بيتر بيك
عندما كان طفلاً يترعرع في مدينة إنفيركارجيل Invercargill بنيوزيلندا، قرر بيك بالفعل أنه يريد بناء الصواريخ. على الرغم من أن معظم الناس تمكنوا من الوصول إلى الفضاء بعد الحصول على شهادة جامعية، إلا أن بيك اختار عدم ارتياد الجامعة عندما لم يجد أي مقررات تعلمه ما يود معرفته: كيفية بناء محرك صاروخي. لقد تصوّر مستقبله المهني، لكن عندما كان عمره 18 عاماً في عام 1995، لم يكن لدى نيوزيلندا صناعة فضاء. وبدلاً من ذلك، عمل بيك في مصنع أدوات محلي حتى يتمكن من الوصول إلى آلاته.
أثمر شغف بيك بالفضاء عن حصوله على أول مستثمر في عام 2007، وهو رائد الأعمال عبر الإنترنت مارك روكيت Mark Rocket. أطلقا معاً شركة روكيت لاب Rocket Lab، وهي شركة صغيرة لإطلاق الأقمار الاصطناعية تتمتع الآن بأعلى معدل نجاح في إطلاق الصواريخ مقارنة بأي شركة منافسة. لتحقيق حلمه، تصنع شركة بيك صواريخ يمكن إعادة استخدامها وخفيفة الوزن توفر لأصحاب الأقمار الاصطناعية الصغيرة إمكانية الوصول إلى المدار. يمكن استخدام هذه الأقمار الاصطناعية لمكافحة التغير المناخي ومساعدة خدمات الطوارئ ومساعدة أبحاث الطلبة والعلماء.
توسيع محطة الفضاء الدولية
روبرت بيغلو
جمع بيغلو بين شغفه بالسفر الفضائي وخبرته التي اكتسبها من شهادته في مجال العقارات من جامعة نيفادا لينشئ شركة بيغلو للفضاء Bigelow Aerospace في عام 1999. أنتجت الشركة الواقع مقرها في لاس فيغاس مساكن قابلة للتوسيع، تستخدمها وكالة ناسا وشركات خاصة، مما يقلل بشكل كبير من التكلفة المطلوبة لإطلاق مثل هذه الهياكل. ترتبط وحدة بيغلو القابلة للتوسيع للأنشطة Bigelow Expandable Activity Module (اختصاراً: الوحدة BEAM) بوحدة الهدوء في محطة الفضاء الدولية (ISS). أثناء نقلها على صاروخ، تشغل وحدة بيغلو القابلة للتوسيع للأنشطة مساحة محدودة، لكن عند نشرها، تكون هناك مساحة واسعة لرواد الفضاء للعيش وإجراء الأبحاث داخل الوحدة.
مكنسة الفضاء
نوبو أوكادا
عندما كان أوكادا في الخامسة عشرة من عمره، التحق بمعسكر الفضاء الأمريكي، مغادراً وطنه اليابان. وهناك التقى برائد الفضاء مامورو موري Mamoru Mori، الذي وجّه إلى أوكادا رسالة مفادها أن ”تحدي الفضاء في انتظارك“. هذا المعسكر هو ما أشعل رغبة أوكادا في استكشاف الفضاء، لكنه لم يبدأ تنفيذ هذه الوصية إلا في مرحلة لاحقة من حياته المهنية. عمل أوكادا في البداية في مجال الاستشارات والتمويل، ونجح فيه حتى بلغ الأربعين من عمره تقريباً، وحينها قرر أن الوقت قد حان لتغيير مهنته وأنه يريد العمل في مجال تكنولوجيا الفضاء. بعد دراسة الظروف السائدة في الفضاء وتراكم النفايات الفضائية، شعر أن عليه أن يحاول إزالة تلك العناصر من الفضاء بدلاً من إضافة المزيد منها.
في عام 2013، أسس أوكادا شركة أستروسكيل Astroscale، المتخصصة في إزالة الحطام الفضائي. وفي عام 2021، أطلقت القمر الاصطناعي ELSA-d، الذي يشتمل على نظام مغناطيسي يمكنه اجتذاب الحطام الفضائي. منذئذ، عكف أوكادا على تطوير تكنولوجيا يمكنها جمع النفايات الفضائية القديمة التي يصعب التقاطها لأنها لم تصمم مع وضع استردادها في الاعتبار. تحتوي مركبة تجميع الحطام الجديدة على ذراع روبوتية يمكن استخدامها لسحب الأجسام إلى مدار منخفض واحداً تلو الآخر. تهدف شركة أستروسكيل إلى إطلاق هذه التكنولوجيا في عام 2026.
رائدة أعمال متسلسلة
سوسميتا موهانتي
موهانتي ليست مجرد رائدة أعمال في مجال الفضاء- فهي أول من أسس 3 شركات في 3 قارات. هذه الشركات هي إيرث تو أوربت Earth2Orbit، أول شركة فضاء خاصة في الهند؛ وشركة استشارات فضائية مقرها سان فرانسيسكو تدعى مون فرونت Moonfront، كما أسست شركة هندسة فضائية تسمى ليكويفر Liquifer في فيينا. إن خبرة موهانتي تجعلها مؤهلة تأهيلاً عالياً للنجاح في صناعة الفضاء. عملت لدى وكالة ناسا في مهمات مكوكية في مركز جونسون للفضاء في هيوستن وفي تطوير أعمال برنامج محطة الفضاء الدولية. كان والدها هو الذي ألهمها في الأصل للسعي إلى مهنة في مجال أبحاث الفضاء.
حصلت موهانتي، التي نشأت في مدينة أحمد آباد بولاية غوجارات الهندية، على بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة غوجارات قبل أن تحصل على درجتي ماجستير: في التصميم الصناعي من المعهد الوطني للتصميم في أحمد آباد وفي دراسات الفضاء من جامعة الفضاء الدولية في ستراسبورغ.
التقاط صورة ”سيلفي“ من الفضاء
كريس نيولاندز
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية حالياً، أصبح التقاط صور لنفسك، والمعروف أيضاً باسم السيلفي Selfie، وسيلة شائعة لالتقاط ذكريات مشهد أو لحظات مع مجموعة. أخذ رجل الأعمال كريس نيولاندز Chris Newlands هذه اللقطات إلى آفاق جديدة عن طريق شركته، ”سبيلفي“ Spelfie. يتولى نيولاندز، من غلاسكو، منصب الرئيس التنفيذي للشركة التي انطلقت في نوفمبر 2019. تتمثل الفكرة في التقاط صور فريدة من نوعها للأحداث المهمة من الفضاء. باستخدام تطبيق ”سبيلفي“ للهواتف الذكية، يمكن للمستخدمين التقاط صورة سيلفي للحظة التي يرغبون في التقاطها، مثل حفل زفاف أو حفل موسيقي أو أي حدث منظّم آخر. يمكن أيضاً التقاط المشهد الملتقط نفسه في صورة السيلفي في صورة يلتقطها القمر الاصطناعي في الزمن الفعلي لإظهار الحدث كما يُرى من الفضاء. بعد شركة ”سبيلفي“، أطلقت نيولاندز تطبيقاً قريباً أسماه تريبسولوجي Tripsology. يستخدم هذا التطبيق بيانات جودة الهواء من الفضاء والأرض لإبلاغ المسافرين بحالة تلوث الهواء في مواقع محددة.
إحداث ثورة في إنتاج الصواريخ
تيم إليس
كان مهندس الطيران تيم إليس، وهو من ولاية تكساس، يخطط في الأصل لأن يصبح كاتب سيناريو. ولكن خلال سنته الأولى في جامعة جنوب كاليفورنيا، غيّر إليس مجال دراسته إلى هندسة الطيران. قاده ذلك إلى خضوعه لثلاث دورات تدريبية في شركة بلو أوريجين خلال فترة وجوده في الكلية. بعد تخرجه، انضم إليس إلى فريق شركة بلو أوريجين حيث صنع أجزاء صاروخية مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد. أثار هذا اهتمامه باستخدام البرمجة الحاسوبية لتصنيع مكونات الصواريخ عالية الأداء بسرعة ودقة. شارك إليس بعدئذ في تأسيس شركة ريلاتيفيتي سبيس Relativity Space مع زميله القديم جوردان نون Jordan Noone، وحاولا إرسال أول صاروخ مطبوع بالكامل بالطباعة الثلاثية الأبعاد إلى الفضاء. نجح الإثنان في إطلاق صاروخ تيران وان Terran 1 ويعكفان الآن على إنتاج صاروخ تيران آر Terran R الجديد، والذي يمكن تجميعه في مصنعهما باستخدام سبائك الألومنيوم المطبوعة خلال 60 يوماً فقط. ولتصنيع محرك الصاروخ، صنع رائدا الأعمال أكبر طابعة معدنية روبوتية ثلاثية الأبعاد في العالم.
بقلم: إيلسا هارفي