أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
حيوانات

اكتشاف ”تنين أزرق“ يبلغ عمره 72 مليون سنة في اليابان

بقلم: ‬هاري‭ ‬بيكر

اكتشف‭ ‬علماء‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬بقايا‭ ‬شبه‭ ‬كاملة‭ ‬لوحش‭ ‬بحري‭ ‬قديم‭ ‬بحجم‭ ‬سمكة‭ ‬قرش‭ ‬بيضاء‭ ‬كبيرة،‭ ‬والذي‭ ‬يرجّح‭ ‬أنه‭ ‬نشر‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬المحيطات‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬عاش‭ ‬فيها. ‬اتسم‭ ‬جسم‭ ‬المفترس‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬عصور‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬التاريخ،‭ ‬والذي‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬الباحثون‭ ‬اسم‭ ‬”التنين‭ ‬الأزرق“ ‬Blue‭ ‬dragon‬، بتصميم‭ ‬غير‭ ‬عادي‭ ‬يميزه‭ ‬عن‭ ‬أقاربه‭ ‬المنقرضين‭ ‬ويختلف‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬كائن‭ ‬حي. ‬اكتُشفت‭ ‬الأحافير‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬البالغ‭ ‬عمرها‭ ‬نحو‭ ‬72‭ ‬مليون‭ ‬سنة،‭ ‬بطول‭ ‬نهر‭ ‬أريداغاوا ‭ ‬Aridagawa‭ ‬River‭ ‬ في‭ ‬محافظة‭ ‬واكاياما‭ ‬بجزيرة‭ ‬هونشو. ‬وينتمي‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬لم‭ ‬يُر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬من‭ ‬الموزاصورس ‬Mosasaur‬، وهي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الزواحف‭ ‬المائية‭ ‬التي‭ ‬تتنفس‭ ‬الهواء‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬المفترسات ‬البحرية‭ ‬العليا Apex‭ ‬marine‭ ‬predators ‭‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬خلال‭ ‬العصر‭ ‬الطباشيري Cretaceous‭ ‬period‬، قبل‭ ‬145‭ ‬إلى‭ ‬66‭ ‬مليون‭ ‬سنة. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬البقايا‭ ‬”المذهلة“‭ ‬أكثر‭ ‬أحافير‭ ‬الموزاصورس‭ ‬اكتمالا‭ ‬التي‭ ‬اكتُشفت‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬وشمال‭ ‬غرب‭ ‬المحيط‭ ‬الهادي‭.‬

في‭ ‬دراسة‭ ‬حديثة،‭ ‬أطلق‭ ‬الباحثون‭ ‬على‭ ‬الديناصور‭ ‬الجديد‭ ‬اسم‭ ‬ميغاتيريغيوس‭ ‬واكايامينسيس ‭ ‬Megapterygius‭ ‬.wakayamaensis‭ ‬ يُترجم‭ ‬اسم‭ ‬الجنس‭ ‬الجديد‭ ‬ميغاتيريغيوس‭ ‬إلى‭ ‬”كبير‭ ‬الأجنحة“‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الزعانف‭ ‬الخلفية‭ ‬الكبيرة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬عادي‭ ‬لهذا‭ ‬المخلوق،‭ ‬ويُشير‭ ‬اسم‭ ‬النوع‭ ‬واكايامينسيس‭ ‬إلى‭ ‬المحافظة‭ ‬التي‭ ‬عُثر‭ ‬عليه‭ ‬فيها. ‬أطلق‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ ‬المخلوق‭ ‬اسم‭ ‬”واكاياما‭ ‬سوريو“ Wakayama‭ ‬soryu‬، والسوريو‭ ‬هو‭ ‬تنين‭ ‬مائي‭ ‬أزرق‭ ‬اللون‭ ‬من‭ ‬الميثولوجيا‭ ‬اليابانية. ‬تشترك‭ ‬الموزاصورات‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬جسدية‭ ‬مماثلة،‭ ‬وهناك‭ ‬اختلاف‭ ‬بسيط‭ ‬جداً‭ ‬بين‭ ‬الأنواع. ‬لكن‭ ‬الميغاتيريغيوس‭ ‬واكايامينسيس‭ ‬مخلوق‭ ‬غريب،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬فاجأ‭ ‬العلماء‭. ‬قال‭ ‬تاكويا‭ ‬كونيشي ‬Takuya‭ ‬Konishi‬، عالم‭ ‬الأحافير‭ ‬الفقارية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سينسيناتي: ‬”كنت‭ ‬أظن‭ ‬أنني‭ ‬أعرفها‭ ‬[الموزاصورات]‭ ‬جيداً‭ ‬الآن. ‬لكنني‭ ‬علمت‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬أنه‭ ‬شيء‭ ‬لم‭ ‬أره‭ ‬من‭ ‬قبل“‭. ‬

مثل‭ ‬الموزاصورات‭ ‬الأخرى،‭ ‬اتسم‭ ‬ميغاتيريغيوس‭ ‬واكايامينسيس‭ ‬بجذع‭ ‬يشبه‭ ‬الدلفين‭ ‬مع‭ ‬4‭ ‬زعانف‭ ‬تشبه‭ ‬المجاذيف،‭ ‬وخطم‭ ‬بشكل‭ ‬خطم‭ ‬التمساح‭ ‬وذيل‭ ‬طويل. ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬أيضاً‭ ‬زعنفة‭ ‬ظهرية‭ ‬مثل‭ ‬سمك‭ ‬القرش‭ ‬أو‭ ‬الدلفين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يُرى‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الموزاصورات. ‬لكن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬حير‭ ‬الباحثون‭ ‬هو‭ ‬حجم‭ ‬الزعانف‭ ‬الخلفية‭ ‬للموزاصورس‭ ‬الجديد،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬زعانفه‭ ‬الأمامية. ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬بين‭ ‬الموزاصورات‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬أيضاً‭ ‬نادر‭ ‬جداً‭ ‬بين‭ ‬معظم‭ ‬الأنواع‭ ‬المائية‭ ‬الحية‭ ‬والمنقرضة‭. ‬

توجد‭ ‬أكبر‭ ‬الزعانف‭ ‬لدى‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭ ‬التي‭ ‬تسبح‭ ‬باتجاه‭ ‬الجزء‭ ‬الأمامي‭ ‬من‭ ‬أجسامها،‭ ‬مما‭ ‬يساعدها‭ ‬على‭ ‬التحرك‭ ‬عبر‭ ‬الماء. ‬إن‭ ‬وجود‭ ‬زعانف‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الخلفي‭ ‬من‭ ‬الجسم‭ ‬يشبه‭ ‬قيادة‭ ‬السيارة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬توجيه‭ ‬العجلات‭ ‬الخلفية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأمامية،‭ ‬فيصعب‭ ‬معه‭ ‬الدوران‭. ‬قال‭ ‬كونيشي: ‬”لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬نظير‭ ‬حديث‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬الجسم،‭ ‬من‭ ‬الأسماك‭ ‬إلى‭ ‬طيور‭ ‬البطريق‭ ‬إلى‭ ‬السلاحف‭ ‬البحرية. ‬ليس‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭ ‬أربعة‭ ‬زعانف‭ ‬كبيرة‭ ‬يستخدمها‭ ‬مع‭ ‬زعنفة‭ ‬الذيل“. ‬يشتبه‭ ‬الباحثون‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬الزعانف‭ ‬الخلفية‭ ‬للالتفاف،‭ ‬كان‭ ‬ميغاتيريغيوس‭ ‬واكايامينسيس‭ ‬يحرّك‭ ‬زعانفه‭ ‬لأعلى‭ ‬أو‭ ‬لأسفل‭ ‬للغوص‭ ‬بسرعة‭ ‬أو‭ ‬الصعود‭ ‬عبر‭ ‬عمود‭ ‬الماء،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ربما‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬جعلها‭ ‬صياد‭ ‬ماهر‭. ‬يحتمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الزعنفة‭ ‬الظهرية‭ ‬قد‭ ‬سهّلت‭ ‬على‭ ‬الميغاتيريغيوس‭ ‬الدوران،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يقاوم‭ ‬السحب‭ ‬Drag‭ ‬الإضافي‭ ‬من‭ ‬الزعانف‭ ‬الخلفية. ‬”يشبه‭ ‬الأمر‭ ‬فتح‭ ‬علبة‭ ‬مليئة‭ ‬بالديدان‭ ‬التي‭ ‬تتحدى‭ ‬فهمنا‭ ‬لكيفية‭ ‬سباحة‭ ‬الموزاصورات“‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى