أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
عين على العالمكوكب الأرض

ثقب طبقة الأوزون يتوسع للعام الثالث على التوالي

نما‭ ‬ثقب‭ ‬الأوزون‭ ‬الذي‭ ‬يتشكل‭ ‬سنوياً‭ ‬فوق‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬للعام‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬التوالي‭. ‬تبلغ‭ ‬مساحة‭ ‬ثقب‭ ‬الأوزون‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬ميل‭ ‬مربع،‭ ‬وهو‭ ‬الأكبر‭ ‬منذ‭ ‬عام ‭ .‬2015‭‬لكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النمو،‭ ‬يقول‭ ‬العلماء‭ ‬إن‭ ‬حجم‭ ‬الثقب‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تنازلي‭ ‬عموماً. ‬قال‭ ‬بول‭ ‬نيومان ‭‬Paul‭ ‬Newman‬، كبير‭ ‬علماء‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬غودارد‭ ‬للطيران‭ ‬الفضائي‭ ‬التابع‭ ‬لوكالة‭ ‬ناسا: ‬”تشير‭ ‬جميع‭ ‬البيانات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأوزون‭ ‬في‭ ‬تحسن“‭.‬

يتكون‭ ‬الأوزون‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬ذرات‭ ‬من‭ ‬الأكسجين‭ ‬ولا‭ ‬يشكل‭ ‬سوى‭ ‬القليل‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬غلافنا‭ ‬الجوي،‭ ‬لكن‭ ‬له‭ ‬تأثيراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬كوكبنا. ‬وتمتص‭ ‬الطبقة‭ ‬الشبيهة‭ ‬بالملاءة‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬فوق‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬أشد‭ ‬الأشعة‭ ‬فوق‭ ‬البنفسجية‭ ‬ضرراً‭ ‬من‭ ‬الشمس،‭ ‬مما‭ ‬يحمي‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬الأرض. ‬يتكون‭ ‬الأوزون‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬الستراتوسفير ‭‬Stratosphere‬، على‭ ‬ارتفاع‭ ‬9‭ ‬إلى‭ ‬18‭ ‬ميلاً‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬ويتشكل‭ ‬عندما‭ ‬تشطر‭ ‬الأشعة‭ ‬فوق‭ ‬البنفسجية‭ ‬جزيئات‭ ‬الأكسجين‭ ‬العادية،‭ ‬التي‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬ذرتين‭ ‬من‭ ‬الأكسجين ‭(‬O2‭)‬. وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬ترتبط‭ ‬ذرتا‭ ‬الأكسجين‭ ‬الحُرتين‭ ‬بجزيء‭ ‬الأكسجين،‭ ‬فيتشكّل‭ ‬جزيء‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬ذرات‭ ‬أكسجين‭.‬

هل كنتَ تعلم؟
الأوزون الموجود على
مستوى الأرض يضر
بالحياة على كوكب الأرض
اكتشف‭ ‬العلماء‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭ ‬الرقيقة‭ ‬فوق‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأوزون‭ ‬يتكون‭ ‬ويدمّر‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬الستراتوسفير،‭ ‬فإن‭ ‬التلوث‭ ‬الناتج‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشرية‭ ‬يدمر‭ ‬الأوزون‭ ‬بوتيرة‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬تشكّله. ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬فالصناعات‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬الكلور‭ ‬أو‭ ‬البروم،‭ ‬مثل‭ ‬التبريد‭ ‬وتكييف‭ ‬الهواء،‭ ‬تدمر‭ ‬الأوزون‭ ‬بمعدلات‭ ‬عالية‭ ‬بشكل‭ ‬ينذر‭ ‬بالخطر‭. ‬في‭ ‬الستراتوسفير،‭ ‬تتفاعل‭ ‬جزيئات‭ ‬الكلور‭ ‬مع‭ ‬الأوزون‭ ‬لتكوين‭ ‬جزيء‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬أكسيد‭ ‬الكلور‭ ‬Chlorine‭ ‬monoxide‭ ‬- المؤلف‭ ‬من‭ ‬ذرة‭ ‬كلور‭ ‬وذرة‭ ‬أكسجين ‭ – ‬وجزيء‭ ‬من‭ ‬الأكسجين. ‬وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬يتفكك‭ ‬جزيء‭ ‬أول‭ ‬أكسيد‭ ‬الكلور،‭ ‬فتتحرر‭ ‬ذرة‭ ‬الكلور‭ ‬لتتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأوزون. ‬يمكن‭ ‬لذرة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الكلور‭ ‬تدمير‭ ‬100,000‭ ‬جزيء‭ ‬من‭ ‬الأوزون‭ ‬قبل‭ ‬إزالة‭ ‬جزيء‭ ‬الكلور‭ ‬من‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي. ‬بعض‭ ‬المواد،‭ ‬مثل‭ ‬مركبات‭ ‬الكربون‭ ‬الكلورية‭ ‬فلورية،‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬التبريد‭ ‬وتكييف‭ ‬الهواء،‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬فيظل‭ ‬بعضها‭ ‬لمدة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬6‭ ‬ أشهر،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الكلور‭ ‬والمركبات‭ ‬الكيميائية‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تدمر‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭.‬

لوحظ‭ ‬ثقب‭ ‬الأوزون‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬حد‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬عام ‭‬2006‬. كان‭ ‬ثقب‭ ‬الأوزون‭ ‬في‭ ‬العام ‭‬2022‬، والذي‭ ‬بلغ‭ ‬ذروته‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬أكتوبر،‭ ‬أكبر‭ ‬ثقب‭ ‬سجّل‭ ‬منذ‭ ‬عام ‭ .‬2015‬ولكن‭ ‬العلماء‭ ‬ليسوا‭ ‬قلقين‭ ‬جداً‭ ‬لأن‭ ‬الاتجاه‭ ‬العام‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬التحسن. ‬قال‭ ‬نيومان‭ ‬إن‭ ‬الوضع‭ ‬أسوأ‭ ‬قليلاً‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لأن‭ ‬الطقس‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬برودة‭ ‬قليلاً‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

طبقة‭ ‬الستراتوسفير‭ ‬الباردة‭ ‬هي‭ ‬بالتحديد‭ ‬ما‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬مثل‭ ‬الكلور‭ ‬لتحطيم‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون. ‬خلال‭ ‬شتاء‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية،‭ ‬يبرد‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬لدرجة‭ ‬كافية‭ ‬لتشكل‭ ‬السحب. ‬وتوفر‭ ‬بلورات‭ ‬الجليد‭ ‬التي‭ ‬تتكون‭ ‬منها‭ ‬هذه‭ ‬السحب‭ ‬سطحاً‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتفاعل‭ ‬عليه‭ ‬الكلور‭ ‬مع‭ ‬الأوزون،‭ ‬مثلاً. ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬الربيع‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر،‭ ‬تحفز‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬فوق‭ ‬البنفسجية‭ ‬هذه‭ ‬التفاعلات. ‬وفي‭ ‬ذروة‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬ترتفع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬طبقة‭ ‬الستراتوسفير‭ ‬بدرجة‭ ‬كافية‭ ‬لتبخر‭ ‬السحب،‭ ‬مما‭ ‬يزيل‭ ‬السطح‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عليه‭ ‬التفاعلات‭ ‬الكيميائية‭ ‬المدمرة‭ ‬للأوزون. ‬وساعدت‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬العالمية‭ ‬مثل‭ ‬بروتوكول‭ ‬مونتريال‭ ‬لعام ‭1987‬، الذي‭ ‬ينظم‭ ‬إنتاج‭ ‬واستهلاك‭ ‬المواد‭ ‬المستنفدة‭ ‬للأوزون،‭ ‬على‭ ‬إصلاح‭ ‬ثقب‭ ‬الأوزون. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬ثقب‭ ‬الأوزون‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬يتفق‭ ‬العلماء‭ ‬عموماً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الثقب‭ ‬آخذ‭ ‬بالانكماش‭.‬

بقلم:‬‭ ‬جوانا‭ ‬ويندل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى