحثون: ”من المعروف أن البحيرات ومياهها الساحلية الدافئة والضحلة المحمية تعمل كحضانات لمختلف أنواع أسماك القرش“. فعلى الرغم من أنهم لم يتمكنوا من تأكيد ذلك في الدراسة الجديدة، إلا أن المزيد من الاستقصاءات جارية لتحديد ما إن كانت رانجيروا وتيكيهاو توفران أماكن حضانة لأسماك قرش المطرقة الكبيرة.
بقلم: ساشا باري
