تعرفنا أخيراً على كيفية تكاثر بطيئات المشية
بقلم: إليز بور وتيا غوس
لأول مرة، اكتشف العلماء كيفية تزاوج بطيئات المشية Tardigrades، وهي من أكثر الكائنات تحملاً على هذا الكوكب. تُظهر هذه الكائنات الصغيرة القوية اختلافات قليلة واضحة بين الذكور والإناث، مما يجعل من غير المرجح أن تجد شركاء باستخدام حاسة البصر وحدها. تشير دراسة حديثة إلى أن الإناث قد تطلق إشارات كيميائية تجتذب الذكور. استجاب الذكور بقوة، فتحركوا نحو الإناث في البيئات المائية. لكن الإناث لا يبدو أن لديهن الانجذاب القوي نفسه.
يمكن لبطيئات المشية، المعروفة أيضاً بدببة الماء Water bears، أن تتحمل الظروف القاسية. فمثلاً، يمكنها البقاء على قيد الحياة عند التعرض لكل من فراغ الفضاء والإشعاع الكوني Cosmic radiation والأشعة فوق البنفسجية معاً. على عكس بعض الحيوانات، يصعب التمييز بين ذكر وأنثى بطيئات المشية. هناك اختلافات في الحجم، لكن لا توجد ملامح ثانوية واضحة. ونتيجة لذلك، لم يكن واضحاً كيف تعثر معظم أنواع بطيئات المشية البالغ عددها 1,300 على أزواج. تقول إحدى النظريات بأن هذه الحيوانات المجهرية تطلق إشارة كيميائية للعثور على زوج. ولاختبار هذه النظرية، أجرت جوستين شارترين Justine Chartrain، باحثة الدكتوراه في جامعة يوفاسكولا في فنلندا، وزملاؤها سلسلة من التجارب على نوع ماكروبيوتوس بولونيكوس Macrobiotus polonicus لمعرفة استجابة الأفراد عند ملاقاة أفراد من الجنس الآخر.
وضع الباحثون إحدى إناث بطيئات المشية في ”ساحة“ مغلقة وذكراً في أخرى، مع فرد آخر من بطيئات المشية في المنتصف. ثم سجلوا سلوك دب الماء الأوسط. قالت شارترين: ”في البيئة المائية، كان الذكور يقضون وقتاً أطول بجوار الإناث مقارنة بالذكور“. يشير هذا إلى أن الذكور يمكنهم شم رائحة الإناث في حجيراتهم، والتي تجتذبهم. وبناءً على هذه النتائج، تساءل الباحثون عما إذا كان بوسع بطيئات المشية أن تتبع مساراً كيميائياً يعمل في وسط آخر غير الماء، لذلك اختبروا تلك الكائنات السمينة في مادة تشبه الهلام تسمى الآجار Agar. عندما أطلق سراح أحد دببة الماء، مُنح حرية التجول عبر الآجار قبل إطلاق فرد آخر من نوعه.
قالت شارترين: ”أردنا أن نعرف ما إذا كان بإمكان دب الماء أن يرسّب إشارات كيميائية على الآجار ويتبع هذا المسار. لم يتبع أي من الجنسين المسار الذي أرسته بطيئات المشية الأخرى، لكن في الأغار: رأينا أن الذكور يتبعون الإناث أحياناً بعد العثور عليهم عشوائيا“. تجاهلت الإناث الذكور في معظم الأحيان، لكن الذكور كثيراً ما غيّروا مسارهم للتحرك جنباً إلى جنب مع الإناث. تشير الدراسة إلى أن بطيئات المشية لا يمكنها تحديد مكان أزواجها من الجنس الآخر إلا في البيئات المائية، وأن الذكور وحدهم من يبحثون بنشاط عن الإناث للتزاوج.