علماء يشهدون ظهور نهر جليدي
بقلم: رافي ليتزر
العلماء يعتقدون أنهم شاهدوا مولد نهر جليدي River of ice سريع الحركة لأول مرة. فالجداول الجليدية Ice streams هذه هي تدفقات سريعة وطويلة الأمد من الجليد، وتتشكل وسط تكوينات جليدية أكثر ثباتاً تعرف بالصفائح الجليدية Ice sheets. وتتشكل هذه في الأصقاع النائية من القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية، وبمجرد أن تتوطد، فقد تستمر عقوداً أو حتى قروناً. وحتى الآن، لم يتمكن أحد من رؤية نشوئها من قبل.
وفي دراسة حديثة جادل فريق من علماء الجليديات أن حدثاً آخر قصير المدى بدأ في عام 2013 في القطب الشمالي الروسي، والذي ربما حفّز ظهور جدول جليدي طويل الأمد. والحدث الذي يسمى اندفاع الثلاجة (النهر) الجليدية Glacier surge، يشبه فيضانا متجمداً. وتنبثق كميات كبيرة من الجليد وتتدفق مندفعة نحو المحيط. فقد كتب مؤلفو الدراسة الجديدة التي نُشرت في عام 2019: «بعد الاندفاع الأولي في عام 2013، ما زالت الثلاجة الجليدية تتدفق بسرعة تبلغ نحو 1.8 كم سنوياً، وهي سرعة عالية ومستمرة منذ مدة غير معتادة في الاندفاعات الجليدية».
وحتى وقت قريب اعتقد الباحثون أن الاندفاعات الجليدية تُعد أحداثاً روتينية، بغض النظر عن تأثيرات التغير المناخي التي تذيب الثلاجات الجليدية في جميع أنحاء العالم. ويعتقد الباحثون أن الاندفاعات تحدث كجزء من دورات النمو والانكماش الطبيعي في أجزاء الغطاء الجليدي Ice cap التي يمكنها تجديد نفسها بسهولة. وكان من المعتقد أن الجداول الجليدية ظواهر منفصلة وغير مرتبطة. وكتب الباحثون أن الأحداث التي وقعت في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الحدث الحالي، تتحدى الرأي القائل إن الجداول الجليدية لا ترتبط بهذه الاندفاعات، وإن الاندفاعات ليست مدفوعة بالمناخ في المقام الأول.
ووفقاً للورقة البحثية، فقد امتد الاندفاع الجليدي الأولي، في موقع يُعرف بغطاء فافيلوف الجليدي Vavilov Ice Cap، إلى حدث استمر لسنوات وغيّر المنطقة إلى الأبد. وهذه المنطقة عبارة عن صحراء قطبية يُضاف فيها القليل من الجليد الجديد من عام إلى الذي يليه. وقد تدفق 11% من الكتلة الجليدية في المنطقة- وقدره نحو 9.5 بليون طن متري من الجليد- إلى المحيط بالفعل، مما تسبب في انخفاض ملحوظ في متوسط ارتفاع الغطاء الجليدي. وبعبارة أخرى، فإن الجليد الآتي من الاندفاع لا يجدد نفسه كما يتوقع العلماء عادة بعد هذه الأنواع من الأحداث. والدليل الرئيسي على أن الاندفاع قد تحوّل إلى جدول هو ظهور ‘هوامش القص’ Shear margins حول الجدول. والاندفاع هو مجرد إغراق سريع للجليد في الماء، ولكن مثل الجداول المائية السائلة تماماً، قد تتخذ التيارات الجليدية مسارات محددة بوضوح عبر المشهد الطبيعي. وكتب الباحثون أن حواف الجدول الجليدي الجديد، كما تُرى من قمر اصطناعي، تكون داكنة وأقل انعكاسا. ويدل هذا على أن منطقة قديمة من الجليد السريع الحركة تلتقي بالمنطقة البطيئة من حولها. ولا يزال الباحثون يحاولون فهم الاندفاعات الجليدية، وكيفية ارتباطها بالجداول الجليدية ومدى تأثرها بالتغير المناخي. ولكن اندفاع فافيلوف هي نقطة بيانات جديدة مهمة للمساعدة على تجميع خيوط هذه القصة معاً.