طيور البوم
يمكن لطيور البوم هذه أن تسمع فريستها على بُعد أكثر من 100 متر، عبر طبقة ثلج بعمق 45 سم
البومة الرمادية العظمى Great gray Owl صياد بارع مغطى بالريش. وتقتات بالفئران الصغيرة والقوارض الأخرى التي تعيش في موطنها في القطب الشمالي، وكثيراً ما تضطر إلى البحث عن وجباتها عبر طبقة من الثلج أو في جوف الليل المتجمد. لحسن الحظ، فإن حاسة السمع لدى هذه البومة حادة جدا بحيث إنها لا تضطر إلى الشعور بالجوع أبداً.
إن مزيجا من السمع الفائق الحساسية والتكيف الفسيولوجي المذهل يجعل من تقنية الصيد التي تنتهجها هذه البومة مسألة تتعلق بالدقة. تشبه أذنا هذه الطيور ثقبين صغيرين يوجدان تحت صحن كبير من الريش متموضعين بدقة. تكون الأذنان في موضعين مختلفين قليلاً على كل من جانبي الرأس، بحيث يدخل الصوت الأذنين بزوايا مختلفة قليلاً وبارتفاعات متباينة. ويساعد هذا التكيّف البومة على تحديد الموقع الدقيق للأصوات التي تسمعها- فهو ينشئ خريطة صوتية للمنطقة، ومن ثمَّ يمكنها «التركيز» على الكائن الذي يصدر الضوضاء. ويعمل الصحن الوجهي المكون من الريش كالهوائيات. ويوجه شكل صحن الريش الموجات الصوتية إلى أذني البومة؛ مما يمكنها من سماع الأصوات الدقيقة للفريسة تحت الثلوج. وفي بعض الأحيان، قد يكون هذا نبضات قلب أحد القوارض الصغيرة.
بمجرد سماع البومة الرمادية العظمى لضوضاء فريستها، فهي تركز على الصوت قبل الانقضاض. وتُواصل البومة الاستماع بكل دقة أثناء طيرانها للتصرف في حالة تحرك الفريسة أثناء اقترابها، مع إبقاء أذنيها متنبهين حتى يحين وقت الانقضاض وتناول الوجبة.
يمكن لهذا النوع من البوم أن يطير بصمت تام- ولهذا فائدة مهمة تتمثل بحصول الفريسة على تحذير قليل أو منعدم باقتراب البومة. وكذلك للطيران الصامت فائدة مذهلة لضمان أن البومة تستطيع التركيز على الاستماع لحركة الفريسة حتى آخر لحظة، دون أن تعيقها الضوضاء الناتجة من حفيف جناحيها الهائلين.