جولة على متن أكبر قارب شمسي في العالم
يعمل هذا القارب بأشعة الشمس، التي تزوده بالطاقة خلال رحلته حول العالم
بلغت تكلفة بناء السفينة
تورانور بلانيت سولار
نحو 17 مليون دولار
(نحو 20 مليون جنيه إسترليني بسعر اليوم).
في عام 2010، تجمع مئات الأشخاص على رصيف ميناء في مدينة كيل Kiel الألمانية، لمشاهدة إزاحة الستار عن السفينة إم إس تورانور بلانيت سولار Ms Tûranor Planetsolar، وهي قطمران Catamaran يعمل بالطاقة الشمسية كان من المقرر أن يكون الأول من نوعه الذي يبحر حول العالم. استغرقت تورانور بلانيت سولار سنة و7 أشهر و7 أيام لقطع أكثر من 37,296 ميلاً خلال إبحارها حول العالم، ورست في 6 قارات بطول الطريق، مسجلة الرقم القياسي لأطول رحلة يقطعها قارب يعمل بالطاقة الشمسية. بدلاً من المحرك التقليدي الذي يعمل بالوقود الأحفوري، يعمل هذا القارب بطاقة الشمس فقط. تنتشر عبر كامل الجزء العلوي من السفينة مجموعة من الخلايا الكهروضوئية Photovoltaic Cells تغطي مساحة 512م2. تحوّل خلايا الطاقة هذه ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية لشحن أكثر من 8 أطنان من بطاريات أيونات الليثيوم المخزنة في هيكل السفينة. تشغّل هذه البطاريات 4 محركات متصلة بمروحتين دوارتين تحركان السفينة عبر مياه المحيط.
تعني كلمة ”تورانور“ طاقة الشمس في لغة
إلفيش التي اخترعها الكاتب تولكين.
تشغّل جميع المرافق الموجودة على متن السفينة، وليس المحركات وحدها، مثل الدش والأضواء وأدوات المطبخ، بواسطة ضوء الشمس.
بعد إكمال رحلتها الرائدة حول العالم في عام 2012، شاركت تورانور بلانيت سولار في العديد من البعثات العلمية – مثل بعثة تيرا سبميرسا Terra Submersa في عام 2014 لاستكشاف مناطق تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، والتي غمرتها المياه حول اليونان – والسفر حول العالم للتوعية بمصادر الطاقة البديلة المستدامة.
تبلغ السرعة القصوى للقطمران نحو 16 ميلاً/ساعة
لتوليد الطاقة الشمسية، تعمل الخلايا الكهروضوئية باستخدام مادة تسمى شبه الموصل Semiconductor، والتي تمتص الطاقة الضوئية وتمررها إلى جزيئات سالبة الشحنة داخل مادة تسمى الإلكترونات Electrons. عندما تتحرك هذه الإلكترونات حول شبه الموصل، فإنها تولّد تياراً كهربائياً. وبعد ذلك يستخلص التيار من شبه الموصل إلى معدن موصل، والذي يشكل الشبكة على خلية كهروضوئية، وينقل إلى بطارية متصلة. يُشار إلى كمية الطاقة التي تولدها الخلية الكهروضوئية مقارنة بكمية ضوء الشمس التي تتعرض لها بنسبة كفاءتها Efficiency Percentage. وفي حالة السفينة تورانور بلانيت سولار، تبلغ نسبة كفاءة المصفوفة الكهروضوئية 22.6%.
من البحر إلى السماء
بعد أن غزا البحر، حوّل مبتكر تورانور بلانيت سولار، رافاييل دوميان Raphaël Domjan، انتباهه إلى السماء وأسس مشروعاً آخر للطاقة الشمسية يسمى سولار ستراتوس Solarstratos. باستخدام المبادئ الشمسية نفسها التي تتبعها السفينة تورانور بلانيت سولار، تستغل هذه الطائرة ذات المقعدين 22 م2 من الخلايا الكهروضوئية المثبتة على جناحيها للتحليق في السماء. تتمثل خطة دوميان لشركة سولار ستراتوس في تحقيق أرقام قياسية جديدة للارتفاع لأكثر من 15,000م في طبقة الستراتوسفير Stratosphere وملامسة حافة الفضاء باستخدام طاقة الشمس فقط كوقود. حتى الآن، بلغت شركة سولار ستراتوس ارتفاعاً يزيد على 1,500م، مما يُظهر قوة الطاقة الشمسية واستخدامها المحتمل في صناعة الطيران.