أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
كوكب الأرض

ربما سُحبت النفطات الغريبة القريبة من لب الأرض إلى السطح

بقلم: ‬ستيفاني‭ ‬باباس

قد‭ ‬تكون‭ ‬”النفطات“‭ ‬Blobs‭ ‬الغريبة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬للأرض‭ ‬قطعاً‭ ‬من‭ ‬القشرة‭ ‬القارية‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬سُحبت‭ ‬إلى‭ ‬الأسفل‭ ‬بفعل‭ ‬القوى‭ ‬التكتونية Tectonic‭ ‬forces. ‭‬فهذه‭ ‬النفطات،‭ ‬المعروفة‭ ‬بمناطق‭ ‬السرعة‭ ‬الفائقة‭ ‬الانخفاض ‬Ultra‭-‬low‭ ‬velocity‭ ‬zones‬ (اختصاراً: ‬مناطق ULVZs‭‬)، حيرت‭ ‬العلماء‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة. ‬وتوجد‭ ‬النفطات‭ ‬عميقاً‭ ‬في‭ ‬الوشاح ‬Mantle‬، بالقرب‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬لب‭ ‬الأرض،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الباحثون‭ ‬رؤيتها‭ ‬إلا‭ ‬بدراسة‭ ‬الموجات‭ ‬الزلزالية‭ ‬التي‭ ‬يتردد‭ ‬صداها‭ ‬حول‭ ‬باطن‭ ‬الكوكب. ‬تتباطأ‭ ‬هذه‭ ‬الموجات‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬وجود‭ ‬النفطات،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬اختلافها‭ ‬عن‭ ‬الوشاح‭ ‬المحيط‭ ‬بها. ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬جديدة،‭ ‬ذكر‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬انتشاراً‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يُعتقد‭ ‬سابقاً،‭ ‬وأن‭ ‬تكوينها‭ ‬يتباين‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬نفطة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى. ‬قالت‭ ‬سامانثا‭ ‬هانسن Samantha‭ ‬Hansen، ‬عالمة‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ألاباما: ‬”يوجد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المادة‭ ‬هناك. ‬أياً‭ ‬كان‭ ‬نوعها“‭.‬

في‭ ‬عام 2012، ‬بدأت‭ ‬هانسن‭ ‬وفريقها‭ ‬مشروعاً‭ ‬لدراسة‭ ‬طبقة‭ ‬الوشاح‭ ‬العلوي‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬مراقبي‭ ‬الزلازل‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية،‭ ‬لكنهم‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أدركوا‭ ‬امتلاكهم‭ ‬لمجموعة‭ ‬بيانات‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها. ‬لتصوير‭ ‬منطقة‭ ‬الوشاح‭ ‬السفلي‭ ‬بالموجات‭ ‬الزلزالية،‭ ‬يحتاج‭ ‬العلماء‭ ‬إلى‭ ‬المزيج‭ ‬المناسب‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬ومجسات‭ ‬الزلازل،‭ ‬وقد‭ ‬زودتهم‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬بنافذة‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬البنى‭ ‬الواقعة‭ ‬أسفل‭ ‬نصف‭ ‬الكرة‭ ‬الجنوبي. ‬عندما‭ ‬حلّل‭ ‬العلماء‭ ‬تلك‭ ‬البيانات،‭ ‬وجدوا‭ ‬أن‭ ‬مناطق‭ ‬السرعة‭ ‬الفائقة‭ ‬الانخفاض‭ ‬واسعة‭ ‬الانتشار. ‬وكذلك‭ ‬وضعوا‭ ‬نموذجاً‭ ‬للاندساس‭ ‬العالمي Global‭ ‬subduction، ‬وهو‭ ‬ظاهرة‭ ‬غوص‭ ‬القشرة‭ ‬المحيطية‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬الوشاح‭.‬

حالياً،‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الاندساس‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الموجودة‭ ‬حول‭ ‬”حلقة‭ ‬النار“‭ ‬Ring‭ ‬of‭ ‬Fire‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادي،‭ ‬حيث‭ ‬تشيع‭ ‬الزلازل‭ ‬والبراكين. ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬مناطق‭ ‬السرعة‭ ‬الفائقة‭ ‬الانخفاض‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬المواضع‭ ‬المتوقّعة‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬قشرة‭ ‬محيطية‭ ‬قديمة‭ ‬غاصت‭ ‬نحو‭ ‬مركز‭ ‬الأرض‭ ‬بفعل‭ ‬الاندساس‭.‬

هناك‭ ‬فرضيات‭ ‬أخرى‭ ‬بشأن‭ ‬مناطق‭ ‬السرعة‭ ‬الفائقة‭ ‬الانخفاض،‭ ‬ومنها‭ ‬أنها‭ ‬مجرد‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬الوشاح‭ ‬تُسبب‭ ‬فيها‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬انصهاراً‭ ‬جزئياً،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يغير‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬بها‭ ‬الموجات‭ ‬الزلزالية‭ ‬عبرها. ‬وهناك‭ ‬فرضية‭ ‬أخرى‭ ‬تقول‭ ‬إنها‭ ‬بقايا‭ ‬الارتطام‭ ‬الكوكبي‭ ‬الذي‭ ‬شكّل‭ ‬القمر. ‬ولكن‭ ‬الاندساس‭ ‬قد‭ ‬يفسر‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬تماثل‭ ‬مناطق‭ ‬السرعة‭ ‬الفائقة‭ ‬الانخفاض‭ ‬كلها‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى